«الآثار» تبدأ مشروعا للارتقاء بمنطقة القاهرة التاريخية

آخر تحديث: الإثنين 2 أبريل 2018 - 5:10 م بتوقيت القاهرة

كتب- إسلام عبد المعبود

بدأت وزارة الآثار في تنفيذ مشروع بحثي تطبيقي؛ لدراسة جوانب عمرانية ومجتمعية من القاهرة التاريخية لما لها من قيمة تاريخية وأثرية باعتبارها مدينة مسجلة على قائمة التراث العالمي، وذلك بالتعاون مع جمعيتي «الأثر لنا» و«الفكر العمراني»، ووزارة التضامن الاجتماعي، ومحافظة القاهرة، وبدعم من مؤسسة «فورد».

وقال محمد عبد العزيز، مدير عام مشروع تطوير القاهرة التاريخية، إن هذا المشروع يسعى إلى إيجاد حلول مناسبة تعمل على الارتقاء بمنطقة القاهرة التاريخية؛ بما يعود بالفائدة على التراث الأثري بمفهومه الأشمل كتراث ملموس وغير ملموس والمتمثل في الثقافة والوعي الأثري لدى المواطنين، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يستمر المشروع حتى ديسمبر عام 2019.

وأضاف «عبد العزيز»، أن المشروع يأتي في إطار اهتمام وزارة الآثار بمختلف المواقع والأماكن الأثرية وخاصة القاهرة التاريخية، منوها إلى أن المشروع يقوم على محورين أساسيين الأول: يهدف إلى تحويل منطقة «آثار الخليفة» إلى مورد مجتمعي يمكن المجتمع من الاستفادة منه من خلال تأسيس خطة علمية متكاملة تعمل على إدارة موارد الشارع الأثري؛ ما يدفعه إلى الحفاظ عليه.

وتابع: «المحور الثاني يقوم على دراسة نموذجين هما: الأحياء العشوائية المتهالكة التي تندمج داخل نسيج المواقع الأثرية، والتجمعات العمرانية المستحدثة الواقعة داخل المواقع الأثرية».

وأشار إلى أن المحور الأول للمشروع والذي يهدف إلى تحويل منطقة «آثار الخليفة» إلى مورد مجتمعي، تعمل عليه مبادرة «الأثر لنا» بالتعاون مع الجهات المعنية من حكومة وأهالي ومجتمع مدني ومستثمرين منذ عام 2012 تحت إشراف وزارة الآثار، حيث تضمنت ترميم 4 قباب من العصرين الفاطمي والأيوبي وهي: قبة السيدة رقية، الجعفري، عاتكة و شجر الدر، كما تضمنت تنظيم أنشطة تفاعلية للأطفال؛ لتعليمهم تراثهم وفهم أهمية المكان للقاطنين له لتنمية ارتباطهم به والسعي إلى الحفاظ عليه، وذلك من خلال مدرسة صيفية تعمل يوميا على مدى شهرين خلال فترة الصيف.

وأوضح «عبد العزيز»، أن هذا المحور يعمل أيضا على إدارة تراث منطقة الخليفة مع التركيز على مشروعات الترميم والتنمية العمرانية، وخاصة التي تعمل على تخفيض منسوب المياه الأرضية الضارة بالأثر وربطها بمشروعات التطوير العمراني مثل: إنشاء حدائق و ساحات عامة بالمنطقة، وذلك من خلال إعادة استخدام تلك المياه في ري الحدائق والنظافة وخدمات الحريق وغيرها.

وذكر أن المحور الثاني للمشروع والذي يقوم على دراسة الأحياء العشوائية المتهالكة والتجمعات العمرانية المستحدثة داخل المواقع الأثرية يتناول نمطين عمرانيين شديدي الأهمية النمط الأول يتمثل في المناطق التاريخية المتدهورة والتي تفتقر إلى الآثار المسجلة والمباني التاريخية المهمة، إلا أنها جزء لا يتجزأ من المدينة التاريخية كما أنها مسجله في كتب الخطط والرحالة وفي الخرائط القديمة مثل: مناطق الحطابة، عرب يسار، الخارطة القديمة وعزبة قايتباي.

وقال إن المشروع يعمل على دراسة تلك المناطق من حيث تاريخ نشأتها وتطورها والموارد الاجتماعية والتراثية الموجودة بها وتقديم المقترحات المناسبة؛ لمعرفة سبل استغلالها على الوجه الأمثل، حيث يتم التعامل مع تلك المناطق بنفس أسلوب التعامل مع العشوائيات والمناطق غير المخططة وذلك بسبب حالتها السيئة، ما يؤدي إلى التوجه نحو إزالتها وتفريغها من السكان وهو ما يفقد القاهرة التاريخية أجزاء مهمة من نسيجها العمراني.

ولفت إلى أن النمط الثاني، والذي يبحث التجمعات العمرانية المستحدثة، يتناول كيفية التعامل مع الإمكانيات غير المستغلة للفراغات بين مشروعات الإسكان الحكومي لمحدودي الدخل الواقعة داخل القاهرة التاريخية، والتي لا تكون متوفرة عادة في المدينة التاريخية بطابعها التقليدي من حواري وشوارع ضيقة وساحات صغيرة مثل: مساكن زينهم والقلعة وعرب يسار وعين الصيرة والإباجية وبركة الفيل.

وأكد أنه سيتم التركيز على دراسة مساكن زينهم باعتبارها امتدادا غربيا لمنطقة الخليفة الأثرية؛ وذلك بهدف توفير مساحات خدمية وترفيهية لأهالي المنطقة القانطين بها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved