فتك ببعضهم الفيروس.. أطباء عرب يواجهون كورونا بالدول الغربية الموبوءة

آخر تحديث: الخميس 2 أبريل 2020 - 11:23 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

بشجاعة وبسالة، شارك العديد من الأطباء العرب في مكافحة فيروس كورونا المستجد، بالدول المؤبوة كإيطاليا وبريطانيا، لعلهم يستطيعون إنقاذ أرواح أهلها من الوباء الذي أودى بحياة الآلاف فيها، ليقدم بعضهم حياته ثمنا لمجازفته وتضحيته لإنقاذ المصابين، بعدما انتقلت إليهم عدوى الوباء الفتاك.

لم تكن تلك المساهمات هي الوحيدة فانطلق أطباء مصريين وعرب يشاركون في الدول الأوروبية وأمريكا للمساهمة في تطوير علاج لفيروس كورونا، بل وكانوا على رأس الفريق العلمي المطور للعلاج في بعض الجامعات الأجنبية.

جنود مجهولون في بريطانيا
في مستشفيات بريطانيا، التي شهدت تكاثف وإقبال شديد للمصابين، الذين زاد عددهم 25 ألف مصاب، بمعدل زيادة يومية وصلت لـ 3000 آلاف حالة، سارع الأطباء العرب يساندون زملائهم في علاج المرضى، بشكل تطوعي يداوون وينقذون ما يمكن إنقاذه، حتى فتك ببعضهم المرض، ليودي بحياة ثلاثة منهم.

ففي 3 أيام، أودى الفيروس بحياة 3 أطباء واستشاريين عرب، بداية من 25 مارس الماضي، عندما أعلنت مستشفى ويست ميدلسكس الجامعي في مدينة ايزلورث بالعاصمة لندن، عن وفاة الطبيب السوداني عادل الطيار، البالغ 63 عاما، جراح زراعة الأعضاء الذي تطوع لمساندة العاملين في قسم الطوارئ بالمستشفى، قبل أن يودى الفيروس بحياة الطبيب العراقي حبيب زيدي، البالغ 76 عاما، بعد يومين فقط، بمستشفى ساوث إند بمدينة إسكس الجنوبية.

 

 

ليلحق بهما الطبيب السوداني أمجد الحوراني، البالغ 55 عاما، الاستشاري في قسم الأنف والأذن والحنجرة، بمستشفى كوينز في مدينة بورتون، في اليوم التالي (28 مارس الماضي) بعدما تطوع لعلاج المصابين بكورونا في مستشفى جلينفيلد في مدينة ليستر.


وقال جافين بويل، المدير التنفيذي للمستشفى، إن الحوراني كان "مشهودا له بالتفاني في خدمة مرضاه"، مضيفا أن "أسرة العاملين بمستشفيات ديربي وبرتون الجامعية تنعي الفقيد ببالغ الأسى، لقد كان محلّ تقدير ومحبة من زملائه"، وفق ما نقلته شبكة "بي بي سي" البريطانية.

أطباء يرحلون في المستشفيات الإيطالية
وفي إيطاليا، البلد الأكثر تضررا في العالم من الوباء، كان للأطباء السوريين نصيبا من التضحية في سبيل إنقاذ المصابين بفيروس كورونا، إذ شهدت المستشفيات الإيطالية وفاة 3 أطباء من أصول سورية، ضمن أكثر من 12 ألف حالة وفاة، و105 ألف إصابة سجلتها البلاد.

ففي 18 مارس الماضي، توفي الطبيب عبد الستار عيروض، البلغ من العمر 80 عاما، بعد أن انتقلت إليه العدوى من أحد مرضاه في مدينة بيرجامو، قبل أن يزهق المرض روح الطبيب عبد الغني مكي، في 24 مارس الماضي، جراء انتقال العدوى إليه أيضا، ليلحق بهم الطبيب جيفونت مراديان، في 29 مارس الماضي، بعد إصابته بالفيروس.


طبيبة مصرية في فريق تطوير العلاج بأمريكا
وفي أمريكا، استطاعت الطبيبة المصرية هبة مصطفى، أستاذ علم الباثولجي بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، العمل على تحليل المعلومات حول فيروس كورونا، في محاولة الوصول إلى علاج للفيروس المستجد، ضمن فريق بحثى من الجامعة، بجانب مدير وحدة الفيروسات.

واهتم الفريق البحثي، الذي يضم الطبيبة المصرية، الحاصلة على درجة الدكتوراه في كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 2004، بالمراقبة الجينية للفيروسات والعلاقة بين التطور الفيروسي وشدة المرض، وتنفيذ التشخيص الجزيئي المبتكر في مختبر الأحياء الدقيقة السريرية.
الصومال ترسل أطباء إلى إيطاليا
ومع تفاقم الأزمة في إيطاليا، أرسلت الصومال، اليوم الأربعاء، مجموعة من الأطباء والمتخصصين الصوماليين (يبلغ عددهم 14 فردا) من جامعة مقديشيو الوطنية لدعم الأطباء الإيطاليين، وتقديم المساعدة لإيطاليا للتعامل مع عدوى الفيروس التاجي، وفق ما ذكرته صحيفة "napolitan" الإيطالية.

ونقلت الصحيفة على لسان هؤلاء الأطباء قولهم: "لقد تذكرنا مساعدة معلمينا لنا، كان جميعهم تقريبا من الجنسية الإيطالية، وقدموا من أجزاء مختلفة من إيطاليا، لمساعدة شعبا".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved