بعد الكشف الأخير.. خبير أثري يكشف سر احتواء مومياوات مصرية على ألسنة ذهبية

آخر تحديث: الخميس 1 ديسمبر 2022 - 8:07 م بتوقيت القاهرة

إلهام عبد العزيز

نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، والعاملة بجبانة قويسنا الأثرية بمحافظة المنوفية، خلال موسم الحفائر الحالي، في الكشف عن امتداد لجبانة قويسنا الأثرية، والتي تضم مقابر أثرية ترجع لفترات زمنية مختلفة تحتوي على عدد من المومياوات ذات ألسنة ذهبية. 

 

ولمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا الاكتشاف الأثري، وسر وجود ألسنة ذهبية لعدد من المومياوات، تواصلت "الشروق" مع الخبير الأثري الدكتور أحمد عامر، نرصد ذلك في السطور التالية. 

 

المعلومة الأولى

يقول الدكتور أحمد عامر: يُعتقد أن الموتى كان يتم وضع فى أفواههم تمائم من رقائق الذهب على شكل ألسنة لكي يتمكنوا من التحدث أمام محكمة الإله "أوزير" في الحياة الأخرى، حيث كان يعتقد المصريون القدماء أن الإله "أوزير" هو سيد العالم السفلي وقاضي الموتى.

 

وتابع: لم تكن هذه هي الواقعة الأولى حيث تم العثور على موامياوات ذهبية موضوعة داخل أفواهها في الإسكندرية في معبد "تابوزيريس ماجنا" بالإسكندرية، حيث تم الكشف عن 16 مقبرة فى مقابر منحوتة فى الصخور كانت شائعة فى العصور اليونانية والرومانية، كما تم الكشف عن هؤلاء داخل هذه المقابر عددا من المومياوات لكنها كانت محفوظة بشكل سيئ، وكان ذلك في "تابوزيريس ماجنا" بمدينة الإسكندرية.

 

وأضاف: قدر المصريون القدماء الحياة وآمنوا بفكرة البعث الخلود، وقد قادهم هذا إلى البدء في الاستعداد لموتهم مقدمًا فقد اعتقدوا أنه حتى بعد الموت، ستستمر الحياة وسيظلون بحاجة إلى أجساد مادية، لذلك كان الغرض الرئيسي من التحنيط هو الحفاظ على الجثث أقرب ما يكون إلى حالتها الطبيعية، وهو أمر مهم للحفاظ على الحياة، كان الجسد المحنط في عيون المصريين يحتوي على روح الشخص "الكا"، إذ كان يعتقد أن الروح قد لا تدخل الآخرة إذا هلك الجسد لهذا السبب، وكان تحضير القبور يعد احتفالًا مهمًا في الثقافة المصرية، وقد اشتملت علمية التجهيز للحياة الآخرة أيضًا تخزين المتعلقات بما في ذلك الأثاث والملابس والطعام والمجوهرات قبل وقت طويل من وفاة الفرد. 

 

كما استخدم قدماء المصريين الکتان في تغليف المومياوات لأنهم کانوا يقدسون الکتان، معتقدين أن "أوزير" کان ملفوفًا به بعد الموت، ووبعد تغليفه بلفائف الكتان، يوضع الجثمان في رمال ساخنة لمساعدة مكونات التحنيط على الحفاظ على سلامة الجسم، ونجد أنه تم استخدام الذهب في منحوتات الفراعنة الجميلة، وتم تخصيصه لكبار رجال الدولة، ودفن الفراعنة الذهب معهم.

 

وأشار عامر إلى أن الفراعنة لم يعبدوا الذهب وقدسوا اللون الذهبي الذي كان يرمز إلى لون أشعة الشمس، وارتبطت صناعة الذهب عند المصريين القدماء بعقيدة الخلود، لأن لونه لا يتغير بمرور الزمن، وكانت صناعة الذهب من أهم الحرف المصرية، كما ارتبط الذهب بالطقوس الجنائزية والمعتقدات. 

 

واختتم عامر حديثة، للشروق، أن مادة صناعة التابوت تتباين بين الخشب أو الحجر ولكبار رجال الدولة يستخدم الذهب أو الفضة، لتعكس بركات الإله "رع" على أجسادهم وأرواحهم الخالدة حسب معتقداتهم، ولم يغفل المصريين القدماء عن تغطية وجه المتوفى بالأقنعة الجنائزية من الذهب، وهي أغطية للوجه الملفوف بالكتان، وكانت تختلف صناعة القناع وخاماته بناءً على قامة صاحب الوجه ومكانته بالدولة، فاستخدام الذهب بالأقنعة اقتصر على الأثرياء والطبقة العليا، تلك الأقنعة بدأ تاريخ استخدامها منذ ما قبل عصر الأسرات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved