ناشطون في كولومبيا يواجهون تهديدات بالقتل بسبب دفاعهم عن البيئة

آخر تحديث: الأحد 2 أغسطس 2020 - 11:42 ص بتوقيت القاهرة

(د ب أ):

على مدار أربع سنوات حتى الآن، ظل الناشط الكولومبي المنتمي للسكان الأصليين المدافع عن البيئة ميلتون كوندا، يعاني من الخوف على حياته.

وقال كوندا، 40 عاما، لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، من بلدة فلوريدا في منطقة كاوكا المنكوبة بالعنف جنوب غربي كولومبيا: "لقد ترك مجهولون رسائل تهديد لي أمام محل إقامتي في 2017عامي و2018 ومايو الماضي، وأخبرتني أحدثها أنه يجب علي أن أغادر وإلا سوف أصبح هدفا عسكريا".

كما تلقى كوندا مكالمتين هاتفيتين للتهديد من أشخاص لم تتضح هويتهم.

ويقول كوندا، وهو أب لطفلين يسعى للحصول على مشورة من شيوخ جماعته العرقية "ناسا" بشأن احتمالية مغادرة المنطقة: "لا يمكنني النوم بسلام".

وهناك من الأسباب ما يدعو كوندا للشعور بالقلق، ففي كولومبيا، قُتل عدد من نشطاء الدفاع عن الأرض والبيئة العام الماضي أكبر من أي بلد آخر، وفقا للمنظمة غير الحكومية "جلوبال ويتنس" التي سجلت 64 حالة قتل من هذا النوع في عام 2019 في كولومبيا.

وهذا العدد يزيد بنسبة 150% عن عام 2018، ويشكل 30% من عمليات القتل الموثقة على مستوى العالم.

وقال ليوناردو جونزاليز، من منظمة إنديباز غير الحكومية التي تراقب عمليات القتل، إن وباء كورونا لم يوقف، بل ربما أدى إلى تأجيج، عمليات اغتيال نشطاء المجتمع المدني لأن "الجماعات المسلحة يمكنها بسهولة أكثر العثور على من تريد قتله من الأشخاص لأنهم مقيدون بالبقاء في منازلهم".

ويقود كوندا، حملة ضد بناء طريق سريع يزيد طوله على 1400 كيلومتر من بويرتو كارينو إلى بوينافينتورا، والذي سوف يمر عبر خمسة محميات جبلية للسكان الأصليين.

وقد وصفت الحكومة المشروع بأنه مفيد اقتصاديا لـ16 مليون شخص، لكن كوندا يقول إنه سوف يدمر اثنين من النظم البيئية الفريدة في جبال الأنديز والتي تحتوي فيما بينها على 365 بحيرة.

كما عارض الناشط خططا لبدء مشاريع التعدين في المنطقة، ويتهمه أولئك الذين يهددونه، والذين يعتقد أفراد طائفته أنه يمكن أن يكونوا من القوات شبه النظامية، بمنع "التنمية".

ويواجه النشطاء الذين يدعمون حماية البيئة وحقوق ملكية الأراضي وحقوق الإنسان وغيرها من الحقوق تهديدا مستمرا من الجماعات المسلحة، مع فشل اتفاق السلام لعام 2016 مع "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) في استعادة الهدوء.

وتم تسريح نحو 7 آلاف مسلح من فارك، لكن الجماعات المسلحة الأخرى تتنافس الآن على السلطة في المناطق التي انسحب منها هؤلاء المسلحون.

وقتل ما يقرب من ألف ناشط في كولومبيا منذ التوقيع على اتفاق السلام حتى منتصف يوليو الجاري، وفقًا لمنظمة إنديباز .

ويهدد منشقون عن فارك، وهم "جيش التحرير الوطني"، ومجموعات شبه نظامية وعصابات إجرامية، بل ويقتلون، الأشخاص المعارضين لوجودهم وأنشطتهم، مثل التعدين غير المشروع والاتجار بالمخدرات في أنحاء المناطق الريفية.

ونسبت "جلوبال ويتنس"، ثلث حالات القتل الـ64 التي وثقتها في كولومبيا إلى العصابات الإجرامية والمجموعات شبه النظامية.

وكان 14 شخصا من الضحايا قد دعموا أو شاركوا في برامج للتخلي عن زراعة الكوكا –وهو النبات الذي يصنع منه مخدر الكوكايين- وزراعة محاصيل أخرى بدلًا منه.

وقال جونزاليز، إن النشطاء يستهدفون بسبب معارضتهم للزراعة الأحادية –وهي زراعة محصول واحد فقط في منطقة معينة - أو للتنقيب عن النفط.

وكان نصف ناشطي حماية البيئة الذين قتلوا في عام 2019 من السكان الأصليين، على الرغم من أنهم يشكلون 4% فقط من سكان كولومبيا، وفقا لمنظمة جلوبال ويتنس.

وزودت حكومة الرئيس الكولومبي إيفان دوكي الآلاف من الناشطين بالحراس الشخصيين والإجراءات الأمنية الأخرى، لكن المنتقدين يقولون إن الحكومة اليمينية المؤيدة لرجال الأعمال ليس لديها التزام قوي تجاه حماية الأشخاص الذين يعارضون البنية التحتية أو المشروعات الاقتصادية الأخرى.

ويقول كوندا، إنه تم سحب أحد حارسيه الشخصيين وسيارة كانت قد خصت له، جيث زعمت السلطات أن الوضع الأمني ​​قد تحسن.

وأشارت جلوبال ويتنس، إلى أن نحو 90% من حالات قتل المدافعين عن حقوق الإنسان تمر دون عقاب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved