أيمن سلامة: شعرت أن «breaking bad» مسروق من «الكيف».. ولم أقتبس منه «ولد الغلابة»

آخر تحديث: السبت 1 يونيو 2019 - 8:58 م بتوقيت القاهرة

إيناس عبدالله

* المسلسل لمس قلوب المصريين ونجاحه كان متوقعا.. وتعاونى مع السقا نقطة فاصلة فى حياتى المهنية والشخصية
* تفهمت غضب بعض المدرسين من سلوك «عيسى الغانم» لكننا نقدم عملا دراميا يحكى قصة شخص وليست مهنة
* استلهمت الفكرة من مدرس تربية فنية يعمل سائق تاكسى لضيق ذات اليد فسألت نفسى ماذا لو سلك هذا الرجل طريق الحرام فكانت البداية
* أداء بعض أبطال العمل فاق توقعاتى.. ومشهد حرق «ضاحى» كان اقتراح المخرج وأنا ارتضيت به
* الضرورة الدرامية وضعت نهاية مبكرة لدور محمد ممدوح فى المسلسل.. وأداؤه المبهر جعلنى أشعر بضيق
* إنجى المقدم هى الضمير فى المسلسل وعليه فصوتها العالى طبيعى ومقبول وحققت صدى فعل رائع مع الناس
* انا ضد كلمة «نمبر وان» وموسم هذا العام مقبول نوعا ما لكنه يفتقد لأسماء كبيرة


لم تكن هذه هى المرة الاولى التى يذوق فيها الكاتب ايمن سلامة طعم النجاح فى الموسم الرمضانى، فسيرته الذاتية تتضمن العديد من الاعمال الناجحة والتى تعاون فيها مع كبار النجوم آخرها مسلسل «ضد مجهول» بطولة غادة عبدالرازق، والذى حقق صدى كبيرا العام الماضى، لكن هذا الموسم اختلف الامر، فبعد عرض اولى حلقات مسلسله «ولد الغلابة» الذى يلعب بطولته الفنان أحمد السقا، تصدر نسبة المشاهدة، وحقق نجاحا كبيرا، ليضعه الجمهور فى مقدمة الاعمال المعروضة، والمنافسة، وبدأت كلمات الاشادة تنهال على أسرة المسلسل من أهل الفن.. عن أسباب هذا النجاح المبكر الذى حققه «ولد الغلابة» تحدث أيمن سلامة لـ«الشروق» قائلا:

كنت متوقعا نجاح العمل منذ البداية، وشعرت انه سيلقى قبول واستحسان المشاهدين، لأن قصة المسلسل قريبة جدا من الناس، ومن شريحة كبيرة من ابناء هذا الوطن «الغلابة» المطحونين فى دوامة الحياة والمعيشة، فنحن أمام مدرس تاريخ واخ اكبر لاسرة فقيرة، وعليه التزامات عديدة ودخله محدود للغاية، ويتعرض لمواقف صعبة تجعله يضل طريقه، ويلجأ للحرام، ظنا منه انه اضطرار وقتى، على ان يعود لطريق الحق مرة أخرى، لكنه يكتشف الحقيقة التى تؤكد أن من تنزلق قدمه لهذا الطريق من الصعب ان يعود كما كان سابقا، فيتحول المربى الفاضل لتاجر مخدرات وقاتل، ولكن بعد عرض المسلسل فاقت ردود الافعال توقعاتى، وتم استقبال المسلسل بشكل رائع منذ الحلقة الاولى.

وردا على سؤال حول رأيه فى هجوم بعض المدرسين على العمل قال؟
تفهمت بالطبع موقف البعض من الذين ساءهم ان يتاجر «مدرس» فى المخدرات، رغم انه فى الوقت ذاته أشاد عدد كبير من المدرسين بالعمل، الذى استعرضنا فيه معانات المدرسين واجورهم الهزيلة، لكن أود أن أصحح للغاضبين شيئا هاما جدا، وهو أننى لا أتعرض لمهنة التدريس، ولكن بطل العمل «عيسى الغانم» تصادف أنه مدرس، ومدرس سيئ الحظ، لا يجد فرصة فى إعطاء دروس خصوصية أو مجموعات، فأولياء الأمور لا يهتمون كثيرا بمادة التاريخ، ولا يعتبرونها مادة مهمة تستحق الدرس الخصوصية، وعليه فـ«عيسى» يعتمد فقط على مرتبه الشهرى الذى لا يكفيه، ثم انتقلنا لحياته الخاصة وعلاقته بأسرته وكيف يدبر حاله وهو محاط بالأزمات المالية، والظروف التى دفعته كى يسلك الطريق الخطأ ورغبته فى العودة لكنه لم يستطع، فالمسألة هنا أكبر من التركيز على مهنة التدريس فى حد ذاتها.

وبمواجهته باتهام البعض له أنه سرق فكرة «ولاد الغلابة» من المسلسل الأجنبى breaking bad
قال: انزعجت كثيرا من هذا الأمر، خاصة أننى لست من هواة الفرجة على الأفلام الأجنبية، فكيف أتابع المسلسلات!

وأضاف: حينما قرأت هذا الكلام بحثت عن المسلسل وشاهدت بعض حلقاته، خاصة أنه من المسلسلات الطويلة جدا، ورأيت أن التشابه يكمن فى أن بطلى العمل يعملان بالتدريس، والاثنين لجآ لنفس الطريق، لكن أقسم بالله أن ما حدث مجرد صدفة، وطبيعى أن تتشابه الأفكار، فهناك 36 تيمة درامية، وكلنا نعمل فى إطارها، بدليل أننى حينما شاهدت الفيلم شعرت أنه مسروق من فيلم «الكيف» وهو الأقدم فى الإنتاج، فنحن أمام كيميائى يتحول لصانع مخدرات، وهو ما حدث مع بطل فيلم «الكيف»، كما أننى استلهمت قصة المسلسل من واقعة حقيقية حدثت لى، فذات مرة ركبت «تاكسى» ودار حوار بينى وبين السائق، وفوجئت أنه مدرس تربية فنية، ومرتبه لا يزيد عن 2200 جنيه، ولديه التزامات تعجزه، فاضطر للعمل سائقا على تاكسى يملكه شخص آخر جاهل يتحكم فيه، ويتصيد له الأخطاء، ولحظتها شردت بتفكيرى وبدأت أتخيل الحدوتة.

وأكمل: رغم أن الشخصية الرئيسية للعمل هو المدرس، لكنى نجحت فى تقديم نماذج لشخصيات عديدة بالمسلسل، هامة ومحورية مثل أشقائه فكل واحد منهم له حدوتة تخصه، وقصة تجذب المشاهد، وهناك شخصية «ضاحى» التى لعبها الفنان محمد ممدوح، و«عزت» التى لعبها الفنان القدير هادى الجيار، وكل منهما له قصته ومشاكله.

ونقلت صورة الحياة بالصعيد الآن، وهو الأمر الذى تطلب منى السفر لمحافظة المنيا والقضاء فيها بعض الوقت خاصة أنه ليس لى جذور صعيدية، وقمت بدراسة البيئة هناك وطبيعة الحياة وشكل الشوارع والبيوت، وظللت أعمل على هذا العمل لوقت طويل، وبذلت فيه جهدا كبيرا، وتعمدت أن يكون قاسيا، لأن الحياة أصبحت قاسية، وكل يوم نصعق بأخبار حوادث يشيب لها الولدان، فهل يعقل أن يشيد الناس بتصرفات بطل العمل الذى لجأ للمخدرات وارتكب جرائم القتل، وفى المقابل يعنفوا شقيقته «صفية» التى تقف مع الحق وترفض الحرام، لقد أثبت العمل أن مجتمعنا وصل لمرحلة صعبة لابد أن ننتبه لها.

وبسؤاله عن سر إصراره على حرق أبطال أعماله، خاصة أن العام الماضى تعرض لانتقادات لاذعة من لجنة الدراما بسبب مسلسله «ضد مجهول» والذى شهد انتقام بطلة العمل من قاتل ابنتها بحرقه بنفس طريقة «داعش»، وهذا العام قام بطل «ولد الغلابة» بالانتقام من عدوه ضاحى بحرقه أيضا، فأجاب:
فكرة حرق «ضاحى» كانت وجهة نظر المخرج محمد سامى وأنا ارتضيت بها، ووافقت عليها، أما فيما يخص انتقادات لجنة الدراما، أرى أن هذه اللجنة تقف ضد حرية المبدع وضميره، كما أن دورها غير واضح، فى ظل وجود جهاز الرقابة على المصنفات الفنية الذى له الحق الوحيد فى المنع والاعتراض والموافقة، ورغم أن هذه اللجنة لم تعلن أى ملاحظات عن «ولد الغلابة» حتى الآن، لكن وجود مثل هذه اللجان أمر مرفوض تماما فهى أشبه بمحاكم التفتيش، إضافة إلى أن أعضاء اللجنة أنفسهم غير مؤهلين للحكم على العمل الدرامى، فهم مجموعة من الموظفين لم يدرسوا دراما ولم يعملوا بالمجال، فكيف لهم أن يحكموا، وعليه فكل المخالفات التى خرجت من اللجنة كانت محل انتقاد من الناس أنفسهم، لأنها مخالفات غريبة وغير منطقية.

وبمواجهته بغضب الجمهور من إنهائه دور محمد ممدوح وهادى الجيار مبكرا، ورأى البعض أن وفاة «ضاحى» و«عزت» كانت بمثابة نهاية مبكرة للعمل قال:
حينما شاهدت أداء محمد ممدوح الرائع لشخصية «ضاحى» أنا نفسى شعرت بضيق من انتهاء دوره مبكرا، كذلك القدير هادى الجيار، لكن الضرورة الدرامية كانت تتطلب هذا، وحينما قال البعض إن ما حدث هو نهاية مبكرة للعمل شعرت بالسعادة، فأنا ضد فكرة المط والتطويل، وكنت حريصا أن تتضمن الحلقة الواحدة أكثر من حدث، رغم صعوبة الأمر على أى مؤلف، لكنى كنت أفكر خارج الصندوق، وأردت أن أجعل المشاهد فى حالة تحفز وحماس منتظرا ماذا سيحدث الحلقة المقبلة، والحمد لله أعتقد أننى نجحت فى هذا بشكل كبير، خاصة أن الأبطال تألقوا وأبدعوا فى أداء الشخصيات.

وعن مشهد محاولة ضرب أخت البطل لأخيها فى سابقة لم تحدث فى الدراما الصعيدية لما هو مخالف للأعراف وعادات وتقاليد الصعيد الذى يتمتع الأخ بالقوة والسيطرة قال:
أولا هناك فكرة مغلوطة أن المرأة الصعيدية ضعيفة، وهذا أمر غير صحيح بالمرة، فالأم والأخت الكبرى تتمتعان بشخصية قوية ومكانة هامة فى المجتمع الصعيدى، والأخت الكبرى هنا والتى لعبت دورها إنجى المقدم، هى صوت الضمير، التى تسعى للحفاظ على القيم، وتصرفاتها نابعة من كونها الوحيدة المثالية فى أسرة تضم العديد من النماذج المختلفة منها الأخ البخيل والمندفع والشريف الذى تحول لقاتل وتاجر مخدرات، ولابد أن يكون صوت الحق عاليا.

وعن كواليس العمل وعلاقته بالفنان أحمد السقا قال:
تعاونى مع أحمد السقا أعتبره من أحسن الحاجات التى حدثت لى فى حياتى، وأعتبر هذه التجربة نقطة فاصلة فى حياتى المهنية والشخصية، فهو فنان ملتزم ومحترم ويقدر طبيعة وظيفة كل فرد فى العمل، فيعطى المخرج فرصته والمؤلف كذلك، ولم يتدخل فى عملى على الإطلاق، ومنحنى الوقت الكامل لكتابة الحلقات، حتى اسلمها بالكامل لمخرج العمل، ليبدأ التصوير مبكرا فلا نضطر للتصوير أثناء العرض، وعليه كان «ولد الغلابة» أول عمل ينتهى صناعه منه قبل بدء موسم رمضان، وأعتقد أن هذا سبب من أسباب نجاحه، فهناك لعنة اسمها التصوير على الهواء ولها تأثير سلبى على أى عمل، والحمد لله لم نضطر لهذا مع مسلسلنا.

وعما إذا كان ساهم فى اختيار أبطال العمل قال:
لم أتدخل فى ترشيح أحد، وكل الترشيحات جاءت عن طريق مخرج العمل، والحق يقال إن هناك ناس لعبوا الشخصيات بشكل فاق توقعاتى أذكر منهم إنجى المقدم الرائعة ومحمد ممدوح المبهر وكذلك هبة مجدى وكريم عفيفى وصفاء الطوخى وريم سامى التى لعبت دور «قمر» وهى شقيقة المخرج محمد سامى.

وبسؤاله عن ردود الأفعال الذى رصدها عن «ولد الغلابة» وتقييمه لهذا الموسم عموما قال:
بعد عرض الحلقة الأولى فوجئت بردود أفعال رائعة على السوشيال ميديا، ومن الناس المحيطين بى، فقمت بالاتصال بالفنان أحمد السقا الذى كان فى قمة سعادته، وتوالت المكالمات بيننا، طوال الأيام الماضية، خاصة أننا يوميا نتلقى التهانى من الأصدقاء من الوسط وخارجه، ورغم اعتراضى على كلمة «رقم واحد» لكن محركات البحث على كل المواقع تؤكد أننا الأكثر مشاهدة، وكل يوم يزداد الإقبال على مشاهدة العمل، أما فيما يخص الموسم عموما، فإراه مقبولا نوعا ما، فلا ننكر أن غياب أسماء كبيرة مثل عادل إمام ويحيى الفخرانى ويسرا ونيللى كريم له تأثير كبير بلا شك، فهؤلاء حريصون على الاهتمام بالمحتوى الدرامى قبل أى شىء، ونحن بحاجة لعودتهم سريعا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved