جودة عبدالخالق: رفضت عروضا للعمل في كندا لأنني تعلمت على نفقة الفلاح المصري

آخر تحديث: الأربعاء 1 أكتوبر 2025 - 8:30 ص بتوقيت القاهرة

كشف الدكتور جودة عبدالخالق، وزير التموين والتضامن الاجتماعي الأسبق، عن كواليس عايشها خلال حرب أكتوبر 1973 أثناء وجوده في كندا لاستكمال دراسته، مؤكدا أنه لم يتلقَّ أخبار الحرب فقط، بل عاش تفاصيلها منذ اللحظة الأولى.

وقال عبدالخالق، في تصريحات لبرنامج "مذكرات شفهية" المذاع عبر شاشة الفضائية المصرية، مساء الثلاثاء، إن السادس من أكتوبر كان يوما استثنائيا، حيث فوجئ بالخبر أثناء وجوده في كندا: «كنت في طريقي لرحلة مع زملائي، وعدتُ للمنزل لأحضر شيئا نسيتُه، ففتحت التلفزيون لأجد الخبر: الحرب قامت».

وأضاف: «كانت لحظة قلق ومجهول كبير، لكن المدهش أنني شاهدت مذيع شبكة CBC الكندية يقف على الجسر الذي أقامه الجيش المصري فوق القناة، ويقول إن حركة المرور تسير بانسيابية كأنها في فيفث أفينيو بنيويورك، مؤكداً أن الشبكة لا تعتمد على الجانب الإسرائيلي لأنه غير دقيق، بل على الجانب المصري لأنه أكثر مصداقية. كانت مفاجأة أن الإعلام العالمي يستقي معلوماته من إعلامنا».

وأوضح الوزير الأسبق أنه كرئيس لاتحاد طلاب شمال أمريكا، بادر مع زملائه إلى جمع تبرعات لدعم المجهود الحربي، قائلاً: «قررنا التبرع براتب شهر كامل من منحنا الدراسية، كما نظمنا مظاهرات سلمية دعماً لمصر، وكان مشهدا مؤثرا أن إحدى زميلاتنا خرجت للتظاهر وهي على وشك الولادة».

وتحدث عبدالخالق عن لحظة فارقة خلال الحرب، قائلاً: «في 14 أكتوبر سمعت عبر الراديو خبرا عاجلا بأن جولدا مائير في طريقها لمدينة السويس لتسلم مفتاحها من المحافظ، شعرت وقتها وكأن جبال العالم وُضعت على كتفي، لكن بعد ساعتين جاء الخبر أن المقاومة الشعبية منعتها من الدخول، فزالت الجبال في لحظة».

وأشار إلى أنه عاش الحرب بوجدانه رغم وجوده في الخارج: «كنت أتابع الأخبار من الأهرام ومن الإعلام المصري وراديو لندن، لكن كنت أتمنى أن أكون على الجبهة. للأسف لم ألتحق بالجيش لأسباب طبية، وهذا ترك أثراً كبيراً في نفسي».

وفيما يتعلق بمسيرته الأكاديمية، أكد عبدالخالق أنه رفض عروضاً مغرية للعمل في الجامعات الكندية براتب وصل إلى 3000 دولار شهريا، مقابل 100 دولار فقط في مصر، مضيفاً: «رفضت لأنني تعلمت على نفقة الفلاح المصري. كتبت إهداء رسالتي إلى الفلاح الذي دفع فاتورة تعليمي، ولم أقبل أن أدرّس لأبناء الكنديين وأترك أبناء بلدي».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved