د. فكري حسن يكتب: مستقبل سياحة التراث الثقافي في مصر

آخر تحديث: الخميس 1 أكتوبر 2020 - 7:18 م بتوقيت القاهرة

يواكب يوم 27 سبتمبر يوم السياحة العالمي، وبهذه المناسبة نقدم مجالا واعدا للسياحة في مصر يعتمد علي دمج سياحة الآثار والشواطئ بما يعرف بسياحة التراث الثقافي ، وهو توجه حديث اولته منظمة السياحة العالمية واليونسكو اهتماما خاصا لما له من دور ملحوظ في زيادة الدخل والمساهمة في تنمية المجتمعات المحلية وصون التراث الحضاري والطبيعي.
وتعتمد سياحة التراث الثقافي على توظيف التراث الحضاري بتعميق تجربة السائح / الزائر من خلال المعايشة والانخراط في التراث الشعبي من الحياة اليومية والأسواق والمأكولات التقليدية وفنون الغناء والأداء الي التراث الفني والأدبي والتاريخي لثقافة العصر الحديث بما يحفل به من مساهمات الأدباء كنجيب محفوظ أو الفنانين كمحمود سعيد أو معماريين كحسن فتحي،مع دعم جهود المحافظة على التراث والاهتمام بحيويته وديناميكيتاه و صون البيئة الطبيعية ، في اطار جدول أعمال الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ( SDGs) من حيث الحد من الفقر ومكافحة عدم المساواة وتعزيز النمو الشامل . وفي 2018 نظم المؤتمر الثالث في إسطنبول وكان من أهدافه التركيز علي تكنولوجيا المعلومات ونماذج إدارة الزوار والأساليب التي تحقق أكبر مجموعة ممكنة من الفوائد لكل من الزوار والسكان المحليين ، مع الحفاظ على القيم الثقافية والتراث بما يتماشى مع مبادئ السياحة المسؤولة ومدونة منظمة السياحة العالمية لأخلاقيات السياحة.
وفي هذا العام 2020 وقعت منظمة السياحة العالمية (UNWTO) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على مذكرة تفاهم ستشهد عمل الوكالتين معًا لتعزيز الأهداف المشتركة المتعلقة بالنمو المستدام والمسؤول للسياحة الريفية في اطار سياحة التراث الثقافي/الحضاري
لتسليط الضوء على الدور الذي يجب أن تلعبه السياحة في زيادة قدرة المجتمعات الريفية على الصمود ضد الصدمات الاجتماعية والاقتصادية من خلال السياحة المتنامية وجعلها أكثر استدامة وشمولية عبر شبكة المجتمعات المحلية التابعة لنظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية (GIAHS) ، حيث يعمل القطاع على توظيف النساء والشباب من خلال الحفاظ على الفولكلور والتقاليد الأخر، وتشجيع ريادة الأعمال داخل المجتمعات الريفية ، ، بهدف تزويدهم بإمكانية الوصول إلى الأسواق المحلية والعالمية لمنتجاتهم. وتعزيز التعليم والمهارات. وكانت مصر قد قدمت مشروعا رياديا في هذا المجال في دهشور في 2006 ساهمت فيه وزارة السياحة.
وتذخر مصر بمقومات ثقافية وحضارية بمقومات ومقاصد سياحية يمكن أن تحقق لها طفرة تتجاوز معها الأزمة الحالية وتفتح لها اسواقا جديدة وتجذب نوعيات جديدة من الزوار والسياح مع ما لذلك من مساهمة نحن أشد ما نكون لها لصون التراث الحضاري/الثقافي وتنمية المجتمعات الريفية والشعبية.
ويمكن أن يتم ذلك من خلال:
1) التعريف من خلال وسائط متعددة بمفاهيم سياحة التراث إلى جميع من لهم علاقة بإدارة وتوظيف التراث الحضاري من خلال وسائل التواصل المختلفة حسب الفئة المستهدفة.
2) تحديد معالم التراث السياحي في مصر من خلال إعداد نماذج لسياحة التراث في مناطق معينة، على سبيل المثال؛ شارع المعز، دهشور، الاقصر، اسنا، الإسماعيلية، رشيد، أخميم.
3) المساهمة في تدريب المرشدين السياحيين بما فيهم تدريب مرشدين من أهالي المناطق التراثية من خلال دورات قصيرة .
4) المساهمة في تعميق دور سياحة التراث عند شركات السياحة من خلال التواصل مع شركات السياحة في إطار ورشة عمل لعرض مجالات والعائد من سياحة التراث .
5) دعم تصنيع وترويج المنتجات التراثية بالتعاون مع الوزارات والهيئات المعنية وورش التدريب والتسويق وريادة الأعمال، وخاصة في مجال الصناعات الإبداعية واستلهام التراث في منتوجات ذات تصميمات عصرية.
6) الترويج للمكونات التراثية في الفن والأدب و العمارة، على سبيل المثال ؛ مسار نجيب محفوظ بالجمالية ، متحف أم كلثوم، حفلات الموسيقى الشرقية ، عروض المولوية ، زيارة جاليريهات الفنون الجميلة ، مسار مسارح وسينمات عماد الدين و وسط البلد .
7) دعم دور وزارة في مجال سياحة التراث من خلال إدارة متخصصة وموارد من داخل تنشيط و تنمية السياحة. مع التركيز على دعم التكنولوجيا والتقنيات اللازمة وتقديم نماذج إدارة الزوار والأساليب التي تحقق أكبر مجموعة ممكنة من الفوائد لكل من الزوار والأهالي المحليين، مع الحفاظ على القيم الثقافية والتراث بما يتماشى مع مبادئ السياحة المسؤولة ومدونة منظمة السياحة العالمية لأخلاقيات السياحة.
8) رفع مستوى الوعي بالمدن، التي تضم مجموعة واسعة من المقاصد والمزارات والموارد السياحية، كأولوية في الترويج للسياحة التراثية والثقافية المستدامة، والمساهمة في إحياء وتنسيق المدن و الأحياء التراثية، على سبيل المثال؛ شارع المعز، الدرب الأحمر، جبانة المماليك، مصر الجديدة، رأس التين، حي المنشية بالإسكندرية، الإسماعيلية .
9) تحديد مسارات التراث سياحي، على سبيل المثال؛ 1) خصائص وتاريخ النيل والمنشئات المائية وتشمل – القناطر الخيرية، مقياس النيل بالروضة، مجرى العيون، سد جراوي – الفيوم – متحف النيل، أسوان، جزيرة سيله ،2) رحلة العائلة المقدسة 3)، جولات تاريخية (الفسطاط والقطائع، قاهرة الفاطميين، قاهرة العباسيين، قاهرة المماليك، القاهرة الخديوية).
10) دعم التحول الرقمي في مجال السياحة التراثية
11) التواصل مع المؤسسات الدولية والتنسيق مع المنظمات العالمية مثل UNWTO منظمة السياحة العالمية، واليونسكو.
12) التواصل مع الخبرات في باقي الدول والقيام بدراسات مقارنة مع البلاد الناشطة في مجال سياحة التراث.
13) الاهتمام بقضايا المجتمع العالمي المعاصر واستخدام سياحة التراث كمنصة معرفية وتعليمية. وتشمل هذه القضايا أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر (SDGs) ومواجهة التغير المناخي، وندرة المياه، وعدم المساواة، والصحة، والتعليم، والتنوع البيولوجي. وعلي سبيل المثال تقدم صحاري مصر ووادي النيل والدلتا شواهد علي التغيير المناخي وتأثيره علي تغيير النظم الاجتماعية والسياسية عبر العصور، وظهور تقنيات وأخلاقيات إدارة المياه، واختفاء بعض فروع النيل والتصحر و غرق المدن الساحلية.
14) المساهمة في دعم التواصل والتكافل بين شعوب العالم من خلال الاهتمام بالتراث الإنساني المشترك من خلال المسارات السياحية (طريق الحرير، تجارة الكارم، الملاحة، التبادل الثقافي عبر البحر الأبيض المتوسط في العصر الفاطمي وعصور المماليك).

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved