بينها التهديد بالطلاق والزواج بأخرى.. شيخ الأزهر يوضح مظاهر نشوز الرجل

آخر تحديث: الأحد 2 أبريل 2023 - 12:47 م بتوقيت القاهرة

هديل هلال

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر الشريف، إن «النشوز كما يطلق على الزوجة وتوصف به، فإنه يطلق إطلاقًا متساويًا على الزوج ويوصف به».

وأضاف خلال تقديمه لبرنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «CBC»، صباح الأحد، أن نشوز الزوج معناه إضراره بزوجته وجفاؤها وضربها، وهو ما نص عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: «وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا».

وأوضح أن «من مظاهر نشوز الزوج: إغضابه لزوجته لأتفه الأسباب، والتحامل عليها والتعدي عليها بلعنها ولعن أهلها، وترك المنزل طوال اليوم والعودة للمبيت فقط، وتهديدها بالطلاق والزواج بأخرى، والسخرية منها زينتها ومظهرها وطعامها ومستواها الاجتماعي والثقافي، وغير ذلك مما تمتلئ به البيوت من تلك المكروهات شرعًا وعرفًا وإنسانية».

وأشار إلى أن تعبير القرآن بالخوف من النشوز في قوله تعالى «واللاتي تخافون نشوزهن»، يظهر أن «النشوز بمعنى التمرد والاستعلاء، ليس خلقًا ثابتًا في طبيعة المرأة بحيث يتوقعه كل زوج من زوجته، بل الأمر على عكس ذلك».

وأكد أن «الأصل في الحكمة من الزواج وفيما يبينه القرآن ليس النشوز، وإنما الجمع بين الزوجين بالمودة والرحمة والعشرة بالمعروف والإمساك بإحسان والسكن المتبادل بينهما»، قائلًا إن «النشوز في هذا الجو الأسري لو حدث أمر طارئ ومرض عارض كسائر الامراض التي لا تذهب إلا بعلاج حاسم ينقذ بنيان الأسرة من التصدع والسقوط».

وأكمل: «ونقول إنه علاج للزوجة الناشز وليس عقوبة لها، فالعقوبة مستحقة على ذنب لا يبقى أثره بعد استيفاء العقوبة ويصبح المذنب بعدها حرًا طليقًا، ولا كذلك أمر الزوجة الناشز فهي أشبه بحالة مريض يطلب علاجًا يزول به هذا المرض، والعقوبة مطلوبة مع انتهاء الذنب وزواله والعلاج مطلوب ما بقي المرض، فإذا ذهب المرض فلا حاجة للعلاج».

وذكر أن «ضرب الزوجة الناشز أو الزوج الناشز من باب العلاج وليس باب العقوبات»، لافتًا إلى أن أول مرحلة من مراحل العلاج الإلهي ما عبر عنه القرآن الكريم بالوعظ في قوله «فعظوهن».

ونوه أن «المراد بالوعظ في الآية الكريمة، ليس ما يتبادر من إطلاق اللفظ في المخاطبات الدارجة من الإتيان بواعظ يعظها؛ بقدر ما هو تذكير لها من زوجها بما يتمتعان به من نعمة وستر وعافية يغبطهما عليهما كثير من الناس، وأنها إن لم تراجع نفسها وتتدارك أمرها فإن نشوزها سينتهي بهما معا إلى الطلاق».

ولفت إلى أن «الزوج يبين لزوجته أن الطلاق ليس نزهة ولا خلاص من هم وتعب، وإنما طريق مملوء بالأشواك والعقبات»، معقبًا: «ويضرب لها مثلا بأزواج كثيرين ندموا بعدما أفاقوا من سكرة الطلاق، وتأكد لكل من الزوجين أن ما كان يظنانه همًا وتعبًا في حياتهما هو جنة بالقياس إلى الجحيم الذي سقطا فيه وأن البحث عن رحلة العودة هم ثالث قد تتم أو لا تتم».

واختتم: «فالعلاج الأول الوعظ والتذكير بالخوف من الله، والتحذير من عواقب الطلاق، وأمرّها على النفس شماتة الأعداء، وافتقاد بيت الزوجية وما كان بين جنباته من مودة ورحمة وألفة وبهجة وزوج وأولاد».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved