نجيب سرور.. تفاصيل عن شاعر المتمرد وضمير المقاومة بالثقافة العربية في ذكرى ميلاده
آخر تحديث: الأحد 1 يونيو 2025 - 4:37 م بتوقيت القاهرة
مي فهمي
تمر اليوم الأول من يونيو ذكرى ميلاد الشاعر المتمرد نجيب سرور، الذي يُعد واحدًا من أيقونات الثقافة في الوطن العربي؛ فهو شاعر، مسرحي، ناقد، عاشق للحرية والحق.
ولد نجيب سرور في قرية إخطاب بمحافظة الدقهلية عام 1932، في بيئة ريفية شكّلت وجدانه، لأسرة فقيرة أثرت في حياته وتجسدت في كتاباته.
التحق سرور بكلية الحقوق، لكنه سرعان ما غادرها إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث وجد نفسه في عالم الإبداع.
كان ديوانه الأول "الطوفان الكبير" عام 1962 إعلانًا مختلفًا يمتلك لغة خاصة، صادمة، مليئة بالغضب والجرأة.
عرف عن نجيب سرور أنه "شاعر المقاومة" الذي أطلق كلماته في وجه الاستبداد، والتزييف، والنفاق السياسي والاجتماعي.
برزت موهبة سرور وتجسدت في المسرح، فكتب مسرحيات ذات طابع شعري وفكري، من أبرزها "ياسين وبهية"، التي جمعت بين الفولكلور الشعبي والرؤية السياسية، و"آه يا ليل يا قمر"، و"الأحلام".
لم يحتمل نجيب سرور القمع ولا النفاق، فانقلبت عليه السلطة، وضاقت به الحياة، وانتهى به المطاف في مستشفيات الأمراض العقلية، في واحدة من أكثر الحكايات المأساوية في تاريخ الثقافة المصرية.
كانت قصة الحب التي جمعت بين نجيب سرور وزوجته ألكسندرا كورساكوفا من القصص التي أثرت في حياته وخلدتها الذكريات، إذ التقيا عام 1958 أثناء دراسته الإخراج المسرحي بموسكو، وكانت هي تدرس الأدب آنذاك، فأبدى إعجابه بها وتزوجها وأنجب منها ابنهما شهدى، لكنه لم يستمر هناك كثيرًا، ففور وصول سرور إلى موسكو بدأ ميله إلى الفكر الماركسي، ما جعل زملاءه يكتبون تقارير ضده حتى سُحبت منه منحة الدراسة.
بعد ذلك سافر نجيب سرور إلى المجر عام 1963 ليعمل بالقسم العربي بإذاعة المجر، وساءت أوضاعه، وفي ذلك الوقت كتب الناقد الفني رجاء النقاش مقالة يطالب فيها بإنقاذ "نجيب سرور" من حياة الضياع في دول أوروبا الشرقية، وبالفعل عاد مرة أخرى إلى مصر، ولكن وحيدًا بعد أن مُنع من اصطحاب زوجته وابنه في عام 1964.
واستمر الوضع على ذلك حتى عام 1986، حين لحقته زوجته إلى القاهرة لتكون تلك هي الزيارة الأولى لها إلى مصر بعد أربع سنوات من الفراق بينها وبين زوجها، بصحبة ابنها الأكبر شهدى، وقد عاشت ألكسندرا كورساكوفا مع زوجها الراحل نجيب سرور في القاهرة حتى وفاته عام 1978.