نقاد وكُتاب ومخرجون: الانطباعات الأولى لدراما رمضان خادعة.. لكنها تحدد وجهة المشاهد

آخر تحديث: الأحد 2 أبريل 2023 - 1:07 م بتوقيت القاهرة

إيناس العيسوي:

• مجدى صابر: لا يمكن تقييم عمل فنى من حلقاته الأولى
• ماجدة خير الله: الحكم على البدايات تسرع وظلم شديد للدراما وصُنّاعها
• ماجدة موريس: ما حدث مع رحمة أحمد تربص.. وماجدة خير الله: أداؤها مبالغ فيه
• عصام زكريا: الحلقات الأولى تجعلك تواصل المشاهدة أو تنتقل مبكرا لعمل آخر

شهد الشارع المصرى ومواقع التواصل الاجتماعى جدلا حول تقييم بعض الأعمال الدرامية للموسم الرمضانى 2023، وبعد عرض أولى الحلقات، أصدر البعض أحكاما مبكرة على أعمال وفنانين، رغم استمرار عرضها وأحداثها.

وفى السطور التالية تفتح «الشروق» الحوار مع عدد من النُقّاد والكُتّاب والمخرجين حول تلك الانطباعات الأولى، وهل يمكن أن تدوم وتؤثر فى الحكم على الدراما؟

السيناريست مجدى صابر، قال إنه لا يمكن الحكم على مسلسل من حلقاته الأولى، «لأنه عندما نتحدث عن عمل مكون من 30 حلقة، لا يمكننا الحكم على مستواه الفنى أو أداء الممثل من انطباعات حلقة أو اثنتين، والحكم هنا يكون متسرعا، فيه ظلم شديد للدراما وصُنّاعها».

وأضاف أنه «ربما تكون الحلقات الأولى هادئة أو بها طرح مُعيّن وتحتاج إلى عدد آخر من الحلقات حتى نتواصل مع القضية التى يطرحها العمل، ويجب علينا أن ننتظر من أجل أن نتفاعل مع الممثلين والأحداث».

وعلق على الهجوم الذى تعرضت له الفنانة رحمة أحمد، فى مسلسل «الكبير أوى» التى تؤدى فيه دور مربوحة، قائلا: «رحمة ولدت من رحم الكبير أوى العام الماضى، وقدمت أداء أعجب قطاعا كبيرا من الجمهور، كيف يتم تقييمها من حلقة؟ إنها مسألة غريبة ومدهشة، وأكاد أقول أن هناك حملة منظمة ضدّها ولا أعرف من ورائها».

وأكمل: «نرى تنوعا جيدا لدراما العام الحالى، وهناك ألوان لم تكن موجودة مثل المسلسل التاريخى والدينى، هناك مباراة تمثيل وإخراج بين الأعمال، ولدينا مخرجون متألقون ومبدعون وأعمال جيدة وبها تنوع، ومنها (ضرب نار) و(سوق الكانتو) وهناك أعمال أخرى جيدة وبها جهد وإبداع».

فيما أكدت الناقدة الفنية ماجدة خير الله، أنه لا يجوز الحكم على الأعمال الدرامية من الحلقات الأولى، وقالت إن هناك أعمالا تبدأ بهدوء ثم تتصاعد الأحداث ونكتشف أنه عمل قيّم وملىء بعناصر فنية جيدة، والعكس صحيح، أعمال يكون عليها صخب من البداية ودعاية تجعل توقعات المشاهد كبيرة، ثم نكتشف أن العمل هزيل.

وذكرت أن الانطباعات الأولى لا تدوم، ولا تصلح أن تكون مقياسا للحكم على عمل فنى، والرأى يتغير على حسب قيمة العمل.

وعن الهجوم على رحمة أحمد، قالت إن «الأمر كان واضحا من البداية، ولا نحتاج أن ننتظر 10 حلقات حتى نكتشف أن أداءها مبالغ فيه over acting، وهذا واضح من العام الماضى، ولكن العام الماضى احتفوا بها بشدة، ولم يتركوا مساحة لتصنيف أدائها بشكل عقلانى، ومن كان يرغب فى قول رأى مختلف التزم الصمت، ولكن هذا العام يبدو أنها تصورت أن أداءها أو طريقتها جيدة فضاعفت الجرعة، فكانت النتيجة كما نرى الآن، وأنا ضد فكرة أن نقول إنها مؤامرة ولجان إلكترونية».

وتساءلت: «فلماذا لا يفعلون ذلك مع ممثلين لهم تاريخ؟ ولماذا يرغبون فى هدمها هى بالتحديد؟».
واعتبرت أن «فكرة استهدافها بحملة انتقادات، تصور من وجهة نظرى به سذاجة، ولكن الحقيقة أن أداءها غير مناسب ومبالغ فيه، وهذا يُسأل عنه المخرج، لأن مهمته أن يراقب ويتابع أداء الممثلين، ومن أهم مسئولياته الأداء وكيف يخرج الممثل أمام الشاشة».

وتابعت خير الله: «عندما نُقيّم سيناريو أو موضوع العمل فنحن فى حاجة إلى عدة حلقات حتى نرى أحداث العمل والبناء الدرامى، ولكن أداء الممثل يظهر من الوهلة الأولى، فى مسلسل الأجهر واضح جدا المكياج الخاص بالفنان محمود قابيل «مُرعب»، فى الحقيقة هو رجل سبعينى، وفى المسلسل يرغبون أن يجعلوه أصغر بثلاثين سنة، فوضعوا له مكياجا «مُرعبا»، وهذا لا يحتاج أن ننتظر 30 حلقة حتى نكتشف أن المكياج سيئ، هذه أشياء تُكتشف من الوهلة الأولى».

ومن جانبها قالت الناقدة ماجدة موريس، إن الحلقات الأولى غير كافية للحكم على الأحداث، غير أنه من الممكن الحكم على أشكال الشخصيات الدرامية، وما إن كان شكلها مُلائما لحركتها وملابسها ومكياجها أم لا، ولكن لا يمكننا الحكم على 30 حلقة من 4 أو 5 حلقات، ومن المفترض أننا نرى عملا له بداية ووسط ونهاية وقصة وسيناريو وحوار وله تتابع درامى.

وأضافت أنه من الممكن أن يبدأ المشاهد متابعة العمل وهو فى ذهنه فكرة مُعينة يرغب فى إثباتها أو متربص بها، فالانطباعات الأولى فى هذه الحالة تدوم، وهذا ما حدث مع الفنانة رحمة أحمد، فى مسلسل «الكبير أوى»، والتى تربص لها البعض وأصدروا أحكاما من حلقة أو اثنتين رغم أن الجمهور أبدى إعجابا كبيرا بها العام الماضى.

كذلك قال الناقد الفنى عصام زكريا، إنه فى موسم رمضان تحديدا ليس هناك وقت للصبر على الأعمال، ونقرر فى الأيام الأولى إذا كنا سنواصل مشاهدة المسلسلات أم لا؟، وهنا تكون الحلقات الأولى فاصلة، إما تجعل المشاهد يواصل المشاهدة أو ينتقل لأعمال أخرى، وهذا بالطبع ربما يكون غير صحيح أحيانا، لأن بعض المسلسلات تستدعى الدراما فيها بداية بشكل بطىء تمهيدا للأحداث، وأحيانا أخرى تكون بداية خادعة مشوقة وجيدة ثم يدخل العمل فى هدوء عميق، ولا يهتم صُنّاع العمل بالحفاظ على الإيقاع والبناء الدرامى.

وتابع: «يتسابق صُنّاع الأعمال فى رمضان دائما على تقديم حلقات أولى جذابة، أولا حتى تجذب المشاهد والمُعلنين، من المفترض أننا لا نحكم على العمل من بداياته فقط ويجب أن ننتظر على الأقل بعد مرور الأسبوع الأول من العمل».

واعتبر أن «ما يحدث بسبب هوس السوشيال ميديا، ورغبة الناس الشديدة فى أنهم يقولون «نحن هنا» وأن هذا رأيهم بالتعليقات، وفكرة أن يقول المشاهد رأيه من المشاهد الأولى وربما من التتر فقط، وبمجرد الإعلان عن قدوم رمضان تبدأ التعليقات، وانقسامات ما بين مؤيدين ومعارضين، وكل رأى يظهر أمامه رأى معارض، وتبدأ اللجان الإلكترونية والألتراس الخاص بالممثل والمهووسين ببعض الفنانين، كل ذلك لا يوفر مجالا للحكم على الأعمال بشكل موضوعى وسليم، بسبب هذا التعجل فى الحكم من خلال الحلقات الأولى».

وأشار زكريا إلى معارك كثيرة على السوشيال ميديا بسبب رغبة روادها فى إبداء الرأى والظهور والترند، خاصة عندما يكون عند الناس بعض المتاعب الاقتصادية والمهنية، فيكون لديها رغبة فى «التنفيس» عن هذه المتاعب من خلال ما يحدث على السوشيال ميديا، وتابع: «ولكن فكرة أن نتعامل كإعلام مع أى شخص كتب رأيا على السوشيال ميديا بهذا الاهتمام ونجعله «ترند»، من وجهة نظرى أراها تفاهة يجب ألا ينساق الإعلام خلفها».

المخرج عصام السيد، يرى هو الآخر أن الانطباعات الأولى من الممكن أن تكون خاطئة جدا وغير كافية للحكم على الأحداث، مشيرا إلى أنه «ربما لا نجد ضرورة من بعض أحداث الحلقات الأولى ثم نكتشف أهميتها لسير الأحداث».

وأكد أن الحكم على الحلقات الأولى لا يكون دائما دقيقا، ولكن هناك قاعدة تقول إن من المفترض أن الحلقات الأولى تجذب المشاهد وتجعله يُتابع باقى الحلقات.

وفى تعليقه على الانتقادات الموجهة للفنانة رحمة أحمد الشهيرة بـ«مربوحة»، والتى وصفها بأنها ممثلة جيدة، قال: «من وجهة نظرى أرى أن هذا الهجوم مبالغ فيه، وأحيانا هناك أشخاص يرغبون فى إثبات أن وجهة نظرهم هى الصحيحة، وأنها لا ترى شيئا مبهرا فى فنانٍ ما، وهذا يكون نتاج أن لديهم وجهة نظر مختلفة أو يرغبون أن يختلفون عن باقى الناس».

واعتبر أن هذا الهجوم بدون أى مقياس صحيح لأننا لا نعرف نسبة من يهاجم إلى نسبة المعجب بأداء الفنانة رحمة أحمد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved