العائلة والحب وأشياء أخرى.. قصص لم تغب عن قلم وحيد حامد

آخر تحديث: الأربعاء 1 يوليه 2020 - 9:18 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

وحيد حامد.. ليس مجرد اسم لمؤلف أو كاتب زخرت السينما والدراما المصرية بإبداعاته، بل لمجرد سماعك لهذا الاسم ستتذكر ذلك الشخص ذي البصمة المميزة في عالم التأليف، وصاحب التاريخ الطويل من الأعمال، التي عبرت عن المجتمع في مراحل مختلفة ومتنوعة، وقام ببطولتها مجموعة من فنانين من أجيال مختلفة أيضا، كسعاد حسني وعادل إمام ومحمود مرسي ونور الشريف وأحمد زكي وممدوح عبدالعليم.... وغيرهم من النجوم الشباب الذين جسدوا ما كتبه في الألفية الجديدة.

في مطلع شهر يوليو عام 1944 ولد المؤلف وحيد حامد، في إحدى قرى الدلتا، بمنيا القمح محافظة الشرقيّة، وحاصل على ليسانس آداب قسم اجتماع، ليبدأ في الكتابة منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، وكانت انطلاقته مع المسلسل الشهير "أحلام الفتى الطائر" لعادل إمام وعمر الحريري.

اشتهر وحيد حامد بالأعمال الفنية التي تتناول قضايا شائكة تتعلق بالفساد أو السياسة والإرهاب، ولم تكن مسيرة وحيد حامد تتلخص في هذه القضايا فقط، فقد كانت للعائلة وللأحلام وللكوميديا نصياً آخر في عالمه الفني، وفي عيد ميلاده نحاول رصد جانباً من هذه الأعمال..

- العائلة والثأر وأشياء أخرى

قدم حامد قصص مختلفة في أعماله سواء السينمائية أو الدرامية، ومن هذه القصص حازت العائلة ومشاكلها وأفرادها على جانب في هذه الأعمال...

في فيلم "آخر الرجال المحترمين"، ناقش قضية الثأر والتعصب في الصعيد، من خلال الفتاة الصغيرة التي ذهبت في رحلة مع زملاءها، فتعرضت للاختطاف، رغم وجود شخصية ملتزمة وحريصة ومليئة بالصفات الأخلاقية مثل "الأستاذ فرجاني" الذي جسد دوره الفنان نور الشريف.

حيث ظن الأهل أن من اختطف الطفلة أعدائهم فيحتدم الصراع بينهم ويكاد يقتل كل منهم الآخر، وقد ناقش قضية الثأر والانتقام مرة أخرى بصورة مختلفة في مسلسله "الدم والنار" من بطولة معالي زايد وفاروق الفيشاوي.

أما العائلة فقد كانت لها نصيب في أعمال فنية مختلفة لوحيد حامد، ومنها في مسلسله الشهير "أحلام الفتى الطائرة" الذي تعرض لقصة العائلة المفككة، من خلال شخصية قدمها عمر الحريري، وهو يعمل كاتب ويعاني من علاقته بزوجته فينفصلا ويصاب بمرض نفسي، ونتيجة لأطماع الزوجة تضيع الطفلة ليبدأ في رحلة بحث عنها.

وفي مسلسل "البشاير" من بطولة الفنان محمود عبدالعزيز ومديحة كامل وأمينة رزق، يقدم حامد عائلة ريفية بسيطة، وعلاقتها بالمجتمع الآخر من خلال شخصية الممثلة المدمنة التي تجعلها الصدفة في ضيافتهم.

والبطل رجل ذاق مرارة الغربة ليجني ثروة ضخمة وعندما عاد قرر أن يشتري قطعة أرض زراعية، وأن يقوم بزراعتها بمساعدة زوج أخته، ويعيش هو وأمه وأخته وزوجها سوياً، فتمنح هذه الأسرة للممثلة المشهور معاني جديدة في حياتها هي البساطة والسعادة التي كانت تفتقدهما، وتتجه لتعاطي المخدرات.

وفي مسلسل "العائلة"، أحد أشهر أعمال وحيد حامد في الدراما التليفزيونية، من بطولة مجموعة كبيرة من النجوم، من بينهم محمود مرسي وليلى علوي وعبدالمنعم مدبولي وخيرية أحمد، يناقش من خلال مجموعة من العائلات التحولات الجذرية التي طرأت على المجتمع المصري من الستينيات وحتى الثمانينيات، بالإضافة إلى ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة.

وقدم نموذجاً للعائلة المتوازنة الهادئة، من خلال محمود مرسي وزوجته خيرية أحمد، أيضاً نموذجاً آخر للعائلة غير المتكافئة ونتيجة عدم التكافؤ على الابنة، ليلى علوي، والذي يتسبب لها في ضياع فكري، وأزمة تعرضها لكثير من المشاكل، ثم عائلة البواب المتعاطي، وأبناءه، وزوجته، وما يقوم به من أفعال تدفع الابن للانضمام لجماعة ذات تفكير متطرف.

في مسلسل "سفر الأحلام" من بطولة محمود مرسي، لم يناقش حامد قضية واحدة، بل عدة أمور في قصص مختلفة، من خلال البطل الرجل المسن الذي يخرج على المعاش ويحول منزله إلى بنسيون، فيكون هذا المكان كاشف للقصص البحث عن الأحلام في مدينة القاهرة، وترك الصعيدي والفلاح وغيرهم حياتهم البسيطة للبحث عن فرص تحقق طموحاتهم في عصر الانفتاح.

- الحب له من الكتابة نصيب

أما قصص الحب فلم تكن غائبة من أعمال حامد، فهي بسيطة وحالمة، بداية من "الإنسان يعيش مرة واحدة"، والذي يحكي قصة شاب وفتاة هرب كل منهما من حياته في الزحام نتيجة لمشكلة داخلية، وتجمعهما الصدفة في قطار متوجه إلى السلوم، حيث تعمل هي طبيبة وهو مدرس، وعلى شاطيء البحر تتكون بينهما صداقة تتحول إلى قصة حب تعيدهما في قطار آخر لحياتهما.

ثم الحب الذي ينشأ على كورنيش النيل بين بائعة المجلات والتسالي ومصور بسيط، في فيلم "أضحك الصورة تطلع حلوة"، من بطولة أحمد زكي وليلى علوي، ورغم اختلافهما، فهي كانت تعمل (نشالة) سابقة وكانت متزوجة من رجل يعمل في نفس المهنة، إلا أنه لا يفكر في ذلك، وينجذب لها، بعد تركه لمنزله في السويس ومحل التصوير الذي يملكه، ليعيش مع أمه وابنته في القاهرة، بسبب التحاق إبنته بكلية الطب.

وفي فيلم "ديل السمكة" ومع الحارة الشعبية حيث يحب الشاب البسيط المنتظر لخطاب القوى العاملة، جارته في المنطقة، هو يبحث عن الشهرة والمجد من خلال أشعاره، ويحاول استغلال فرصة عمله كمحصل للكهرباء للوصول لمنازل المطربين، وهي تعمل في "بار" لكي تستطيع الانفاق على أسرتها بعد وفاة والدها، ورغم حبهما، لا ينتهي الفيلم بزواج البطل والبطلة، تختار هي الثراء، وتنتقل لحياة جديدة مع رجل ثري يتكفل بها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved