أصوات من نور (20).. الشيخ القهاوي: صوت من ذهب انصهر قبل أوانه

آخر تحديث: الأحد 2 مايو 2021 - 12:28 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

تواصل «الشروق»، نشر حلقات سلسلة أصوات من نور، وفي هذه الحلقة نستعرض ملامح من حياة القارئ الشيخ القهاوي أحد أعلام دولة تلاوة القرآن الكريم.

والشيخ القهاوي هو أحد القراء الذين ظهروا في عصر الشيخ محمد رفعت، بل إنه كان أحد الأصوات التي يميل الشيخ محمد رفعت إلى سماعها، حسبما يقول الكاتب الصحفي الراحل محمود السعدني في كتابه "ألحان من السماء".

وعنه قال الشيخ رفعت، إن القهاوي كان صوته من أجمل الأصوات وأرقها وأعذبها وأشدها حنينا وحنانا وضراعة.

وكان الشيخ القهاوي فنانا يعشق الليل، ولم يره أحد في الشارع قبل الغروب - كما يقول السعدني - وربح كثيرا وأنفق ما ربحه في مجالس الأصدقاء.. وكان من أصدقاء الشاعر حافظ إبراهيم، والشيخ البشري، والدكتور محجوب ثابت.

وكان القراء يرفضون الاشتراك معه في ليلة واحدة، فقد كان الجمهور يرفض أن يستمع لأحد بعد الشيخ القهاوي. حدث مرة في حي السلخانة أن قامت معركة في مأتم كان يقرأ فيه الشيخ القهاوي، مات فيها أربعة، ونقلت عربات الإسعاف أكثر من 10 إلى المستشفيات، وكان السبب هو الشيخ القهاوي، وسجل محضر البوليس أن المعركة نشبت لأن أحد الفريقين المتنازعين قال كلاماً اعتبره الفريق الآخر ذماً في الشيخ.

زمات الشخ القهاوي وعمره 49 عاما وهو في قمة مجده، ولم يترك خلفه إسطوانة واحدة تسجل صوته.

ومن الذين قلدوا طريقته هو الشيخ محمود علي البنا، مع أن البنا لم تتح له فرصة الاستماع إلى صوت القهاوي.

وقال عنه الشيخ الصيفي، إن كل الأصوات التي سمعتها و ستسمعها من خشب، وصوته وحده كان من الذهب، لكنه مات قبل الأوان.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved