تنفيذا لتكليفات الرئيس السيسي.. الآثار تكشف عن مشروع تطوير دير سانت كاترين

آخر تحديث: السبت 1 أغسطس 2020 - 11:57 ص بتوقيت القاهرة

أ ش أ

تعد مدينة سانت كاترين واحدة من أقدس البقاع على وجه الأرض، بعد مكة المكرمة والقدس الشريف، فهي المكان الوحيد الذى تجلى فيه الله عز وجل لنبي الله موسى، وجاء ذكره فى مختلف كتب الأديان السماوية، فذكر بالوادي المقدس طوى، وجبل التجلي، وجبل المناجاة، والشجرة المباركة مما جعل هذا المكان يتمتع بقدسية وخصوصية شديدة.

وإيمانا من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بهذه المكانة الخاصة، جاءت تكليفاته بالعمل على تطوير مدينة سانت كاترين، ووضعها بمكانتها اللائقة التي تستحقها هذه البقعة الطاهرة المقدسة، وإقامة مدينة سانت كاترين الجديدة، وتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية لهذه المدينة، ذات الطابع الأثري والديني والبيئي معا، تماشيا مع اتجاهات التنمية المستدامة.

وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، إن هناك أعمالا لتطوير دير سانت كاترين المسجل على قائمة التراث العالمي قائمة منذ عدة سنوات بالتعاون بين كل الجهات المعنية بالمنطقة، مؤكدا أن أعمال التطوير وفقا لتوجيهات رئيس الوزراء ، سوف تراعي عدم المساس بموقع الوادي المقدس، وكذلك الجزء الرئيسي من المحمية الطبيعية، والتأكيد على عدم إقامة أي مبان بهذه المواقع، حفاظا على قدسية وأثرية هذه المواقع.

وكشف ريحان عن ملامح مشروع تطوير دير سانت كاترين، موضحا أنه يجرى حاليا ترميم الجزء الغربي من مكتبة دير سانت كاترين ،المكتبة الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها وتضم 4500 مخطوط ، إلى جانب ترميم بعض الكنائس داخل الدير مثل كنيسة" اسطفانوس" و "يوحنا"، ووضع نظام إطفاء تلقائى وتحذير ضد الحريق شامل.

وأضاف أنه سيتم تطوير منطقة وادي الدير بوضع نظام إضاءة مناسب وإزالة الأعمدة الكهربائية من باب السلسلة حتى مدخل الدير وإنشاء بوابة أمن للحقائب والأفراد وغرفة مراقبة أمنية وكاميرات مراقبة بكافة أنحاء الدير.

وأكد أن التطوير خارج أسوار الدير يهدف إلى الحفاظ على حرم الدير طبقًا للقرار رقم 508 لسنة 1997، ويضم أربعة مناطق تشمل جبل موسى وحديقة الدير لتصبح مزارا خاصا لما تتمتع به من أشجار نادرة وثلاثة آبار وثلاثة عيون تاريخية ومنحل عسل ومعصرة زيتون، وكانت ضمن المعايير الذي سجلت منطقة سانت كاترين تراث عالمى باليونسكو 2002.

وأشار إلى أنه سيتم دراسة المخاطر البيئية من الزلازل والسيول وكيفية مواجهتها على أن يتم التطوير بالحفاظ على الطبيعة البدوية للمكان ورعاية مصالح أهل المنطقة، كما سيشمل التطوير توفير سيارات كهربائية صغيرة "جولف" لنقل الزوار من منطقة انتظار السيارات إلى الدير إلى جانب وجود طريق للمشاة وطريق للجمال كوسيلة انتقال إلى الدير والدخول إلى المنطقة عبر أبواب منزلقة وليست كهربائية.

وتابع أنه سيتم إقامة بازارات لبيع المنتجات السيناوية والأعشاب الطبية وتوفير لافتات إرشادية وسلال قمامة وعمال نظافة بالموقع، مشددا على عدم السماح بإنشاء مقاهي الموقع ويمكن السماح للقرية البدوية بممارسة هذا النشاط داخل القرية.

وأوضح أنه سيتم أيضا تركيب كاميرات حرارية أعلى قمم الجبال وربطها بالأكمنة لكشف حركة الأجسام عن بعد وتطوير أماكن الجذب السياحية حول الدير وتطوير طريق وادي حبران – دير سانت كاترين، وهو طريق تاريخي حيث عبره نبي الله موسى إلى جبل الشريعة بالوادي المقدس، واستخدم بعد ذلك لعبور الحجاج من ميناء الطور إلى سانت كاترين، إلى جانب تطوير مطار سانت كاترين وتسيير رحلات طيران يومية من القاهرة إلى سانت كاترين والعودة ورحلات طيران إسبوعية من أثينا إلى سانت كاترين والعودة.

وأكد أن هناك عدة دراسات تجري حاليا لإعداد مشروع للصوت والضوء بالوادي المقدس وإنشاء "تيلفريك" للوصول إلى جبل موسى والجبال الشهيرة بالمنطقة.

وكشف عن الانتهاء من ترميم الجزء الشرقي من مكتبة دير سانت كاترين كما تم رفع كفاءة وإعادة فهرسة المخطوطات وتنظيم قاعات المكتبة وتوفير كل وسائل الحماية للمخطوطات ومنها عمل أغلفة تقاوم الحرائق والمياه الناتجة عن السيول.

ولفت الى أن أعمال الترميم بدأت عام 2007 حين تقدم رهبان دير سانت كاترين للمجلس الأعلى للآثار بدراسة تفصيلية لأعمال ترميم واجهة المكتبة وتطويرها من الداخل لحمايتها من التدهور وخلال مشروع الترميم أعلن الكشف عن قراءات جديدة لمخطوط (بالمبسست) ، باستخدام تكنولوجيا التصوير متعددة الأطياف، والذى يستخدم على نطاق واسع في أوروبا وأمريكا الشمالية من أجل استعادة النصوص الممحاة من مخطوطات ( البالمبسست)، بالإضافة إلى استعادة نصوص مخطوطات أصابها الضرر نتيجة النيران أو المياه.

وأضاف أن هذه المخطوطات تتضمن أجزاء من نصوص طبية يونانية قديمة يعود تاريخها إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي، وهذه النصوص تتضمن أجزاء من بحث الطبيب العظيم "هيبوقراط"، موضحا أن مصطلح ( بالمبسست) يقصد به المخطوط الذى يتكون من طبقتين بالكتابة أو أكثر.

ونوه الدكتور ريحان إلى ترميم لوحة الفسيفساء أقدم وأجمل فسيفساء في العالم بكنيسة التجلي والتي تعود إلى القرن السادس الميلادي، وهي من قطع ملونة من الزجاج على أرضية من الذهب المعتم والتي تم ترميمها منذ عام 2005 بواسطة بعثة إيطالية برئاسة الدكتور روبرتو ناردي وافتتحها وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى فى ديسمبر 2017.

وقال إن أعمال التطوير التي تمت في ذلك الوقت شملت تغيير مسار الزيارة التقليدي من البوابة بالجدار الشمالي الغربي إلى الباب القديم بالجدار الشمالي الشرقي والمعروف بباب الحجاج وكان يدخل منه الحجاج قديمًا بعد نزولهم من جبل موسى ليأخذ الزوار خط سير الحجاج قديمًا إلى الوادي المقدس الذى يضم شجرة العليقة وبئر موسى وكنيسة العليقة المقدسة ثم يتجهوا إلى كنيسة التجلي ثم باقي منشآت الدير وأصبح الباب القديم بالجدار الشمالي الغربي مخصصًا للزيارات الرسمية وتم تزويد المسار الجديد بالخدمات وبازار لبيع الهدايا المتعلقة بالدير.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved