أسئلة وجودية (10).. ما الفرق بين النبي والرسول؟

آخر تحديث: السبت 1 أبريل 2023 - 10:44 ص بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

يسأل البعض أسئلة وجودية قد لا يجدون إجابتها عند الكثيرين من غير المتخصصين، وتدور تلك الأسئلة عن بدايات الخلق وأسرار الكون والحكمة الإلهية من وراء أشياء كثيرة حولنا.

وتستعرض"الشروق" لكم إجابات مبسطة على هذه الأسئلة، خلال شهر رمضان الكريم، عبر سلسلة "أسئلة وجودية"، بمشاركة علماء الأزهر الشريف.

ونقدم لكم في الحلقة العاشرة من سلسلة "أسئلة وجودية" الإجابة على أحد أهم الأسئلة التي تشغل البشرية، وهو ما الفرق بين النبي والرسول؟.

* ما الفرق بين النبي والرسول؟

- النبي

بيَن القرآن الكريم أن هناك فرق بين الأنبياء والرسل، من خلال الآية الكريمة: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"، حيث يدلل عطف كلمة "نبي" على كلمة "رسول" على وجود اختلاف بين الكلمتين.

و كلمة "نبي" تعني من نزل عليه الوحي من الله تعالى، وتظهر عليه صفات النبوة، ويبعثه الله لتأكيد شرع الأنبياء الذين سبقوه، وكان أكثر أنبياء الأرض من بني إسرائيل.

ومثالا على ذلك أن الذين بعثوا بعد النبي موسى عليه السلام بشريعة التوراة يسمون أنبياء؛ لأنهم تابعون للتوراة التي نزل بها موسى، مثل "شعيب، وزكريا، ويحيى".

- الرسول

كلمة "رسول" تعني من بعثه الله تعالى إلى الخلق لتبليغ رسالة معنية، بعدما يوحى إليه الله بشرع جديد مثل الرسول "عيسى، وموسى، ومحمد خاتم الأنبياء والرسل" عليهم السلام أجمعين.

والرسول هو الذي يؤمر بتبليغ الدعوة وحمل الرسالة الجديدة ذات الشرائع الجديدة حتى ولو كان مكملا لمن قبله من الأنبياء والرسل.

والرسول يحمل أيضا صفة النبوة، لذا فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا، وعليه تكون الرسالة أعم وأشمل من النبوة، حيث بيٌن الله تعالى أن الرسل أيضا يحملون صفة الأنبياء في قوله تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا".

* مشتركات بين الأنبياء والرسل

يوجد عددا من الأمور المُشتركة بين الأنبياء والرسل، هو أن جميعهم مبعوثون من عند الله لدعوة الناس إلى التوحيد، واختصهم الله تعالى واصطفاهم بين جميع الخلق لحمل الدعوة وهداية الناس.

كما تم الإيمان بهم أصل الإيمان بالله، وإنكارهم كفر، وهم معصومون من الكبائر والذنوب والمعاصي، حيث أن الهدف من بعثهم هداية الناس لما فيه خير الدنيا والآخرة، وإصلاحهم للفوز بالجنة.

لا يوجد عددا مؤكدا للأنبياء والرسل، وذكر القرآن الكريم أسماء كثيرة لهم، لكن الآيات تؤكد أيضا على أن هناك عدد كبير منهم لا يعلمه إلّا الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}.

وذكر القرآن الكريم 25 اسمًا من الأنبياء والمرسلين وهم: "آدم، وإدريس، ونوح، وهود، وصالح، إبراهيم، لوط، يونس، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، اليسع، ذو الكفل، داود، زكريا، سليمان، إلياس، يحيى، عيسى، ومحمد" عليهم السلام أجميعن.

اقرأ أيضا: أسئلة وجودية (9).. هل ستُحاسب الملائكة وما مصيرها بعد الفناء؟

إلى اللقاء في الحلقة الحادية عشر..