كينيا تبني وتطور السدود لإنهاء أزمة دورات الفيضانات وموجات الجفاف

آخر تحديث: الإثنين 1 يونيو 2020 - 2:55 م بتوقيت القاهرة

د ب أ

تعتزم الحكومة الكينية التي تعاني من وقوع فيضانات متلاحقة ومن موجات جفاف، يعود السبب وراء حدوثها بصورة جزئية إلى تغير أنماط الطقس، بناء العديد من السدود الجديدة، في محاولة من الدولة الواقعة في شرق أفريقيا لتحسين أمنها المائي وإدارة موارد المياه.

ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن رايموند أومولو، الرئيس التفيذي لـ "هيئة تنمية حوض البحيرة"، قوله إنه من المتوقع أن توافق الخزانة الوطنية على تطوير سد "ماجواجوا" متعدد الأغراض الذي يقع في غرب البلاد وتبلغ تكلفته 868 مليون دولار.

وقال أومولو في مقابلة عبر الهاتف، إنه من المقرر أن يتم ملء السد، الذي يبلغ ارتفاعه 95 مترا وطوله 450 مترا، بالمياه، باستخدام مصادر المياه التي تتدفق بصورة اعتيادية إلى بحيرة فيكتوريا التي تقع عند ملتقى حدود كينيا وأوغندا وتنزانيا، مضيفا أنها سيتم استخدامها لتوليد 120 ميجاوات من الطاقة الكهرومائية.

من ناحية أخرى، من المقرر أن يبدأ بناء سد "كورو-سوين"، الذي تقدر تكلفته بنحو 40 مليار شلن (375 مليون دولار)، قريبا، بحسب ما ذكرته صحيفة "ستار" في 12 من آذار/مارس الماضي، حيث سيعمل على مد مقاطعتي كيسومو وكيريتشو في غرب كينيا بالمياه.

وسوف تعجل الحكومة، بداية من شهر يوليو، بتنفيذ برنامج لبناء سدود أخرى وزيادة تجميع المياه في المناطق شبه القاحلة في شمال البلاد.

كما يتم النظر أيضا في مقترحات لبناء السدود لمنع الفيضانات على العديد من الأنهار.

يشار إلى أن الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة بشكل غير معتاد، أسفرت عن سقوط أكثر من 200 قتيل، وتشريد ما لا يقل عن 100 ألف آخرين في كينيا هذا العام. ومن جانبه، تعهد الرئيس أوهورو كينياتا بأن تقوم حكومته بإنفاق ما لا يقل عن 5 مليارات شلن على إصلاحات الطرق والجسور التي تضررت من جراء الأمطار، واتخاذ إجراءات للحد من الفيضانات لأقصى حد في المستقبل.

وفي المقابل، اتسمت فترة من العام الماضي بتسجيل طقس جاف بصورة غير معتادة، حيث أدى الجفاف إلى ترك أكثر من 5ر1 مليون شخص في كينيا، في حاجة للحصول على مساعدات غذائية.

كما ارتفعت مستويات المياه في بحيرة فيكتوريا، وهي أكبر بحيرة في إفريقيا، إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من 50 عاما في 21 من مايو، بينما امتلأت بحيرة كيوجا في أوغندا، إلى مستوى قياسي.

ويشكل المسطحان المائيان جزءا من نظام البحيرات العظمى في إفريقيا، والذي يمتد في ست دول.

وقد عانت أوغندا من أجل إزالة كتلة من الأعشاب الضارة، بحجم جزيرة صغيرة، من بحيرة فيكتوريا بعد أن فاضت باتجاه أحد السدود، مما تسبب في تعطيل إنتاج الطاقة الكهرومائية في شهر أبريل الماضي.

وتحركت كتلة الأعشاب حتى بعد أن فتحت السلطات بوابات البحيرة الواقعة في منطقة جينجا بشرق أوغندا في شهر شباط/فبراير. وأفادت شركة "إسكوم أوغندا" المحدودة التي تدير اثنين من محطات توليد الكهرباء التابعة للحكومة، بأنه قد تم تسريب مياه تكفي لملء حوض سباحة أولمبي كل ست ثوان، من أجل حماية جدران السد والبنية التحتية للكهرباء.

ويعود السبب وراء هطول الأمطار الغزيرة - جزئيا - إلى ارتفاع درجة الحرارة في غرب المحيط الهندي خلال القرن الماضي بـ 2ر1 درجة مئوية. وربما ساهمت هذه الظاهرة أيضا في خلق ظروف مثالية لتكاثر الجراد الصحراوي الذي قام مؤخرا بأسوأ غزو تشهده أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط منذ عقود، وهدد الأمن الغذائي.

ومن المرجح أن تشهد منطقة شرق إفريقيا أحداثا مناخية قاسية كل عامين، وهي ضعف النسبة التي كانت عليها على مدى العقود الأربعة الماضية، وذلك إذا استمرت درجات الحرارة في تجاوز الزيادات التاريخية - بمتوسط ​​درجة مئوية واحدة - بحسب ما قاله مبارك صالح بابكر عالم المناخ في الهيئة الحكومية لمركز تطبيقات المناخ والتنبؤ به، الذي يقوم بأبحاث وعمليات رصد في 11 دولة أفريقية.

وقال بابكر إن "الجزء الأكثر خطورة من تغير المناخ هو أن هذه الأنواع من الأحداث المناخية بالغة الشدة، تتسبب في حدوث ظواهر بيئية متطرفة، أخرى مثل (هجمات) الجراد الصحراوي والآفات والأمراض".

وأكد عالم المناخ أن الحكومات عليها أن تستعد لوقوع المزيد من الفيضانات وموجات الجفاف وانتشار الآفات في المستقبل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved