قبل انطلاقها غدا.. كل ما تريد معرفته عن الانتخابات البرازيلية

آخر تحديث: السبت 1 أكتوبر 2022 - 11:06 م بتوقيت القاهرة

رباب عبدالرحمن

يتوجه البرازيليون غدا الأحد، للجان الانتخابية، لاختيار رئيسا للبلاد وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب وحكام ومجالس تشريعية للولايات البرازيلية، في وقت تعاني فيه البلاد من حالة اقتصادية صعبة واستقطاب سياسي غير مسبوق.

ومن المقرر أن يختار 156 مليون برازيلي رئيسهم ، بالإضافة لثلث أعضاء مجلس الشيوخ الاتحادي وجميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 513 ، إلى جانب 27 حاكمًا ومجلسًا تشريعيًا للولايات.

ويهيمن السباق الرئاسي على الانتخابات ، حيث يضع الرئيس اليميني الحالي جايير بولسونارو في مواجهة الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا باعتبارهما المتنافسين الأولين بفارق كبير.

كيف تدار الانتخابات في البرازيل؟

يلزم على جميع المتعلمين والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 70 من البرازيليين التصويت بشكل إجباري، فيما يمكن للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 أو أكبر من 70 أو الذين لا يستطيعون القراءة أو الكتابة الإدلاء بأصواتهم إذا رغبوا في ذلك، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

هناك أكثر من 156 مليون ناخب مسجل في البرازيل لهذه الانتخابات.

إذا حصل المرشح على أكثر من 50% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات في 2 أكتوبر، فسيتم إعلان الرئيس التالي.

يتم انتخاب الرئيس ، مثل مجلس النواب ، لولاية مدتها أربع سنوات.

تُجرى انتخابات مجلس الشيوخ الاتحادي المؤلف من 81 عضوًا كل أربع سنوات ، وفي هذه الانتخابات ، سيتم اختيار ثلث أو 27 من أعضاء مجلس الشيوخ.

من هم المرشحون للرئاسة؟

تضم الانتخابات الرئاسية اثنين من المرشحين الأوائل الذين تفوقوا بكثير على المتنافسين الآخرين في استطلاعات ما قبل الانتخابات.

ويواجه شاغل المنصب اليميني الشعبوي بولسونارو تحديًا قويًا من الرئيس البرازيلي السابق ، اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. إذ يتمتع لولا بتقدم قوي في استطلاعات الرأي ويمكنه الفوز في هذه الجولة الأولى من التصويت.

الرئيس الحالي جايير بولسونارو.. الحزب الليبرالي

تولى بولسونارو ، الذي ينتمي لأقصى اليمين ، منصبه كرئيس في يناير 2019 بعد فوزه في انتخابات 2018 في جولة الإعادة.

قبل ذلك ، كان نائبًا في البرلمان البرازيلي عن ولاية ريو دي جانيرو لمدة 27 عامًا.

وسابقا، كان ضابطا عسكريا متقاعدا ، تم انتخابه على خلفية وعود محافظة اجتماعيًا لتحسين القانون والنظام في البلاد ، ووجد دعما كبيرا من المسيحيين الإنجيليين ورجال الأعمال وملاك الأراضي الريفية.

ووفقًا لبرنامجه الانتخابي ، قام بولسونارو خلال فترة وجوده في المنصب بخفض الضرائب ، وزيادة الدعم للجيش ، وتخفيف قوانين ملكية الأسلحة ، وإضعاف اللوائح البيئية. وتضم إدارته ضعف عدد أفراد الجيش مقارنة بالإدارة السابقة.

وأبرز ما شكل فترة ولايته بشكل خاص هو وباء كوفيد-19 ، حيث قلل بولسونارو من مخاطر المرض، وتسبب في الذعر بين المواطنين من خلال التوصية بعلاجات غير مثبتة نتائجها، وفقا لموقع "دويتشه فيليه" الألماني.

في البداية ، بسبب الإجراءات المتساهلة ضد الوباء، كانت البرازيل رابع أعلى معدل وفيات COVID-19 في العالم عند حوالي 685000 وفاة.

ومع ذلك ، اتخذ بولسونارو أيضًا بعض الإجراءات لمساعدة أفقر سكان البرازيل ، ضمن برنامج "أكسيليو برازيل" الذي وافق عليه الكونجرس البرازيلي في ديسمبر 2021. وقد حل محل برنامج "بولسا فامليا" الذي أنشأه منافسه لولا دا سيلفا عندما كان في منصبه من عام 2003 حتى عام 2010

لويز ايناسيو لولا دا سيلفا..حزب العمال

يقود دا سيلفا ، وهو زعيم نقابي سابق ، استطلاعات الرأي التمهيدية في حملته الرئاسية السادسة.

ووفقا لمعهد استطلاع الرأي "داتافولها" حاز بولسينارو على 32% فقط من نوايا التصويت مقابل 45% للويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

كما تمتع بشعبية كبيرة كرئيس للبرازيل من 2003 إلى 2010 ، وترك منصبه بنسبة تأييد 83% كان هذا يرجع إلى حد كبير إلى البرامج الاجتماعية التي قدمها لمساعدة الأسر الفقيرة ، والتي تم تمويلها من خلال طفرة الإنتاج في البلاد.

يمثل ظهوره في انتخابات 2022 عودة كبيرة لدا سيلفا ، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات في يوليو 2017 بتهم تتعلق بالفساد وغسيل الأموال. حيث منعه سجنه من المشاركة في انتخابات 2018 ضد بولسونارو.

وتم إطلاق سراح دا سيلفا من الإقامة الجبرية في عام 2019 بعد أن قضت المحكمة العليا بأنه لم يخضع للإجراءات القانونية الواجبة.

واتخذت حملته الحالية منحى دينيًا أكثر من الحملات السابقة في ضوء جذب بولسينارو للمسيحيين الإنجيليين ، الذين يشكلون حوالي 30 % من الناخبين. من بين أمور أخرى ، صور الرئيس الحالي على أن "الشيطان يسيطر عليه" على حد وصفه.

في الواقع ، كان الدافع الرئيسي لدا سيلفا في الانتخابات الحالية، هو أنه نقيض بولسونارو ، الذي أثبت أنه شخصية مثيرة للجدل على الصعيدين المحلي والدولي.

المتنافسون الآخرون

وصل اثنان فقط من المرشحين التسعة الذين يتنافسون في الانتخابات إلى أكثر من 10% في استطلاعات الرأي قبل الاقتراع.
وهما سيرو جوميز من حزب العمال البرازيلي، والسناتور سيموني تيبيت من الحركة الديمقراطية البرازيلية ، اللذان قاما بحملتهما على منصات وسطية أكثر من المتسابقين الرئيسيين.

تعد البرامج الاقتصادية التي يقدمونها أكثر اعتدالًا من تلك الخاصة ببولسونارو اليميني المتطرف واليساري دا سيلفا ، ولكن حتى الآن يبدو أن الفرصة أمامهما ضئيلة في الحصول على نسبة مهمة من الأصوات. ومع ذلك ، فإن أي توافقات قد يقدمونها قد تكون حاسمة في جولة الإعادة.

وسيشهد اقتراع الأحد أيضا انتخاب 27 حاكما للولايات ال 26 في البلاد ومنطقة فيدرالية واحدة ، إلى جانب المجالس التشريعية للولايات والمقاطعات الفيدرالية.

إذا لم يحصل أي مرشح في انتخابات الرئاسة والمحافظين على أكثر من 50% من الأصوات ، فستكون هناك جولات إعادة في 30 أكتوبر الجاري.

ما هي القضايا الرئيسية المهيمنة على الانتخابات؟

لا تزال البرازيل تعاني اقتصاديًا من آثار جائحة فيروس كورونا ، لا سيما فيما يتعلق بالإعانات الحكومية التي تم دفعها كمحفزات. وهذا يجعل الإدارة الاقتصادية ربما الموضوع الرئيسي لهذه الانتخابات.

كما جعل الوباء الصحة العامة في حد ذاتها قضية مهمة لكثير من الناخبين.

تواجه البلاد أيضًا تضخمًا متصاعدًا ، مدفوعًا جزئيًا بالحرب الروسية الأوكرانية، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية التي يكافح الكثير من الفقراء لدفعها.

وبحسب مراقبون قد تحدد أسئلة عدم المساواة الاجتماعية اختيار العديد من الناخبين للمرشح.

ومن المحتمل أيضًا أن تكون القضايا البيئية في طليعة أذهان بعض الناخبين ، حيث واجه بولسانارو الكثير من الانتقادات على الصعيدين الوطني والدولي بسبب أفعاله التي سمحت بزيادة استغلال غابات الأمازون المطيرة ، التي توصف بأنها "رئة العالم ".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved