في حياة المصري القديم (10).. المغرة الحمراء لتلوين الأواني وزينة الوجه

آخر تحديث: السبت 1 أبريل 2023 - 11:36 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

الراوي والحكايات، جزء أصيل من ثقافتنا، وكان الناس يجلسون أمام القهاوي يستمعون لحكايات أبوزيد الهلالي والزير سالم، والأطفال يجتمعون لسماع قصص الجدة في الدار، وفي رمضان تجتمع الأسر حول الحكايات الدرامية وأمام الفوازير.

الحكاية تجذب الكثيرين؛ لذلك نقدم في سلسلة مكتوبة خلال شهر رمضان الكريم، مجموعة من الحكايات التي تتعلق بالحضارة المصرية القديمة، وتحديدا عن تفاصيل الحياة اليومية.

ويستمر حديثنا عن حياة الفرد المصري القديم، وعلاقته بالطبيعة من حوله، وتسخيره لها لصناعة أدوات مختلفة، استخدمها في قضاء مصالحه أو اعتبرها زينة وحُلي وغيرها ومواد أخرى، وُظفت في البناء والتعمير، وهو ما تحدث عنه كتاب "المواد والصناعات عند قدماء المصريين"، تأليف ألفريد لوكاس، وترجمة دكتور زكي إسكندر، وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفي الفصل الخامس ينتقل لوكاس، إلى مواد التجميل والعطور في حياة المصريين القدماء.

وتحدثنا في الحلقة السابقة عن الكحل والمواد التي يستخرج منها والفترات الزمنية التي استخدم فيها كل نوع خلال عقود الحضارة المصرية القديمة، واستمرارا في نفس السياق نتحدث عن "طلاءات الوجه" هل كانت موجودة خلال هذه الحِقب الزمنية أم لا؟.

ويقول لوكاس، وفق العديد من المصادر التاريخية وعلماء المصريات: "فضلا عن تكحيل ما حول العينين ربما كانت المصريات في العصور القديمة يخضبن وجناتهن أحيانا وفي هذا التعليل الأقرب إلى المعقول لوجود بعض الخضاب الأحمر في المقابر مقترنا باللوحات وعلى الأحجار التي كانت الصبغة تسحق عليها قبل الاستعمال، وهذه الصبغة عبارة عن أكسيد أحمر للحديد يوجد طبيعيا، ويسمى عادة هيماتيتا، ولكن للدقة فهو يوصف بالمغرة الحمراء".

وأوضح أن المغرة الحمراء وهي الصبغة الحمراء الوحيدة التي عرفت في مصر القديمة حتى العصور المتأخرة جدا، كانت تستخدم كثيرا في التصوير على جدران المقابر، وعلى أشياء أخرى، كما كان الكتاب يستخدمونها في الكتابة.

وذكر في كتاب "حضارة مصر القديمة وآثارها"، أن المغرة الحمراء استخدمت في طلي الأواني الفخارية.

وكانت المغرة الحمراء، تستخرج من طين ملون يتم تعدينه، ثم غسله، ثم تجفيفها في الشمس أو حرقة للحصول على صبغة حمراء.

ووصفت المغرة الحمراء في البرديات الطبية بأنها علاج لمشاكل العين، وصبغة تجميلية الألوان اللوجنتين والشفتين، بحسب كتاب "اللأوان في مصر الفرعونية".

اقرأ أيضا: في حياة المصري القديم (9).. كيف كانت النساء تكحلن أعينهن؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved