انخفاض المواليد يدفع الصين إلى إلغاء سياسة الطفل والطفلين نهائيا

آخر تحديث: الثلاثاء 1 يونيو 2021 - 4:43 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي:

في خطوة جديدة كليا وغير متوقعة، قررت الصين تغيير الحد الأقصى للإنجاب ليصبح ثلاثة أطفال بعد أن كان طفلين لكل عائلة، على أمل رفع معدل المواليد المنخفض في أكثر دول العالم تعدادا للسكان، التي يزداد فيها عدد المسنين.

وجاءت الخطوة، التي تعد تغييرا جذريا في السياسة الصينية، بعد ثلاثة أسابيع من نشر نتائج تعداد السكان الأخير الذي كشف عن تراجع حاد في معدّل المواليد في البلد الآسيوي العملاق ديمغرافيا، فضلا عن التسارع في شيخوخة المجتمع أكثر من المتوقع.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، أمس الاثنين، نتائج اجتماع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي برئاسة رئيس البلاد شي جين بينج، نص القرار الذي يقول: "في مواجهة تشيّخ المجتمع يسمح للزوجين بإنجاب ثلاثة أطفال".

وأضافت الوكالة الصينية أن السياسة الجديدة، التي ألغت الحد الأقصى للإنجاب في الصين المحدد بطفلين لكل زوجين رسميا، يجب أن تكون مصحوبة بـ "إجراءات دعم" للعائلات.

وقال الاجتماع، الذي استعرض حلول تحسين سياسات الإنجاب لدعم نمو سكاني متوازن على المدى الطويل، إن تنفيذ سياسة الطفل الثالث سيساعد في تحسين الهيكل السكاني في الصين، ويعالج مشكلة شيخوخة السكان على نحو فعال، ويحافظ على مزايا الموارد البشرية في البلاد.

وأوضحت نتائج الاجتماع شيخوخة سكان الصين استمرت في الزيادة خلال السنوات القليلة الماضية، مقرة بالتقدم الذي حققته سياسات الإنجاب الجديدة التي تبنتها السلطات المركزية منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، في عام 2012، بتخفيف سياس الطفل الواحد، التي اتبعتها الصين لخمسة وثلاثين عاما.

وطالب الاجتماع الصينيين ببذل الجهود لتطبيق سياسة الطفل الثالث وفقا للقانون، ودعم تواؤم السياسات الإنجابية مع السياسات الاقتصادية والاجتماعية، وضرورة تقديم التوعية والإرشاد لدعم قيم الزواج والأسرة بين الشباب في عمر الزواج.

ووفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد جاءت خطوة سياسة الطفل الثالث بعدما أظهر إحصاء يُجرى كل عشرة أعوام أن النمو السكاني في الصين سجل أدنى مستوياته، الأمر الذي ضغط على الحكومة حتى تضع بدورها تدابير من شأنها تشجيع الأزواج على إنجاب المزيد من الأطفال، في محاولة لتجنّب تراجع عدد السكان.

وأظهر إحصاء أجري في الصين، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن العام الماضي شهد ميلاد نحو اثني عشر مليون طفل فقط، مقارنة بـثمانية عشر مليون، في عام 2016، وهذا الرقم هو الأقل منذ حقبة الستينيات فيما يتعلق بعدد المواليد سنويا في الصين.

ورغم وضع الحكومة الصينية نهاية لسياسة الطفل الواحد، التي كانت مثار جدل، وسمحت لهم بإنجاب طفلين، فإنها لم تفلح في الوصول بمعدل المواليد إلى المستوى المستهدف، والذي ما زال يأخذ في الهبوط.

وكانت الصين تطبق "سياسة الطفل الواحد" المثيرة للجدل، منذ عام 1978، بعد زعمها أن الزيادة السكانية السريعة، ولا سيما في الريف، تقوض الجهود المبذولة للحد من الفقر وتنمية الاقتصاد.

ولكن، وبحلول عام 2016، قررت أكثر دول العالم سكانا تخفيف القيود والسماح للأزواج بإنجاب طفل ثانٍ، في محاولة لمعالجة الزيادة السريعة في تعداد كبار السن، إضافة إلى انكماش القوة العاملة، قبل أن تسمح بطفل ثالث، اليوم، في وقت يدعو فيه الخبراء لإلغاء جميع القيود بالكامل.

واليوم، تثار مخاوف كثيرة في البر الرئيسي الصيني حول زيادة عدد السكان المسنين في الصين، التي قد تقلل من توفير القوى العاملة وتزيد عبء رعاية المسنين على الأسر والضغط على توفير الخدمات العامة الأساسية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved