ما بين سارتر ونجيب محفوظ.. موقفان بارزان لـ«أمير القصة القصيرة» يوسف إدريس

آخر تحديث: السبت 1 أغسطس 2020 - 9:16 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين:

في مثل هذا اليوم، 1 أغسطس من عام 1991، شهد عالم الأدب فراق أحد كتابه المميزين، برحيل الكاتب الكبير يوسف إدريس عن عمر ناه 64 عاماً، بعد معاناة طويلة مع مشكلات صحية بالقلب.

تشكلت شخصية إدريس في البداية من سنوات نشأته الريفية بالشرقية؛ إذ شهدت عينيه على صور من معاناة الفلاحين وقضاياهم، والتي أبدع كثيراً عندما عبّر عنهم في عدد من أعماله البارزة : "العيب" و"الندّاهة" و"الحرام".

ترك إدريس الريف؛ ليدرس الطب بجامعة «فؤاد الأول» مع بدايات الخمسينات، ولكن ذلك لم يبعده عن شغفه بالأدب، وواصل دراسته حتى تخرج طبيباً متخصصاً في الأمراض النفسية، وبعد سنوات قليلة من العمل، قرر أن يتفرغ تماماً للكتابة، ويشق طريقه في الصحافة إلى جانب كتابة القصة القصيرة، وهو اللون الذي تميز به، لدرجة تلقيبه بـ«أمير القصة القصيرة».

كالعادة، تحفل حياة المبدعين بالعديد من المواقف التي تنعكس على شخصياتهم وتعكسها، وبخاصة إن كانت تلك الشخصيات يغلب عليها الطابع العفوي وغير المنظم، كما يذكر الكاتب إبراهيم عيسى في وصفه ليوسف إدريس.

ومع ذكرى رحيله نستعرض بعض من تلك المواقف في السطور التالية :

«جائزة رفض الجائزة» .. قالها عن سارتر وطبقها على نفسه!

من بين أشهر المواقف في حياة يوسف إدريس، كان المقال الذي كتبه بعنوان "جائزة رفْض الجائزة"، وذلك تعليقاً على رفض الكاتب والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر لتسلم جائزة نوبل.
فقد اعتبر سارتر أن نوبل تمثل « شهادة وفاة» للمبدع، وأن الوقت الأنسب للتكريم يكون بعد الوفاة.

موقف مشابه تكرر مع إدريس، رواه الكاتب السويدي شل أسبمارك، عضو الأكاديمية السويدية المسئولة عن نوبل، في حوار مع شبكة "فرانس 24 "؛ فيقول أسبمارك إن رجل سياسي (زعيم سابق لحزب سويدي) كان في زيارة إلى مصر وقتها، وتحدث مع يوسف إدريس واقترح عليه الفوز بنوبل من خلال تقاسمها مع أديب إسرائيلي، ليكون رد الفعل هو غضب إدريس يومها كثيرا وراح يصرخ أمام الجميع!

- غضب لفوز محفوظ بنوبل ثم تهنئة!

أحد المواقف أيضاً في حياة يوسف إدريس، كان الانتظار للحدث الوشيك والأكيد، بإعلان فوزه بنوبل للآداب في أكتوبر 1988، وذلك بعد تسريبات وصلت إليه بأنه وصل لقائمة الترشيحات النهائية، وأن هناك توافقاً كبيرا على منحه الجائزة .

ليفاجئ بعده بأن مصرياً آخر هو من حصل الجائزة، ليكون موقفه غريباً في وسط "الاحتفالات المصرية" بالإنجاز الكبير الذي حققه نجيب محفوظ ، حيث كان إدريس يشعر بأحقيته الكبيرة بالجائزة .

لكن هذا الخلاف لم يستمر، كما يقول الكاتب محمد سلماوى (أحد المقربين من نجيب محفوظ ) في مقال له، «أذكر أننى كنت معه في مكتبه إثر هدوء هذه الزوبعة، واتصل به يوسف إدريس متراجعا عن موقفه، وقال للأستاذ نجيب: «لا تصدق ما سمعته عنى فهو غير صحيح»، فإذا بمحفوظ بدلا من أن يعاتبه أو يوجه له اللوم يقول له: «أنا ماسمعتش حاجة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved