نوادر مملوكية (11).. اشتباك بالأيدي بين المشايخ والمماليك بسبب هلال رمضان

آخر تحديث: الأحد 2 أبريل 2023 - 10:58 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

استطلاع الهلال، هو الذي يحدد أن اليوم الذي يليها سيكون المتمم لشهر شعبان أم الأول من شهر رمضان، وعليه أما أن يصوم المسلمون، أو يفطرون إذ تعذرت رؤية الهلال، ففي بعد البلدان الإسلامية يرى الهلال، وبعضها يتعذر على أهلها رؤيته، ويروى أن هلال شهر رمضان سبب أزمة كبيرة في مصر خلال عصر المماليك، عندما رأى بعض أهلها الهلال والبعض الآخر لم ير، فصام من رأى وأفطر من لم يره، فوقع خلاف بين المماليك والمشايخ وصل إلى الاشتباك بالأيدي.

وتسرد جريدة "الشروق"، ما رواه المؤلف محمد منسي قنديل بكتابه "لحظة تاريخ"، عن خلاف المماليك والمشايخ على رؤية الهلال بعهد السلطان قانصوه الغوري.

وذكر "قنديل": "في ليلة الشك برؤية الهلال صعد المماليك الجراكسة إلى سطح مسجد المتولي بخلاف العادة والتي كانت في السابق أمرا خاصا بالقضاة والمشايخ، ولينزل المماليك معلنين رؤية الهلال؛ ما أثار فرح الناس وإضاءة المشاعل بالشوارع والدكاكين".

وتابع: "ثم صعد القضاة والمشايخ لرؤية الهلال، فلم يجدوه فنزلوا وطلبوا من الناس إطفاء المشاعل، فغضب المماليك لعصيان الناس عليهم، واتباع الشيوخ فأمروا بإضاءة المشاعل، فأتى شيخ وقال للناس أيعلمنا الجراكسة الدين يعني بذلك المماليك البرجية، وكانوا من أصول شركسية روسية".

وأكمل قنديل: "كرر المصريون إطفاء المشاعل وإنارتها أكثر من مرة، حتى أجتمع حشد من الشيوخ المعممين محتجين فقدم إليهم المماليك، وشد أحدهم لحية شيخ من الشيوخ، فضربه الشيخ بالمركوب فاشتعل اشتباك بالأيدي بين الشيوخ والمماليك، تمزقت بسببه ملابس الطرفين".

وأضاف: "ذهب الفريقان إلى التحاكم عند السلطان الغوري بالقلعة، فاختار حلا وسيطا بأن يفعل كل طرف ما يراه".

وبحسب "قنديل"، أمضى المصريون اليوم التالي، بين صائمين ومفطرين، تبعا للخلاف بين المماليك والمشايخ والقضاة.

اقرأ أيضا: نوادر مملوكية (10).. حكاية الرضيع الذي حكم مصر

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved