في حياة المصري القديم (11).. كيف استخرج الفراعنة العطور من النباتات؟

آخر تحديث: الأحد 2 أبريل 2023 - 10:45 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

الراوي والحكايات جزء أصيل من ثقافتنا، كان الناس يجلسون أمام المقاهي يستمعون لحكايات أبوزيد الهلالي والزير سالم، وكان الأطفال يجتمعون لكي يسمعوا قصص الجدة في الدار، وفي رمضان تجتمع الأسر حول الحكايات الدرامية وأمام الفوازير، الحكاية تجذب الكثيرين، لذلك نقدم في سلسلة مكتوبة خلال شهر رمضان الكريم مجموعة من الحكايات التي تتعلق بالحضارة المصرية القديمة وتحديداً عن تفاصيل الحياة اليومية.

ويستمر حديثنا عن حياة الفرد المصري القديم وعلاقته بالطبيعة من حوله وتسخيره لها لصناعة أدوات مختلفة استخدمها في قضاء مصالحه أو اعتبرها زينة وحُلي وغيرها ومواد أخرى وُظفت في البناء والتعمير، وهو ما تحدث عنه كتاب "المواد والصناعات عند قدماء المصريين"، تأليف ألفريد لوكاس، وترجمة دكتور زكي إسكندر، وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وفي الفصل الخامس ينتقل لوكاس إلى مواد التجميل والعطور في حياة المصريين القدماء.

وفي الجزء الخاص بالعطور، قال لوكاس إنها كانت تتألف على الخصوص من الزيوت والشحوم العطرية، وكثيراً ما نص في الكتابات المصرية القديمة على ذلك، وفيما خلفه عدة مؤلفون من اليونان والرومان، وكان من الطبيعي في جو مصر الحار أن توضع الزيوت والشحوم على الجلد والشعر، ويُضاف لها مواد عطرية لتجعلها أكثر قبولاً وتخفي رائحتها المكروهة.

وكانت عملية عصر الزهور وراتنجات الصمغ والمواد العطرية الأخرى مع الزيت وفصل الزيت المشبع بالعطر، تتم بطريق البرم والكبس في قماش أو كيس بنفس الكيفية التي كانت تعصر بها قشور العنب وسويقاته، وتؤكد ذلك عدة تصاوير على جدران المقابر ومنها في مقبرة من الدولة الوسطى ببني حسن، وأخرى في نقش بارز من العصر البطلمي وموجودة في متحف شويرلير بهولندا، والعطر في كل الأمثلة المذكورة هو عطر زهور السوسن، وقال لوكاس: "وفقاً لما رواه العالم اليوناني ديوسكوريدس كان المصريون يعرفون جذور زهرة السوسن كعطر".

وورد في كتاب "النباتات الطبية في المدونات الأثرية والمرجع الإسلامية والمصادر المعاصرة"، أن استعمال العطور وصل إلى أعلى مستوى عند المصريين في طقوس العبادة واستعملها الكهنة في مراسيمهم الدينية، واتسعملت أيضاً في عمليات التحنيط الخاصة بحف الجثث".

كما أن البخور جزء من الروائح المستخدمة في مصر القديمة، وذكر لوكاس أنه لا يوجد أدنى شك أن البخور قد استخدم في تلك العصور، وقد ورد ذكر مواقد البخور في النصوص القديمة، كما أن تقديم البخور يرى في التصاوير الإيضاحية لكتاب الموتى، ومن بين أهم مواد البخور وكثرها شهرة الكندر "اللبان الدكر"، وتنبت أشجاره الصغيرة في بلاد الصومال، وجنوبي بلاد العرب، وأخرى في شرق السودان، لذلك فإن ما ورد في النصوص القديمة أن البخور كان يصل إلى مصر في الأسرة السادسة من عند القبائل الزنجية، ومن بلاد بونت لا يتعارض مع كونه يُزرع هناك بالفعل.

اقرأ أيضا: في حياة المصري القديم (10).. المغرة الحمراء لتلوين الأواني وزينة الوجه

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved