من حكايات كليلة ودمنة (8).. القط والفأر.. المعنى الحقيقي لصداقة المصلحة

آخر تحديث: الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 3:10 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

تحوي بين أسطرها الكثير من المواعظ والعبر، ورغم أن أبطال حكاياتها من الحيوانات، إلا أن ما فيها من مواقف وطرائف لا تغيب عن معاملات الإنسان لتكن كل من حكايات كليلة ودمنة درسا من دروس الحياة.

وتسرد "الشروق"، ما ورد بشأن حكاية القط والفأر وعلاقتها بصداقة المصلحة، وكيف يتعامل بها العاقل دون أن يصيب نفسه بالأذي.

ويحكى أن فأرا يدعي فريدون كان يقيم بجحر أسفل شجرة يقيم بأعلاها قط يدعي رومي.

وخرج الفأر ذات يوم فرأى القط وقع في شبك الصياد ففرح كثيرا وسرعان ما تبدل فرحه خوفا حين رأى بومة تحدق به من الأعلى وابن عرس يتربص به من خلفه، والقط مربوطا من أمامه فأيقن الفأر بالهلاك.

لجأ الفأر للتفكير كي لا يكون عاجزا أمام محنته ورأى أن صلحا مع القط عدوه اللدود سيحل مشكلته.

وحدث الفأر القط وسأله عن حاله فأجاب رومي هذا الذي كنت تتمني من قبل فقد وقعت بشبك الصياد.

والتزم الفأر الصدق مع القط ورد عليه بأنه أسعد ما حصل لي ولكني في محنة واحتاج صلحك علي أن تنقذني من البومة وابن عرس، وأرد لك الجميل فأخلصك من شبكة الصياد.

وافق القط فاقترب الفأر منه ليري البومة وابن عرس، أنه صار صديقا للقط فخافا منه ورحلا عنه، وجاء دور الفأر لرد الجميل.

بدأ الفأر يقرض الشبك ولما وجده القط بطيء ذكره بالعهد الذي بينهما ورد الجميل.

ورد الفأر بحكمة وقال للقط، إنك صديق مضطر لا صديق مطيع وإن علي أن أوفي العهد مع الحرص منك لذلك أبطأ حتى أبقى عقدة واحدة في حبلك لا أفكها حتي تكون مشغولا عني.

وفعل الفأر ذلك بالفعل حين قدم الصياد وانشغل القط بمصيبته حل الفأر آخر عقدة حول القط وهربا الاثنين كل لبيته ورحل الصياد بحباله المقطعة.

ونادى القط الفأر في اليوم التالي طالبا منه أن يفتحا صفحة جديدة فقال له الفأر، إن صداقتنا كانت لمحنة والآن عاد كل شيء لأصله فلا أقترب منك فأهلك، وكذلك على كل صديق أن يتقي صديقه إذا تبدل حاله أو ظهر منه الشر اتقاء أن تتحول الصداقة لنقمة على صاحبها.

وأضاف الفأر، إن العاقل من يلجأ للتحالف مع عدوه حين وقت مصلحته دون أن ينجر لصداقة وهمية ليست مبنية على المحبة.
أقرأ أيضاً:

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved