«أجدادنا صنعوا التاريخ وإحنا بنحييه».. كواليس ترميم ضريح وقبة الإمام الشافعى

آخر تحديث: الأحد 2 مايو 2021 - 5:50 م بتوقيت القاهرة

سهام عيد:

بعد 5 سنوات من الإغلاق، عاد ضريح الإمام الشافعى لاستقبال محبيه من جديد، إذ اعتاد المصريون على زيارة الضريح لبث شكواهم فى طقس شعبى متعارف عليه، بحى الخليفة جنوب شرقى العاصمة المصرية.

وافتتح وزير السياحة والآثار المصرى، الدكتور خالد العنانى، أخيرا، ضريح وقبة الإمام الشافعى بعد الترميم بحضور الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وخالد عبدالعال، محافظ القاهرة، وجوناثان كوهين، السفير الأمريكى بالقاهرة، والدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية المصرية السابق.

يقع الضريح بشارع الإمام الشافعى بقلب قرافة الإمام الشافعى، بالقرب من ميدان السيدة عائشة، شيده السلطان الكامل الأيوبى عام 608 هـ ــ 1211م، تعظيما للإمام الشافعى ثالث أئمة مذاهب الفقه السنية الأربعة.

ويعد هذا الضريح المغطى بقبة خشبية مزدوجة من أعظم مبانى ذلك العصر وأجملها زخرفة، فهو يتكون من مساحة مربعة طول ضلعها من الداخل 15م وله جدران سميكة جدا مما يؤهلها لحمل قبة ضخمة.

فى حالة متداعية لمعالجة هبوط أرضى وإعادة إحياء ما أهلكه الزمن، اكتسى الضريح بحلة جديدة زادته إشراقا وجمالا، حيث بدت الزخارف الإسلامية مبهرة وواضحة بعد أن كاد يطمسها الزمن.

فى هذا السياق، تكشف الدكتورة مى الإبراشى، المسئولة عن تنفيذ الترميم، تفاصيل المشروع الذى بدأ فى عام 2016 وتم الانتهاء منه عام 2021 تحت إطار مبادرة «الأثر لنا» وبتمويل من صندوق السفراء الأمريكى للحفاظ على التراث، وتحت إشراف وزارة السياحة والآثار.

ولفتت الإبراشى إلى أن المياه الجوفية التى تسببت فى هبوط أرضية الضريح والرطوبة الموجودة فى جدرانه، كانت أبرز المصاعب التى واجهت فريق الترميم منذ البداية.
وأوضحت الإبراشى للشروق أن أعمال الترميم تمت على مرحلتين خارجية وداخلية، إذ شملت أعمال الترميم الخارجية ترميم الجص المزخرف، فيما تضمنت الأعمال الداخلية ترميم الأخشاب الملونة، والتكسيات الرخامية الملونة ذلك بالإضافة إلى الإصلاحات الإنشائية للمبانى، وأعمال ترميم الأسقف والتبليط.

كما أُجريت مجموعة من أعمال الترميم الخاصة مثل ترميم التوابيت الخشبية والمقصورات والتكسيات الرصاص، والعشارى، كما تضمنت أعمال الحفائر وتحديث نظام الإنارة وإضافة لوح توضيحية، وتضمن المشروع أيضا توثيقا شاملا للمبنى وتفاصيله الزخرفية.

كما كشفت الإبراشى عن العثور على ضريح قديم للإمام الشافعى يعود للعصر الفاطمى، بالإضافة إلى العثور على ألف قطعة من العناصر المزخرفة أثناء أعمال الترميم، موضحة أنه «لا توجد أى إشارات فى المراجع التاريخية عن الضريح القديم المكتشف، لكن ما نعرفه أن الشافعى دفن فى البداية فى مقبرة عائلة ابن عبدالحكم، وتحول المدفن إلى مزار بعد دفن الشافعى فيه، ويدل طراز الضريح القديم على أنه يعود إلى العصر الفاطمى أى منتصف القرن الثانى عشر الميلادى».

ولفتت الإبراشى إلى أن هناك مرحلة أعمال جديدة، سيتم خلالها إنشاء مركز زوار ملحق بالقبة، لعرض المكتشفات وسرد قصة القبة ومحيطها بأسلوب تفاعلى شيق.
من جانبه، أوضح طلعت إبراهيم ــ فنى أرابيسك ــ أن وزارة الآثار استدعته هو وزملاءه من معهد الحرف الأثرية لفك وتركيب المنبر، مضيفا: «كان لى الشرف إن أشتغل فيه والحمد لله الخرط كله اللى كان فيه مكسر أنا الحمد لله رميته ورجعته زى مكان».

وأضاف إبراهيم المسئول عن الخرط العربى أو خط المشربيات فى معهد الحرف الأثرية: «كان بعض الشغل العربى اللى موجود فيه منه متهالك ومنه مفقود من أثار الزمن»، مضيفا أنه ظل يعمل لأكثر من 7 أيام متواصلة فى المنبر فقط.
من جانب آخر، لفت إبراهيم إلى أن معظم الشغل الأثرى أو المساجد الأثرية أو الكنائس الأثرية تصميمها متشابه، مضيفا: «هناك كنائس قديمة بها مشربيات وشغل عربى بيبان طابع إسلامى قبطى بيسموه قطاع أثار إسلامية قبطية لأن معظم الشغل اللى موجود هنا هتلاقيه موجود فى كنائس قديمة، الأبواب، الشبابيك، شغل أرابيسك، كله موجود».

وعبر إبراهيم عن سعادته لمشاركته فى إحياء الأماكن الأثرية، مؤكدا: أجدادنا صنعوا التاريخ واحنا بنحيه.
واختتم: «طول ما احنا عايشين على وش الأرض ونقدر نشتغل ونقف ننتج ونعرف نعمل الشغلانة دى أو الحرفة دى أو الصنعة دى لازم نتقن فيها، الناس دى تعبت عشان تعمل تاريخ، واحنا مينفعش نهدره، لاء لازم نحيه منموتوش هى دى مقولتى من حياتى».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved