شهادات عن حرب أكتوبر.. هل أراد موشيه ديان الموت بعد عبور القوات المصرية؟

آخر تحديث: الأحد 1 أكتوبر 2023 - 10:43 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

مع اقتراب ذكرى انتصار حرب أكتوبر، تنتشر الروايات والشهادات من قلب المعركة، ممن عاصروا هذه المرحلة الصعبة في تاريخ مصر الحديث، وعلى الجانب الآخر أيضاً يتذكر الإسرائيليون هزيمتهم ويحيون ذكراها من خلال عشرات المقالات والبرامج والأفلام، وأيضاً نشر بعض الشهادات على أيام الحرب الأولى.

ومن الشهادات المنتشرة مؤخرا على منصات الأخبار الإسرائيلية حول رغبة رئيس الدفاع الإسرائيلي -وقت الحرب- موشيه ديان في الانتحار خلال الأيام الأولى من الهجوم المصري السوري على الجبهات الإسرائيلية.

- هل أراد موشيه ديان الموت على خطوط الحرب؟

في الثانية ظهراً يوم السبت 6 أكتوبر عام 1973 بدأ الجيش المصري والسوري هجوما مشتركا على القوات الإسرائيلية المحتلة، وكان الطرف الآخر غير مستعد لهذا الهجوم، لهذا كان عنصر المفاجأة جزءًا أساسيا من نجاح خطة الهجوم، وبعد وصول الأخبار إلى قادة الجيش الإسرائيلي، أصيب موشيه ديان بانهيار عصبي في اليومين الأول والثاني من بداية الحرب، وبرزت نقطة اهتزاز أعصاب ديان مؤخراً في آخر الأعمال التي تتحدث عن الحرب، فيلم Golda.

وفق الشهادات المنشورة على موقع "timesofisrael" في كل يوم تقريبا منذ أن بدأت الحرب كان ديان يزور جبهات القتال، إما الجبهة المصرية أو السورية أو كليهما، وبعد تلقي تقرير عن العبور خرج الوزير لإلقاء نظرة على المنطقة الزراعية الخصبة التي كانوا مسيطرين عليها، وورد ذلك في الفيلم أيضاً، أن ديان كان يتجول بمروحيته ويشاهد عمليات القتال عن قرب، رغم خطورة الموقف.

وذكر الموقع أن في إحدى جولات ديان انفجرت إحدى القنابل على بعد 50 ياردة فقط منه، بعدما حلقت مروحيتان مصريتان بالقرب منه أثناء تفقده الوضع، وأكد من صاحبوا ديان في هذا الوقت أنه كان يتصرف وكأنه يريد الموت.

ورواية مماثلة قالها الجنرال أوري بن آري، نائب قائد الجبهة المصرية: "اصطحبني ديان عدة مرات إلى الساحة، وهي عبارة عن منطقة مُسيجة بلا سقف، حيث كانت الوحدات تنتظر دورها لعبور القناة، وتتحصن هناك، وغالبًا ما تتعرض لقصف مصري عنيف، وقتل وجرح العشرات من جنودنا في هذه المنطقة، وكانت الساحة جحيما وديان أصر وذهب إلى هناك لدرجة أنني وآخرين اعتقدنا أنه يريد أن يُقتل، اعتقد أنه شعر بثقل الحرب كله على كتفيه، وعلمنا أنه أصيب بانهيار عصبي عندما علم بعبور المصريين".

وورد في ذات التقرير أن تحول ديان من الرمز العسكري إلى شخص يفكر في الانتحار لم يُعلن عنه قط بشكل صريح، وظل جزءاً خفياً من الصدمة التي تعرض لها واجتاحت إسرائيل، وذلك نتيجة لشعوره بالمسئولية الشخصية عن البداية الكارثية للحرب ونتائجها عليهم.

لقد أمسكت بإسرائيل باحتياطيها -ثلثي الجيش- دون تعبئة، وفي غضون 12 ساعة، تم القضاء على معظم الفرقة المدرعة الوحيدة في سيناء، ليس بواسطة الدبابات، ولكن بواسطة قوات كوماندوز مصرية تستخدم أسلحة مضادة للدبابات، وفي الجولان، أحدثت الدبابات السورية خلال تلك الليلة فجوة كبيرة في وسط الخط الإسرائيلي.

كان ديان يواجه غضباً عارماً في إسرائيل، وتحمل العبء الأكبر من غضب الجمهور الإسرائيلي إزاء عدم استعداد الحكومة، وكانت صيحات "القاتل" التي أطلقها أقارب الجنود القتلى تستقبله عندما يظهر في أي مكان عام.

وعلق إبراهام رابينوفيتش، محرر جورزاليم بوست، ومراسل سابق أثناء حرب أكتوبر، "إذا كانت آراء برين وبن آري حول ميول ديان الانتحارية صحيحة، فليس هناك من هو أكثر غضبا على موشيه ديان من موشيه ديان نفسه، لذلك احتمالات نيته نحو الانتحار واردة، ومع ذلك، فقد أصبح وزيراً للخارجية في الحكومة التي شكلها مناحيم بيجن".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved