في ذكرى رحيله .. هكذا عبر يوسف إدريس عن «معاناة المرأة» في أعماله

آخر تحديث: السبت 1 أغسطس 2020 - 8:12 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين :

تمر اليوم، 1 أغسطس، ذكرى رحيل الكاتب الكبير يوسف إدريس، وذلك في 1991 عن عمر ناهز 64 عاما؛ إثر أزمة قلبية حادة، وبرحيله فقد الأدب المصري أحد أعمدته الهامة، وبخاصة في لون «القصة القصيرة» والتي كان يمثل أحد الأسماء الهامة به؛ لذا أطلق عليه البعض لقب «أمير القصة القصيرة».

بأحدى القرى بمحافظة الشرقية، كانت النشأة الأولى ليوسف إدريس ببيت جدته؛ ما منحه بعد ذلك قدرة استثنائية في التعبير عن الريف في بعض من أعماله الأدبية الهامة مثل "الحرام" و"النداهة".

وبتتبع أعمال يوسف إدريس القصصية، بداية من مجموعته الأولى "أرخص ليالي" نجد أنه أولى اهتماما كبيراً للتعبير عن المرأة ومعاناتها، وظهر ذلك أكثر وضوحاً عندما حاولت تلك السطور الأدبية لمشاهد سينمائية، أجاد في تقديمها نجمات بموهبة كبيرة مثل فاتن حمامة وماجدة وغيرهما.

ومع ذكرى رحيل إدريس، نستعرض بعض من الشخصيات الأدبية التي اختارها ليعبر بها عن «معاناة المرأة» في أعماله...

- عزيزة .. حياة تعيسة ونهاية مؤلمة

من أبرز أعمال يوسف إدريس تأتي رواية "الحرام"، والتي نالت شهرة كبيرة بعد تحويلها لفيلم سينمائي بنفس الاسم، استطاع أن يتخذ مكاناً هاماً في تاريخ وذاكرة السينما المصرية.

والشخصية الأساسية في الفيلم هي «الفلاحة عزيزة» والتي قدمتها الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، وهي تعاني من الفقر الشديد، وتعمل بين عمال التراحيل في حقول الاقطاعيين، وفي وسط كل تلك المعاناة يزداد الأمر سوءً عندما يفقد زوجها القدرة على العمل؛ نتيجة مرضه الشديد.

لتبدأ رحلتها في تحمل المسئولية وحدها، ورغم كل تلك الصور من البؤس، تصور مشاهد الفيلم حالة رومانسية تجمع الزوجين المعدمين، حينما يطلب هذا الزوج المريض أن يأكل البطاطا .. ومن هنا تحدث الأزمة الكبرى؛ حيث تجد عزيزة قدرها السيء في انتظارها، ويتهجم عليها ويغتصبها صاحب الحقل، وهي تقطف البطاطا، وينتج عن ذلك حملاً تحلو إخفائه، ثم تضع مولودا وهي مريضة، وتتركه بجانب أحد الحقول، وتكمل عملها ليكتشف بعد ذلك أهل القرية هذا الرضيع المسكين وهو فاقد للحياة، ويعرفوا بعد ذلك قصتها، وتموت عزيزة وهي تستحضر مشاهد البؤس والمعاناة في حياتها المؤلمة!

وعرض الفيلم في 1965، من بطولة: فاتن حمامة وعبد الله غيث وزكي رستم، وإخراج هنري بركات.

- فتحية .. ضوضاء المدينة تقتل البراءة الريفية

تعد "النداهة" من بين الأعمال القصصية البارزة ليوسف إدريس، والتي قدمها في عام 1969، وهي فترة شهدت بداية لتغيير الطبقات في مصر بعد ثورة يوليو 1952. وبعد نحو 7 سنوات، تم تحويل الرواية لعمل سينمائي من بطولة ماجدة وشكري سرحان، والذي قدم دور «حارس عقار» لأحد عمارات القاهرة، ويعود لقريته في عطلة قصيرة؛ ليختار عروساً تشاركه الحياة في القاهرة.

تتزوج فتحية من حامد، وتذهب للقاهرة، وتسيطر على عقلها حالة الوله والانبهار بالمدينة وضجيجها وزحامها؛ لكنها لم تدرك أن هذا الزحام المبهر ستكون ضحيته.

تتابع الأحداث، لتتعرف« فتحية» بأحد سكان العمارة، والذي يستدرجها لعالمه من التكنولوجيا والتطور الكبير؛ فتجد نفسها في حالة من السحر، وتكون تلك مقدمة لمحاولة اعتداء عليها بعد ذلك، ويشاهدها زوجها حامد في هذا الوضع!

وتنجح في الهرب من زوجها؛ لتجد نفسها في ذات المشهد من الزحام الذي كان بداية رحلتها مع زوجها يتكرر، ولكن في تلك المرة في حالة من الضياع وغياب الأمل!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved