تفاصيل مبادرة «اتكلم مصري»: ترسخ مفهوم الهوية المصرية في نفوس أبنائنا حول العالم

آخر تحديث: الخميس 1 أكتوبر 2020 - 2:01 م بتوقيت القاهرة

رانيا ربيع وأحمد كساب:

• هيكل: فقدنا الاتصال مع شريحة من أولادنا بالمجتمع بسبب نظم تعليمية لم تضع اللغة العربية على رأس أولوياتها
أعلنت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم الخميس، الإطلاق الرسمي لمبادرة "اتكلم مصري" ودخولها حيز التنفيذ، إيمانا من الوزارة بأهمية ربط أبناء المصريين بالخارج بالوطن وبمفهوم الدولة والأمن القومي، وأيضأ ترسيخ مفهوم الهوية المصرية في نفوس أبناء مصر حول العالم.

وقالت مكرم: "لقد اكتشفنا أن كل العمليات الإرهابية في الخارج منفذيها من أبناء الجيلين الثاني والثالث من كاف الجنسيات؛ لذا تهدف الوزارة للعمل على زيادة انتماء هذين الجيلين لبلادهم ومعرفة حدود أمنها القومي. وبدأنا البرامج حتى لا يتم استقطابهم لهذه الأفعال، ووجدنا خلال هذه الزيارات أن أبنائنا لديهم مشكلة في اللغة العربية المصرية".

وشددت الوزيرة على أن تعلم اللغة العربية ولهجتنا المصرية هي جسر هام للتواصل مع الأجيال الشابة بالخارج والتعرف على التحديات التي يواجهها وطنهم في مختلف الجوانب، وغرس بذور الوطنية والانتماء، ليس فقط للأبناء وإنما أيضًا للأسر ليساعدوا الأبناء على تنمية اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية.

وأكدت أن مصر تواجه العديد من الحروب، ولكن حرب طمس الهوية خطيرة جدا لمحوها ومحو كافة الإنجازات التي تقوم بها الدولة، مشيرة إلى أن شبابنا يريد من يتحدث إليهم لكي يتحصنوا ضد حرب الهوية، مضيفة أن اللغة المصرية والهوية مرتبطين ببعض جدا، حيث إنها الوسيلة لنقل التاريخ وتوصيل الحقائق، لافتة إلى أن وزارة الهجرة قامت بترجمة مسلسل "الاختيار" وفيلم "الممر" ولكن هذا جزء بسيط لأن الترجمة لن توصل المعنى الحقيقي كما توصله اللغة العربية.

وأشارت إلى أن اللغة الأجنبية إضافة جيدة للشخصية، ولكن يجب ألا تفقدك لغتك وهويتك، ويجب أن تعيش بالمصري بكل عادتنا وتقاليدنا، مؤكدة أن مبادرة "اتكلم مصري" مبادرة وطنية خالصة تتحدى حرب الهوية وتضم أبناء مصر في حضن وطنهم.

ومن جهته، قال أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية يؤكد دوما على ضرورة العمل للحفاظ على الهوية المصرية وبناء شخصية الإنسان المصري، وهذا ما تهدف له مبادرة "اتكلم مصري".

وأضاف هيكل، أنها تأتي في توقيت فارق نواجه فيه حربا شرسة على الهوية المصرية بغرض النيل منها واستبدالها بهويات أخرى تضعف ارتباطنا بوطننا الغالي، ويستهدف في هذه الحرب التي تخوضها الدولة المصرية شباب الأمة البلد واجيالها الصاعدة، فوجب علينا جميعا الوقوف صفا واحدا أمام هذا المنحدر الخطير.

وأكد هيكل أن اللغة هي من ثوابت الهوية، وهي المعبر عنها، والحصن المنيع لترسيخ هويتنا المصرية في نفوس أبناءنا بالداخل والخارج، وكان مهما ان نمد يدنا للأجيال الثالثة والرابعة من أبناء المصريين بالخارج ونوفر لهم المادة التعليمية التي تساعدهم على التحدث باللغة العربية باللهجة المصرية المتداخلة في نمط الحياة اليومية.

وأوضح هيكل أنه أصبح يجد صعوبة في التواصل مع أجيالنا الصاعدة فمنذ سنوات طويلة شعرنا بضعف في التعليم مما أدى بنا للاستعانة بنظم تعليمية متعددة لم تضع اللغة العربية على رأس أولوياتها مما جعلنا أمام مشكلة حقيقية مع اجيالنا الصاعدة فقد فقدنا الاتصال بشريحة من أولادنا في المجتمع بسبب تحدثهم لغات عصرية مختلفة تهدم ثوابت لغتنا.

ودعا هيكل السفيرة نبيلة مكرم للتعاون في طرح أعمال درامية مصرية على موقع وزارة الهجرة والتطبيق الإلكتروني "اتكلم مصري" حتى تصل الدراما المصرية للمصريين بالخارج من خلال المنصات المتعددة.

وقال الدكتور هشام عزمي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، إن الهجرة تمثل بُعدا حضاريا في كل زمان، وإنه على الجانب الآخر تعرض المهاجرين لاختلال ركن من أركان هويتهم، وهو أن تتبدل ألسنتهم الأصلية باللغات الأخرى، والجميع يعلم أن المصري المقيم في الخارج له دور بارز في المجتمعات التي يعملون فيها وبينهم قامات يشار إليهم بالبنان.

وأوضح عزمي أن تعزيز الهوية الثقافية لا تتعارض مع الانفتاح على الآخر، ونحن الآن محتاج إلى العمل الجاد لترسيخ الانتماء بداخل النشء في الخارج، وتعريف أن الهوية المصرية تلعب اللغة فيها دورا فاعلا في تراثها وتعزيز روح الولاء والانتماء.

وقال الفنان محمد صبحي إن مشكلة الحفاظ على اللغة ومن ثم الهوية كانت تشغله دائما منذ مسلسل يوميات ونيس، وناقش في عدد من الحلقات أهمية الحفاظ على اللغة العربية، مؤكدا أن مبادرة "اتكلم مصري" تحتاج إلى تضافر للروافد الحقيقية بين الإعلام والثقافة، حتى نتمكن من تحقيق الأهداف المنشودة من هذا السعي الهام.

وأشار صبحي إلى ضرورة تقديم أعمال فنية راقية تساعد على الحفاظ على هويتنا المصرية، ويجب أن نتصدى لتلك الأعمال التي تنتهج نمطا جديدا من المفدرات وتعد دخيلة على اللغة العربية الراقية، وعلينا جميعا التصدي للانفلات الثقافي الذي نشهده الآن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved