الحياة تعود إلى بحيرة البردويل

آخر تحديث: السبت 1 مايو 2021 - 7:29 م بتوقيت القاهرة

 مصطفى سنجر:

الصيادون: سعيدون بعودة «رزق عيالنا».. ونتمنى فتح المجال للصيد ليلًا
مدير عام إدارة منطقة الثروة السمكية بشمال سيناء: البحيرة ذراع تنموية هائلة للمنطقة
مطالبات بتوفير الرعاية للصيادين خلال فترات توقف الصيد
عادت الحياة مرة أخرى لبحيرة البردويل، بعد توقف دام لأكثر من نصف عام ولكنها عودة مختلفة، بعد تغيير الشروط والقواعد التى وضعت لتنظيم الصيد فيها سواء من ناحية مواعيد الصيد، مرورا بالتراخيص، حتى نوعية الأسماك والأدوات المستخدمة.
بالتزامن مع احتفالات سيناء، أعطيت شارة البدء لانطلاق المراكب من منافذها الخمس، فاندفعت 1228 مركبا فى مياه البحيرة التى يبلغ طولها نحو 130 كيلومترا، ويعمل فيها نحو 4 آلاف صياد، بخلاف 1000 عامل، وتعتبر أحد روافد التنمية فى منطقة شمال سيناء، كما تعد سلاحا فتاكا فى محاربة البطالة.
«الشروق» رصدت أجواء فرحة الصيادين بعد عودة الحياة إلى البحيرة.
عند شاطئ البحيرة الذى ازدحم بالصيادين وأكثرهم من أبناء قبيلة «الدواغرة» الذين اصطحبوا أبناءهم لمساعدتهم فى العمل، وعلت الفرحة وجوههم، يقول محمود سعيد، أحد الصيادين العاملين على مركب يطلق عليه «الصال»: «فرحانين بفتح البحيرة، هى حياتنا ورزق عيالنا، وفيها خير كثير، بس محتاجين دعم ورعاية، المراكب عليها مواتير بتعطل وتمنها غالى، وتصليحها كمان غالى، بس يا ريت يكون فيه دعم للتكاليف لأننا بنقعد 6 شهور بدون شغل، مفيش دخل غير اللى بنوفره فى وقت العمل، وبيروح مصروفات للبيوت».
ويقول أبو صالح، صياد فى البحيرة: إنهم يعانون من مشكلة بسبب الترسة أو السلاحف البحرية التى تمزق الشبك وتأكل الإنتاج، لكن صيدها ممنوع، «يا ريت يشوفوا لها حل، الصيد أيضا مسموح به فى فترة النهار فقط، وهذا يعرض الأسماك إلى أن تفسد، لأن الصال لا يحمل وزنا كبيرا، كما لن يستطيع الصيادون استعمال الثلج تحت أشعة الشمس، لذا من الأفضل السماح بالصيد فى الليل».
من داخل سوق العريش يشير «أبو رمضان»، تاجر أسماك، إلى الكميات الكبيرة التى وصلت من البحيرة، مما ساهم فى انخفاض الأسعار عن العام الماضى، ويقول إن 4 كيلوجرامات من سمك الدنيس الصغير تباع بـ 100 جنيه للمستهلك، وهذا سعر منخفض جدا.
وأضاف: «يمكن الصياد بيتضرر، لكن المستهلك خاصة محدود الدخل بيقدر يشترى الدنيس، اللى هو أفضل نوع سمك بسعر مخفض، وفيه ناس بتشترى وبتخزن فى الثلاجات، علشان هما عارفين أنه بعد شهر رمضان الأسعار ممكن ترتفع، خاصة أن الأهالى غير معتادين على أكل الأسماك فى شهر رمضان».
يقول مدير جمعية كنوز البردويل لتنمية مجتمع الصيادين صبيح الشافعى، لـ«الشروق»، إن الجمعية قدمت دراسة جدوى ضمن مشروع «فرصة» الذى أعلنت عنه وزارة التضامن الاجتماعى منذ أيام لدعم الأسر الأولى بالرعاية، ومن بينها أسر الصيادين بشمال سيناء.
مدير عام إدارة منطقة الثروة السمكية بشمال سيناء المهندس سامى الهوارى، قال لـ«الشروق» إن افتتاح البحيرة تزامن مع أعياد تحرير سيناء، وأن توجهات الدولة بالتطوير تدفع إلى التفاؤل بأن تتحول البحيرة إلى ذراع تنموية هائلة يعود بالنفع على الجميع.
ولفت إلى أن أسماك البردويل ذات جودة عالمية وتتمتع بشهرة عالمية خصوصا فى دول الاتحاد الأوروبى التى يزيد طلبها على إنتاج البحيرة، وأن تنمية وتطوير البحيرة يشمل الوقوف على أهم مشاكلها وإيجاد الحلول المناسبة التى نلمسها من الصيادين أنفسهم، ما يساعد على خلق فرص عمل الشباب بالمنطقة وخلق مجتمع اقتصادى حول المسطح المائى لبحيرة البردويل، وموازيا مع مشروع التطوير بالبردويل فرض هيبة الدولة من تنفيذ قانون الصيد للحفاظ على المخزون السمكى.
وأشار إلى أن الجهات المعنية حددت اشتراطات للعمل فى البحيرة منها الصيد مع بداية النهار حتى آخره، ويمنع تماما الصيد أو المبيت فى البحيرة ليلا، كما تم تحديد فترة الصيد لمدة شهر بشكل تجريبى مع تقديم تسهيلات للصيادين لاستكمال إجراءات التأمينات بخصوص جميع العمالة المرخص لها بالصيد.
أما المهندس شكرى سالمان مدير ادارة بحيرة البردويل، فقال إن الموسم الجديد يبشر بالخير الوفير للصيادين، فخلال ٣ أيام من تشغيل البحيرة تم صيد ما يقرب من ٢٤٥ طنا من الأسماك والقشريات المتنوعة، وأشار إلى أن الأسماك تنوعت بين «الدنيس والبورى والطوبار، والوقار، والقاروص، والدهبان، واللوت، والجمبرى، والكابوريا»، وجميعها أصناف مطلوبة بشدة فى الأسواق نظرا لجودتها بسبب نقاء مياه البحيرة والاهتمام بها سنويا بأعمال التكريك وإزالة المخلفات وتطهير البواغيز».
ولفت إلى أن العمل تم وفقا للضوابط المقررة لموسم الصيد، وهى السماح بالعمل برخص الصيد للمراكب لعام 2020 حتى 30 يونيو 2021، على أن يجرى تجديد الترخيص لعام 2021 بعد رد التأمينات الاجتماعية خلال هذه الفترة، والسماح أيضا بالعمل بالتصاريح الحالية للصيادين الخريجين حتى 30 يونيو 2021.
وحددت إدارة بحيرة البردويل 6 أنواع لحرفة الصيد فى المسطح المائى للبحيرة، وهى «الدبة» القائمة على الصيد بشباك من 3 طبقات بارتفاع من 1 إلى 2 متر بطول 750 مترا، و«الدبديبة وهى شباك من 3 طبقات بطول 400 متر للمركب الواحد، و«البوص» التى تعتمد على طبقة شباك واحدة بعرض 5 أمتار وبطول 800 متر، و«الكابوريا» وهى شبكة من طبقة واحدة بارتفاع متر، و«السنار» تعتمد على خيوط من النايلون لا يزيد طولها على 300 متر معلق به خيوط بكل خيط سنارة على أبعاد متساوية، و«الدهبانة» وهى شبكة على جزأين لا يزيد طول كل منها على 400 متر، ويمنع الصيد بخلاف تلك الأصناف حيث يعرّض الصيادين لغرامات تصل أحيانا إلى إيقاف تراخيص الصيد.
ويعمل فى البحيرة نحو 4 آلاف صياد بخلاف 1000 عامل معاون على متن 1228 مركب صيد موزعة على 3 مراسٍ، وهى: مرسى اغزيوان وبه 700 مركب، مرسى التلول وبه 375 مركبًا، ومرسى النصر وبه 178 مركبًا، حيث يعمل بكل مركب من صيادين اثنين إلى 3 صيادين، لافتًا إلى أن عدد الصيادين العاملين بالبحيرة يبلغ نحو 3000 صياد، بجانب 1000 شخص آخرين من العاملين فى الخدمات المعاونة لهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved