دراسة: الحملة الفرنسية رصدت احتفالات المسلمين والمسيحيين بالمولد النبوي بساحة الأزبكية

آخر تحديث: الجمعة 2 يناير 2015 - 9:56 م بتوقيت القاهرة

القاهرة – أ ش أ

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن الاحتفالات الدينية بمصر على مر التاريخ كانت احتفالات قومية يحتفل بها كل شعب مصر بنسيجه الوطني مسلمين ومسيحيين، مشيرًا إلى أن الحملة الفرنسية كانت قد رصدت احتفالا بالمولد النبوي الشريف في الساحة الرحبة ببركة الأزبكية؛ حيث كانت تنصب السرادقات للدراويش وحلقات الذكر للمنشدين الهاتفين طوال الليل وكان الناس يجتمعون لمشاهدة المهرجين.

وأوضح في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، أن الباحث الفرنسي «إدوارد ليم لين» كان قد تعجب من احتشاد المسيحيين لمشاهدة حلقات المنشدين حتى أذان الفجر، وكأن مصر مجتمعة كلها بداية من الأمير ولي العهد في سرادقه حتى المزارعين والعمال والصناع، وذلك طبقًا لما جاء في الدراسة الأثرية عن “احتفالات المولد النبوي في التراث الإسلامي لعالم الآثار الإسلامية” التي أعدها الدكتور علي الطايش، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة.

وقال ريحان: إن الدراسة رصدت ليلة الاحتفال بالمولد النبوي؛ حيث يقيم السلطان خيمة بالحوش السلطاني فى القلعة ذات أوصاف خاصة تسمى “خيمة المولد” ويذكر ابن إياس أنها عدت من عجائب الدنيا وكان أول من وضع هذه الخيمة السلطان المملوكي الجركسي قايتباي وقيل في وصف هذه الخيمة إنها زرقاء اللون على شكل قاعة فيها ثلاثة أواوين وفي وسطها قبة مقامة على أربعة أعمدة وبلغت تكلفتها حوالي ثلاثين ألف دينار.

وأضاف أن هذه الخيمة لا ينصبها إلا ثلاثمائة رجل وكان يوضع عند أبوابها أحواض من الجلد تملأ بالماء المحلى بالسكر والليمون وتعلق حولها الأكواب الفاخرة المصنوعة من النحاس الأصفر والمزينة بالنقوش الجميلة وتربط هذه الأكواب بسلاسل من النحاس ويصّف حولها طائفة من غلمان الشربخانة لمناولة الوافدين من الناس ولا فرق بين صغير وكبير واستمرت إقامة هذه الخيمة حتى العصر العثماني.

وتابع أنه في الليلة الختامية للاحتفال يظهر المقرئون براعتهم في التلاوة بآيات الذكر الحكيم فيتعاقب واحد بعد الآخر وبعد صلاة المغرب تمد الحلوى السكرية المختلفة الألوان وفي صباح يوم المولد يوزع السلطان كميات من القمح على الزوايا.

وأشار إلى أن المؤرخ «عبد الرحمن الجبرتي»، الذي عاش في زمن الحملة الفرنسية على مصر، ذكر في كتاباته أن نابليون بونابرت اهتم بإقامة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سنة (١٢١٣هـ/ ١٧٩٨م) من خلال إرسال نفقات الاحتفالات وقدرها ٣٠٠ ريال فرنسي إلى منزل الشيخ البكري، نقيب الأشراف فى مصر، في حي الأزبكية، وكانت ترسل الطبول الضخمة والقناديل، وفي الليل تقام الألعاب النارية احتفالا بالمولد، وعاود نابليون الاحتفال به في العام التالي لاستمالة قلوب المصريين إلى الحملة الفرنسية وقادتها.

من جانبه، نوه الدكتور علي الطايش، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إلى مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في العصر الفاطمي؛ حيث كان يخرج الخليفة الفاطمي راكبًا حصانه ومن خلفه سيدة القصر في هودجها في موكب مهيب يبدأ من قصر الخلافة وحتى مشهد الحسين رضي الله عنه، ومن هذا الموكب ظهر ما يعرف بحصان المولد وعروسة المولد؛ حيث صنع المصريون من السكر أشكالا للحصان والعروسة ما زالت موجودة إلى أيامنا، ويحرص أغلب المصريون على شرائها وقد اتخذ اليوم طابعًا جميلا كالأعياد، ويشتهر بالحلوى التي تعرف بحلاوة المولد.

وأضاف أن هناك آراء عن تأصيل عروسة المولد وحصان المولد بأنه تجسيد لأسطورة إيزيس وأوزوريس في شكل حصان المولد المستوحى من تمثال “حورس” راكبًا الحصان ممسكًا بالسيف ليقتل رمز الشر “ست” الذي صور على هيئة تمساح وفي شكل عروسة المولد وكرانيشها الملونة المستوحاة من جناح “إيزيس” الملون.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved