لمحاكاة بدلة العزل.. طبيب أسنان يستعين بـ«بالطو المطر» لتجنب عدوى كورونا

آخر تحديث: الخميس 2 أبريل 2020 - 3:18 م بتوقيت القاهرة

نسمة يوسف:

اجتاح فيروس كورونا المستجد (كوفيدــ19) العالم بأسره؛ ليعصف بحياة البعض، ويقع الآلاف فى قبضته كمصابين، ويتربص بآخرين؛ ويضع الأطباء كـ«جيش أبيض» فى خط الدفاع الأول لمواجهته؛ ما جعلهم أكثر الفئات عرضة لخطر الإصابة به.

وكواحد من «الجيش الأبيض»، حاول الدكتور «مصطفى فرحات»، طبيب أسنان يبلغ من العمر 42 عاما، البحث عن طرق بشكل سريع وفى وقت قصير لتقيه وزملاءه من خطر الإصابة بذلك الفيروس القاتل؛ باعتبار أن تخصصه يفرض عليه التعامل مع المريض على مسافة قريبة جدا، وأحيانا لمس اللعاب والرزاز أثناء فحص الأسنان، إلى أن ومضت فكرة فى عقله، «قررت أستخدم (بالطو المطر) وغطاء بلاستيك للوجه (face shield)؛ لحمايتى من الإصابة بكورونا وكان حلا ممتازا بالنسبة لى».

«إحنا فى وضع استثنائى مش عاملين حسابنا عليه»، قالها «فرحات»؛ حيث وقع بين خيارين إما أن يلزم منزله حتى استلام تعليمات العمل الجديدة فى ظل أزمة كورونا، أو الاستمرار فى مساعدة المرضى: «قابلتنا مخاطر الكورونا، والمفروض أن يغلق جميع الأطباء عياداتهم بلا استثناء، ولكن بالنسبة لأطباء الأسنان توجد مشكلة، وهى أن طوارئ حالات الأسنان ليس لها أى حل فى مستشفيات الطوارئ، فإذا ذهب المريض للمستشفى وقد وصل التسوس فى أحد ضروسه إلى حد العصب وهو (بيخبط رأسه فى الحيط من الوجع)، لن يتمكن أحد من مساعدته سوى بإعطائه حقنة لتسكين الألم؛ والحل الوحيد هو ذهابه إلى عيادة للأسنان؛ لذلك وجدنا أنفسنا مضطرين لفتح العيادات لاستقبال مرضى الطوارئ».

«الحاجة أم الاختراع»، جملة أجبرت «فرحات» على محاولة استغلال كل ما تقع (أو وقعت) عليه عيناه لمواجهة الأزمة، «فمنذ فترة، شاهدت فى هايبر ماركت (بالطو المطر) وهو عبارة عن مشمع فقط لا غير يمنع وصول المطر للجسم، وكانت فكرة استخدامه كوقاية كاملة لى (من شعر الرأس وحتى الجسم كاملا) ممتازة، بالإضافة إلى غطاء من البلاستيك للوجه مع الكمامة، ليكون الزى أقرب فى الشكل إلى البدلة الصفراء الخاصة بأطباء مستشفى العزل، وبذلك نتمكن من منع نقل العدوى إلينا بقدر المستطاع».

كان «بالطو المطر» بمثابة الحل السحرى لحماية «فرحات»، بالإضافة إلى «بساطتها وانخفاض تكلفتها»: «اشتريته بـ75 جنيها، وغطاء الوجه بـ30 جنيها»، كما عزم على نشر فكرته لمساعدة غيره: «نشرت صورة ليا بالزى على (فيسبوك) كنوع من المساعدة فى ظل الأزمة دى، وإن إزاى حاجة بسيطة ممكن تفرق مع ناس كتير».

لاقى «بالطو المطر» قبولا واسعا لدى العديد من أفراد «الجيش الأبيض»، وألهم الكثيرين لشرائه وتقليد الفكرة: «تواصل العديد من الزملاء معى لمعرفة التفاصيل ومن أين يبتاعون (البالطو)»، ولم يقف الإعجاب عند «عتبة الزملاء» ولكن امتد للمرضى أيضا: «كانوا مستريحين نفسيا للمنظر؛ لأنه كان دلالة على احتياطات الطبيب المعالج، بالإضافة إلى الاحتياطات الأخرى من تعقيم أيدى المرضى والمرافقين وأماكن جلوسهم».

«زيه زى البالطو الأبيض القماش ويمكن أحسن»، قالها «فرحات» وهو يشرح لـ«الشروق» طريقة التعامل مع «بالطو المطر»: «بين كل مريض وآخر أرشه بالكلور المخفف، ثم أمسحه بفوطة، وآخر اليوم أغسله بالمياه والكلور، لكن لم أجرب حتى الآن أن أضعه داخل (جهاز التعقيم) وهل سيسيح مع الحرارة أم لا»، متابعا: «ميزته أنه (مشمع) فبنقدر نرش عليه مياه وكلور بين كل حالة وأخرى، عكس (البالطو القماش) اللى بنفضل لابسينه طول اليوم ومش بيتغسل غير آخر اليوم برضو بمياه وكلور».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved