متحف المخطوطات بجناح الأزهر يوضح دعمه حرية الفكر ونبذ التعصب الديني لعقود طويلة

آخر تحديث: الجمعة 2 يوليه 2021 - 10:19 ص بتوقيت القاهرة

ياسمين سعد

شهد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في الساعات الأولى من فتح أبوابه للجمهور، أمس الخميس، إقبالا ملحوظا من رواد المعرض في ظل الالتزام التام بكافة الإجراءات الاحترازية، حفاظا على السلامة العامة للزوار والعاملين.

ويشارك الأزهر الشريف للعام الخامس على التوالي بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ٥٢ وذلك انطلاقًا من مسئولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان منها: قاعة افتراضية للندوات، وركن للفتوى، وركن للخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

"يهدف متحف المخطوطات والصور والوثائق بجناح الأزهر الشريف إلى نبذ التعصب الديني، وتأكيد وطنية علماء الأزهر، ودعمه للفكر المستنير على مدار عقود طويلة"، هكذا قال الأستاذ أحمد كامل مسئول متحف المخطوطات.

شرح "كامل" للشروق، مناسبات التقاط بعض الصور المعروضة لجمهور معرض الكتاب داخل متحف المخطوطات بجناح الأزهر الشريف والتي تؤكد على وطنية علماؤه، حيث توضح إحدى الصور، زيارة الإمام عبد الحليم محمود للثكنات العسكرية قبيل حرب عام 1973، بينما توضح إحدى الصور مقابلة شيخ الأزهر الأسبق عبد الرحمن تاج مع الرئيس نهرو رئيس الهند، بجانب صورة أخرى توضح اجتماع هيئة كبار العلماء من أجل مناقشة أوضاع القضية الفلسطينية.

كما أكد "كامل" أن هناك بعض الصور التي يعرضها جناح الأزهر الشريف لتحث الناس على نبذ التعصب الديني، والتأكيد على مباديء الوحدة الوطنية، وذلك من خلال عرض صورة قمص قبرص مع فضيلة الشيخ محمود شلتوت، بينما تهدف صور أخرى لدعم حرية الفكر، مثل صورة اتخذت من عشرات السنين، توضح اجتماع هيئة كبار العلماء وهم يشاهدون فيلما سينمائيا.

يعرض متحف المخطوطات أيضا مجموعة من أبرز المخطوطات، منها مصحفا شريفا مرسوما باليد للرسام علي لطفي سنة 1313 هجرية، ويضم في أولى صفحاته مجموعة من المآذن بنقش يمكن قراءته من اليمين ومن اليسار "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وأكثر ما يميز المصحف أن راسمه جمع القرآن الكريم في 19 صفحة فقط.

كما يضم المتحف مخطوطة "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" للقزويني وهي أشهر كتاب إسلامي يتناول الكوزموجرافيا، كما يحتوي على رسومات تخطيطية عديدة للكواكب، وأكثر من 400 منمنمة ولوحة، وأكثر ما يميز هذه المخطوطة مجموعة من الرسوم الملونة، ووضوح هذه الألوان رغم مرور مئات السنين على رسمها، فضلا عما تعنيه من استخدام الإنسان المسلم للصور، وإيمانه بأهميتها في إيصال المعلومات وتوثيقها، وتأكيدها في ذهن القارئ منذ قديم السنين.

ويحتوي الجناح أيضا على مخطوطة خاصة برصد مراحل القمر لابن يونس المصري، وقد كان ابن يونس -الذي توفى في عام 399هـ/1009م بالقاهرة- راصدا رفيع المنزلة للظواهر السماوية، وعالما نظريا، وهو ينتمي إلى أسرة اشتهرت بالعلم.

يذكر أن الدورة 52 من معرض القاهرة الدولى للكتاب تضم 756 جناح، ويبلغ عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والأجنبية بها 823 دار نشر، وتقام بمشاركة 25 دولة من مختلف قارات العالم بواقع 7 دول إفريقية السودان، جنوب السودان، ليبيا، المغرب، تونس، إرتريا، الصومال، 12 دول اسيوية هي العراق ، الكويت، الامارات، الاردن، السعودية، لبنان، اليمن، فلسطين، البحرين، سوريا، اليابان، كوريا، و5 دول أوروبية هي صربيا، روسيا، اليونان، بريطانيا، اسبانيا، بالإضافة إلى أمريكا.