في ذكرى رحيله.. كيف نقل محسن زايد ومحمد أمين روايات نجيب محفوظ إلى الشاشة؟

آخر تحديث: الأحد 1 سبتمبر 2019 - 2:53 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

في 30 أغسطس رحل الروائي الكبير نجيب محفوظ عام 2006 عن عمر ناهز 96 عاماً، بعد مسيرة أدبية طويلة بدأت في منتصف الثلاثينيات وظلت مستمرة حتى وفاته، ونتج عنها عدد كبير من الروايات والمجموعات القصصية والأفلام السينمائية.

حُولت أعمال روائية مختلفة لمحفوظ إلى مسلسلات تلفزيونية، وكان محسن زايد أكثر الكتاب تحويلاً لنصوص محفوظ إلى أعمال درامية، بينما كان الكاتب محمد أمين راضي هو آخر الكتاب تعاملاً مع روايات أديب نوبل.

وفي الذكرى الـ13 لرحيل أديب نوبل، تستعرض "الشروق"، كيفية تعامل الكاتبان مع النص الروائي لعملين من كتابات محفوظ وهما "حديث الصباح والمساء" و"أفراح القبة".

حديث الصباح والمساء

من أشهر المسلسلات المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ، وكتب المعالجة التلفزيونية له الكاتب محسن زايد، وعرض العمل عام 2001 من بطولة مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم ليلى علوي وأحمد خليل وأحمد ماهر وسوسن بدر، وتوفيق عبدالحميد ودلال عبدالعزيز، وخالد النبوي وابراهيم يسري وعبلة كامل، وحديث الصباح والمساء هي رواية صدرت لمحفوظ عام 1987.

محسن زايد
في رواية محفوظ سرد كل الشخصيات وحكى عن صفاتها الجسمانية والأخلاقية وموقف كل شخصية تجاه الحياة والتفاعلات الدائرة، وبدأ الرواية بالأحفاد آخر الجيل الذي يحكي عنه مثل أمير سرور عزيز وحامد عمرو عزيز وحسن محمود المراكيبي وحليم عبدالعظيم داوود، وجميعهم أحفاد للشخصيات الرئيسية للعمل وهم عطا المراكيبي وداوود وعزيز المصري أبناء يزيد المصري.
أما محسن زايد بدأ العمل بترتيبه المنطقي من البداية بيزيد وعطا المراكيبي الصديقان المتجاوران في نفس المنزل، وجرت الأحداث في تسلسل تاريخي واحد من القديم إلى الحديث.

ولم يتناول زايد في المسلسل شخصيات الأحفاد المذكورة في الرواية بل اكتفى بالجيل الأول –يزيد وعطا- والجيل الثاني –عزيز وداوود- والجيل الثالث أبناءهم، وكان في الرواية شخصية أساسية ضمن شخصيات الأحفاد وهو قاسم الابن المفضل لجليلة أحد بطلات الرواية، ولكن المدة الزمنية للمسلسل لم تسمح بعرض كل الشخصيات.

لم يغير زايد في رسم الشخصيات على الشاشة فكانت، فكانت جميعها مطابقة للرواية، على سبيل المثال كان عطا المراكيبي الرجل الفقير الذي تزوج إمراة غنية أحبته مطابق للرواية بشكل كبير فمواقفه السياسية من الانجليز وثورة عرابي والخديوي لم تتغير عن الرواية فهو نفسه الشخص المادي الذي يبحث عن مصالحه بغض النظر عن الوطن الذي يعيش فيه.

ولم يضف محسن زايد أي شخصيات للمسلسل لم تكن موجودة فجميع الشخصيات مواكبة لنظيرتها في الرواية الأصلية.

أفراح القبة

آخر المسلسلات المكتوبة عن رواية لنجيب محفوظ حتى الآن وتم انتاجه عام 2016، من بطولة مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم منى زكي وإياد نصار وجمال سليمان وصابرين وسوسن بدر وصبا مبارك، وأفراح القبة من الروايات الصادرة لمحفوظ عام 1989.

محمد أمين راضي
كاتب شاب، كتب السيناريو لأول 15 حلقة من مسلسل أفراح القبة ورسم الشخصيات ووضع التفاصيل الأساسية بالعمل.

لم تختلف بداية المسلسل عن بداية الرواية مطلقاً، فكان أول مشهد على الشاشة لغرفة تجمع عدد من الممثلين يتناقشون في سيناريو جديد لفرقتهم، يُصدم الجميع ويرفضون المكتوب الذي يكشف عن حياتهم الشخصية وأنفسهم وتفكيرهم ويفضح أفعال كل شخص السيئة.

أما عن ترتيب الأحداث بينما كان زايد مع ترتيب الأحداث ترتيب منطق من الأقدم للأحدث على عكس ما كتب محفوظ في روايته، اتبع محمد أمين راضي أسلوب محفوظ في السرد ونقله على الشاشة، فأصبحت مشاهد العمل متأرجحة بين الحاضر الذي يعشيه الأبطال وماضيهم، مشهد قبل مقتل تحية ومشهد بعد قتلها بسنوات.

كان أبطال رواية محفوظ طارق رمضان وكرم يونس وزوجته حليمة الكبش وابنهما عباس، وكان سرحان الهلالي وتحية وباقي الشخصيات يدورون في فلكهم جميعا.

بينما كان على رأس أبطال المسلسل شخصية تحية التي يهواها الجميع وتكون عشيقتهم لكل فرد فترة، ولكن طارق كان حبيبها الأول.

وأضاف محمد أمين راضي للمسلسل عائلة كاملة لم تكن موجودة في رواية محفوظ، وهي عائلة تحية لكي يضيف للشخصية عمق أكثر عن حياتها التي دفعتها لتكون بهذه الصورة الساقطة، وهم والدتها "بدرية" وأخوتها "سنية" و"علية" وزوج سنية أشرف شبندي، وأضاف لكل منهم تفاصيل ووظائف تخدم الأحداث.

الحوار في الرواية لم يختلف عن المسلسل كثيرا فهناك جمل بالنص منقولة إلى مشاهد حوارية في العمل، مثل مشهد البداية الذي ذكرناه سابقاً فهو مطابق للرواية لحد كبير.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved