ذكرى وفاة بنت الشاطئ.. عائشة عبد الرحمن نصيرة المرأة والعلم

آخر تحديث: الأربعاء 1 ديسمبر 2021 - 4:48 م بتوقيت القاهرة

أسماء سعد

"طريق الفتاة في ميدان الحياة العامة، أشبه شيء بجسر ضيق معلق، إن انحرفت عنه قيد شعرة، سقطت في الهاوية".. تعتبر هذه الكلمات من أشهر أقوال الكاتبة والمفكرة والروائية عائشة عبد الرحمن، المعروفة بلقب "بنت الشاطئ والتي تحل اليوم ذكري وفاتها، والتي اشتهرت بمواقفها الفكرية الشهيرة، ودعمها لتعليم المرأة، وتعد أول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، واتخذت مواقف حاسمة دفاعًا عن الإسلام، فخلّفت وراءها سجلاً مشرفًا من السجالات الفكرية التي خاضتها بقوة، وهي أول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل في الآداب والدراسات الإسلامية.

♦ النشأة
ولدت عائشة عبد الرحمن في مدينة دمياط، في عام 1913 وكان والدها عالماً أزهرياً ومدرساً بالمعهد الديني بدمياط.

التحقت عائشة بالكتاب في قريتها وحفظت القراًن وأرادات أن تلتحق بالمدرسة، ولكن والدها رفض بسبب تقاليد القرية التي تأبي خروج البنات، وتلقت عائشة تعليمها بالمنزل وعلي الرغم من ذلك كانت تتفوق في إمتحاناتها علي قريناتها برغم دراستها من المنزل وفي ذلك الوقت كان قد ظهر نبوغها وتفوقها.

حصلت عبد الرحمن على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 ، ثم حصلت على الشهادة الثانوية بعدها التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939م.

♦ لقب بنت الشاطئ
كانت عائشة عبد الرحمن تحب أن تكتب مقالاتها باسم مستعار؛ فاختارت لقب بنت الشاطئ لأنه كان ينتمي إلى حياتها الأولى على شواطئ دمياط والتي ولدت بها، حتى توثق العلاقة بينها وبين القراء وبين مقالاتها والتي كانت تكتبها في جريدة الأهرام وخوفاً من إثارة حفيظة والدها كانت توقع باسم بنت الشاطئ أي شاطئ دمياط الذي عشقته في طفولتها.

♦ مناصب رفيعة
تدرجت عائشة عبد الرجمن في المناصب الأكاديمية إلى أن أصبحت أستاذاً للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، حيث قامت بالتدريس هناك ما يقارب العشرين عامًا. ساهمت في تخريج أجيال من العلماء والمفكرين من تسع دول عربية قامت بالتدريس بها، قد خرجت كذلك مبكرًا بفكرها وقلمها إلى المجال العام؛ وبدأت النشر منذ كان سنها 18 سنة في مجلة النهضة النسائية.

بعدها بعامين بدأت الكتابة في جريدة الأهرام فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، فكان لها مقال طويل أسبوعي، وكان آخر مقالاتها ما نشر بالأهرام يوم 26 نوفمبر 1998. وكان لها مواقف فكرية شهيرة، واتخذت مواقف حاسمة دفاعًا عن الإسلام، فخلّفت وراءها سجلاً مشرفًا من السجالات الفكرية التي خاضتها بقوة؛ وكان أبرزها موقفها ضد التفسير العصري للقرآن الكريم ذودًا عن التراث، ودعمها لتعليم المرأة واحترامها بمنطق إسلامي وحجة فقهية أصولية دون طنطنة نسوية، وموقفها الشهير من البهائية وكتابتها عن علاقة البهائية بالصهيونية العالمية.

♦ مؤلفاتها
بدأت عائشة عبد الرحمن الكتابة منذ عمر 18 عاما في مجلة النهضة النسائية، ثم جريدة "الأهرام" فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، وكان لها مقال أسبوعي، وكان آخر مقالاتها ما نشر بالأهرام يوم 26 نوفمبر 1998.

وتركت وراءها أكثر من أربعين كتاباً في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، وأبرز مؤلفاتها هي: التفسير البياني للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، والشخصية الإسلامية: دراسة قرآنية.

وقدمت بنت الشاطئ مجموعة من الأعمال الأدبية والروائية أشهرها: "على الجسر.. سيرة ذاتية"، سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي، وكتاب «بطلة كربلاء»، وهو عن السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، وما عانته في واقعة عاشوراء في سنة 61 بعد الهجرة، ومقتل أخيها الحسين بن علي بن أبي طالب، والأسر الذي تعرضت له بعد ذلك.

ومن مؤلفاتها أيضا بنات النبي، سكينة بنت الحسين، مع المصطفى، مقال في الإنسان، نساء النبي، وأم الرسول محمد..آمنة بنت وهب، وأعداء البشر، وأرض المعجزات..رحلة في جزيرة العرب.

وللدكتورة عائشة عبد الرحمن دراسات فى شتى المجالات اللغوية والأدبية مثل الحياة الإنسانية عند أبى العلاء المعرى، ورسالة الغفران، والخنساء، ومن الأدبيات والقصص لها أعمال كثيرة مثل الريف المصرى وسر الشاطئ وصور من حياتهن، ودافعت بنت الشاطئ كثيرا عن المبادئ والقيم الإسلامية، واستطاعت طرح قضايا المرأة من خلال القيم والمفاهيم القرآنية.

♦ تكريم مستحق
حصلت الدكتورة عائشة على الكثير من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب في مصر عام 1978 م، وجائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية، والريف المصري عام 1956م، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988 م، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994 م. كما منحتها العديد من المؤسسات الإسلامية عضوية لم تمنحها لغيرها من النساء مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وأيضاً أَطلق اسمها علي الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات في العديد من الدول العربية.

♦ محطة الرحيل
رحلت الدكتورة عائشة عن عالمنا فى الأول من ديسمبر عام 1998، وذلك بمستشفى هليوبليس بمصر الجديدة، وكانت قد دخلتها إثر إصابتها بأزمة قلبية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved