فيديو.. الطيب: مقولة إباحة القرآن لضرب الزوجة مخطط لإثارة الغبار في وجه الدين

آخر تحديث: السبت 1 أبريل 2023 - 4:27 م بتوقيت القاهرة

أحمد علاء

قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن الحديث عن إباحة ضرب الزوجة في القرآن الكريم أمر مزعوم ذورا وبهتانا.

وأضاف خلال برنامجه «الإمام الطيب» عبر شاشة «dmc»، أن هذه المقولة تُبعث بين حين وآخر لإثارة الغبار في وجه الدين العنيف، محذرا من مخطط الغرب لتدمير الأسرة ودخوله مرحلة جديدة من مراحل مشواره الذي دُبّر له بعناية فائقة وتخطيط محسوب.

وتابع: «سند هؤلاء المتزيّدين والمعترضين أو الكارهين للإسلام والقرآن هو قوله في سورة النساء في سياق حالة محددة معينة، هي حالة استعلاء الزوجة على زوجها ونشوذها عليه، وكيفية علاج هذا النشوذ وبيان أنواعه وترتيب مراحله، فهذا السند في تصورهم السقيم لمعاني القرآن الكريم هو قوله واللاتي تخافون نشوذهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلاتبغوا عليهن سبيلا».

وذكر أن هذا الاعتراض قُتل بحثا وتفنيدا، لكنه يُثار عمدا من الكارهين للإسلام ومن بعض المنتسبين للإسلام ممن يقلدون هؤلاء الكارهين ويقتفون آثارهم.

ونوه بأن هذه الآية عند تفسيرها على ضوء آيات أخرى ترتبط بها، فهي لا تقرر حكما عاما للرجال يبيح لهم ضرب النساء، ولا تعطي حقا مطلقا للأزواج لضرب زوجاتهم، يستعملونه وقت ما يريدون ويتركونه وقت ما يشائون أو يقترفونه كلما شعروا بغيظ أو غضب في حوار مع زوجاتهم أو نقاش أو جدال.

وأوضح أن الحكم الشرعي العام في جريمة الضرب هو حرمة الضرب حين يكون بقصد الإهانة أو الإيذاء لأي إنسان، مشيرا إلى أن ضرب الناس دون حق أو مبرر شرعي كاف يستدعيه ويتطلبه، فهو حرام وممنوع، ويجب فيه القصاص إلا إذا عفا المجني عليه طوعا واختيارا.

وتابع: «هذا ما طبقه حرفيا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أمر شابا مصريا أن يضرب ولد عمرو بن العاص واليه على مصر في ذلك الوقت وعلى مرأى ومسمع من الناس، بل هو بعينه ما عزم على تطبيقه على ملك متوج لضم عربيا فقيرا من بني فزارة لولا هروب الملك بحاشيته من المدينة المنورة بليل».

وأوضح أن محور الدرس في هذه القصة أن القصاص لم يكن في قتل ولا كسر ولا خدش لكنه كان في مجرد ضرب، ولولا أنه حكم شرعي ثابت لما تمسك به سيدنا عمر بن الخطاب إلى هذا الحد.


هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved