أستاذ بالقومي للبحوث: تغير المناخ السبب الأرجح لانتشار كورونا والكوليرا والملاريا والضنك

آخر تحديث: الخميس 1 ديسمبر 2022 - 1:17 م بتوقيت القاهرة

عمر فارس:

قالت الدكتورة نهى السيد ابراهيم، أستاذ باحث مساعد بقسم التكنولوجيا الحيوية الطبية بقسم التكنولوجيا الحيوية الميكروبية بمعهد بحوث التقنيات الحيوية، التابع للمركز القومي للبحوث، إن هناك العديد من المخاطر المناخية التي يجب على العالم أن يستعد لمواجهتها بشكل عاجل، بدء من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بسبب الظروف المناخية القاسية إلى انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الجفاف، لكن أحد المجالات التي يشكل فيها تغير المناخ الخطر الأكثر أهمية هى صحة الإنسان.

وأضافت، خلال ورقة بحثية صادرة عن المركز القومي للبحوث، أنه عندما تحل الكوارث الطبيعية يكون عدد القتلى الناجم عن الفيضانات أو المجاعات أو انهيار المباني هو مجرد بداية؛ فالأمراض الناتجة عن مثل هذه الأحداث تُسبب أضرارا أكبر بكثير، وفي حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة ومستويات سطح البحر في العالم، يزداد عدد الكوارث الطبيعية وشدتها، بالإضافة إلى خطر الأوبئة القاتلة وتفشي الأمراض.

وأوضحت أن التغير المناخي يساهم في نشر الأمراض وأدّت نتائج ارتفاع الحرارة إلى زيادة عدد الأشهر التي تنتشر فيها الملاريا منذ الخمسينيّات، وتوسّع عدد المناطق التي تؤمّن بيئة حاضنة لانتقال الكوليرا، كما ازدادت قدرة انتشار الفيروسات على الانتشار، وبينها الفيروسات المسببة لحمّى الضنك وزيكا، على مستوى العالم، وأدت ظاهرة التغير المناخى بطريقة مباشرة وغير مباشرة على الصحة العالمية والبيئة العالمية فمثلا على سبيل المثال، تؤدي عملية إزالة الغابات في الوقت نفسه إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتجبر الخفافيش والحيوانات الأخرى التي قد تكون حاملة للمرض على الاتصال بالبشر، وهو ما كان على الأرجح سبب ظهور فيروس كورونا.

وأشارت إلى أنه على المدى الطويل، من المرجح أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى نقل أمراض استوائية يحملها البعوض مثل فيروس غرب النيل وزيكا والملاريا إلى خطوط العرض الشمالية، وتعد أيضا حرائق الغابات في الولايات الغربية الأمريكية وفي أجزاء من أستراليا وسيبيريا وأوروبا، إلى حد كبير نتيجة للاحتباس الحراري، لكنها تُساهم أيضًا في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال إرسال العديد من أطنان ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، ويمكن أن تتسبب الجسيمات المنبعثة من الدخان في إتلاف رئتي الأشخاص المعرضين بالفعل لخطر الإصابة بفيروس كوفيد 19.

وأكدت ضرورة الرعاية الصحية والتحصين للحد من الآثار السلبية للتغير المناخى على الصحة العامة فبدون رعاية صحية أولية فعالة ستكون الاستجابة للصدمات متفاعلة ومكلفة وغير فعالة دائما، ولحسن الحظ، هناك بالفعل نظام يمكنه توفير المستوى اللازم من الرعاية، وهذا النظام هو الذي كفل وصول التحصين إلى عدد أكبر من الأشخاص مقارنة بأي تدخل طبي آخر، فأصبح بإمكان أكثر من 80% من الأطفال في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العديد من أفقر دول العالم وأكثر البيئات صعوبة، الحصول على لقاحات روتينية تحميهم من أمراض مثل الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي.

وتابعت: ويمكن أن يكون نظام التحصين والذي يجب بالتأكيد توسيعه للوصول إلى جميع الأطفال بمثابة أساس لبناء الرعاية الصحية الأولية، وبفضل العلاقات المجتمعية وسلاسل الإمداد والموظفين المدربين ومراقبة البيانات والأمراض والسجلات الصحية الموجودة بالفعل، يصبح من الأسهل بكثير تقديم التدخلات الصحية الأخرى التي يمكن أن تفيد الأفراد والمجتمع ككل، مثل المكملات الغذائية وبرامج الوقاية من الملاريا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved