بعد رحيله.. تعرف على رؤية حمدي زقزوق في تجديد الخطاب الديني: إما التخلف أو الحضارة

آخر تحديث: الخميس 2 أبريل 2020 - 11:33 ص بتوقيت القاهرة

إسماعيل إبراهيم:

توفى الدكتور محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء ووزير الأوقاف الأسبق، مساء أمس الأربعاء، عن عمر يناهز الـ87 عامًا، بعد مسيرة ممتدة من العمل المهني والأكاديمي.

كان لـ"زقزوق" رؤية تجاه قضية تجديد التراث الديني، حيث رأى أن التراث لا يمكن التخلي عنه ولكن يمكن تنميته، وخلال محاضرته بالرواق العباسي في الجامع الأزهر، التي كانت بعنوان "علاقة العقل بالنقل: نظرة جديدة"، قال إن التراث كالميراث، فمن يرمي تراثه يوصف بالمجنون، ومن يبدده أحمق، ومن ينميه ويحافظ عليه هو العاقل.

كما أكد أنه ليس لدينا خيار، إما أن نعيش تراثنا أو أن نواكب العصر، ولا يوجد حل يجمع بين الخيارين، إما التخلف أو الحضارة.

وأضاف زقزوق: "لسنا مع الاستغناء عن التراث وتبديده، لكننا نريد أن ننميه كما يفعل العاقل، وهناك طرف آخر يريد أن يلغي التراث تماما، فنحن لو احتفظنا بالتراث دون إضافة فنحن بذلك نحنطه كما نحنط الأموات".

كما أكد زقزوق أن التراث به علم غزير، ولكن به جوانب سلبية، وليس هناك عيب في ذلك، فلابد أن يكون هناك نظرة علمية فاحصة، فنظرتنا للتراث يجب أن تكون متوازنة، مضيفا أن هناك أزمة في الفكر الإسلامي، أحد أوجهها هو تعاملنا مع التراث فلا يوجد هناك تبديد، والتبديد كفر وخروج عن الإسلام.

وأشار -في محاضرته- إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، نبهنا إلى التجديد، فقال إن الله يبعث على رأس كل 100 سنة للأمة من يجدد لها دينها، فالبعض يدّعي أن التجديد يعني فقط إحياء السنن وإماتة البدع، وهذا غير متصور، لأنه لم يكن في عهد الرسول قد اندثرت السنن وانتشرت البدع، فالتجديد هو ما يضمن استمرار الحياة.

وفي كلمة الدكتور محمود زقزوق في مؤتمر قراءة التراث الإسلامى بعنوان "التراث بين ضوابط الفهم وشطحات الوهم"، الذي نظمته كلية أصول الدين بقاعة الأزهر للمؤتمرات، قال إن التراث الإسلامي هو ميراث الأمة والمحافظة عليه وتنميته، ضرورة قصوى.

وتابع، خلال كلمته: "بعضنا يحاول أن يستخرج أسوأ ما في التراث لينشره للناس، وهذا ليس في صالح الإسلام، فالإسلام دين قائم على الكتاب والسنة وهما ليسا من التراث، فهناك فرق".

وأشار في حديثه إلى أن "الهجوم الذي يتعرض له الإسلام جاء بسبب الهجوم على التراث الإسلامي"، متابعا: "فعامة الناس لا يفرقون بين الإسلام والتراث، فالتراث قابل للإصلاح فهو عمل بشري، وهذا لا ينقص من التراث".

وأنهى حديثه بأن التراث ميراث بشري قابل للصواب والخطأ، "ونحن أمام هجمة شرسة للتراث وليس للإسلام، ولابد من التفريق بين الإسلام والتراث، مع تجنب خلط الأمور".

 

كلمة د/ محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق من مؤتمر قراءة التراث الإسلامى - مارس 2018

تم النشر بواسطة ‏مؤتمر قراءة التراث الإسلامي 2018‏ في الثلاثاء، ٣٠ أكتوبر ٢٠١٨

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved