الطيب: النشوز الذي يستوجب علاجا استثنائيا من الضرب لا يتعلق بالمشاحنات الأسرية العادية

آخر تحديث: الأحد 2 أبريل 2023 - 1:07 م بتوقيت القاهرة

هديل هلال

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر الشريف، إن «النشوز الذي يستوجب علاجًا استثنائيًا من الوعظ والهجر والضرب، غير متعلق بالمشاحنات العادية التي لا تخلو منها أي أسرة أو بيت».

وأضاف خلال تقديمه لبرنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «CBC»، صباح الأحد: «هل النشوز مجرد مخالفة الزوج لرأيه، أم المصارحة في التعبير عن رأيها، أو مراجعة زوجها لتحمله على تغيير رأيه، أو صوتها المرتفع أحيانًا، أو إظهار التبرم من شيء فعله الزوج أو قصر في أدائه، أو غيرها من المشاحنات التي لا تخلو منها أسرة أو بيت، بالغة ما بلغت الأسرة من الحرص على التجمل والتقيد بآداب التربية الراقية والسلوك المتحضر».

وأكمل: «والحقيقة أن شيئًا مما ذكر لا ينطبق عليه النشوز، ولا يجوز شرعًا أن يقابله الزوج بهجر زوجته أو ضربها كما هو الحال في تصرفات الزوج التي حددها القرآن الكريم في معاملة الناشز».

واستطرد: «ولو كانت المشاحنات والتوترات والنزاعات والضيق أو التبرم والتأفف، أشياء لا ينطبق عليها صف النشوز، فمن المرأة الناشز؟ وهل تحديد معنى النشوز أمر متروك تقديره للأزواج أم مصطلح شرعي محدد اللفظ والمعنى؟».

وأوضح أن «كلمة النشوز مأخوذة لغة من كلمة (النشز) التي تعني المكان المرتفع من الأرض»، قائلًا إن «كل أرض تخرج على طبيعتها في الاستواء، وتتميز بالارتفاع والعلو عن الوادي من حولها تسمى نشزًا او نشازًا».

ولفت إلى أن المصطلح منه «نشز» الرجل في مكان؛ إذا ارتفع مجلسه قليلًا عن مجالس من حوله، مضيفًا أن «المعنى أعير بعد ذلك على سبيل المجاز إلى الزوجة التي تنشز على زوجها؛ حين تستعلي وتستعصي على زوجها، وتمتنع عليه وتبغضه وتخرج عن طاعته وتكرهه».

وذكر أن «ذكر النشوز تكرر في القرآن والأحاديث النبوية، واستخدم فيما يكون بين الزوجين من كراهة كل واحد منهما صاحبه وسوء عشرته له»، مؤكدًا أن «النشوز كما يطلق على الزوجة وتوصف به، يطلق إطلاقًا متساويًا على الزوج ويوصف به».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved