مهندسون يبتكرون تصميما لكورنيش الإسكندرية لحل أزمة اختفاء البحر خلف المطاعم

آخر تحديث: الإثنين 2 أغسطس 2021 - 11:13 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

تتراطم الأمواج الزرقاء متسابقة نحو حافة كورنيش الإسكندرية، في صباح يملؤه الإشراق وتغريد النورس، لكن ذلك المظهر يمر كل يوم ولا يجده أهالي الإسكندرية، الذين تفصلهم أمتارا عن البحر؛ نتيجة هيمنة الكافيهات والمطاعم على الكورنيش، التي جعلت متعة التحديق في البحر، غالية الثمن، وحكرا على الأغنياء؛ لذلك سارع فريق هندسي من شباب الإسكندرية بالبحث عن الحل، واضعين نصب أعينهم رد المتعة البريئة المجانية في رؤية البحر، للأهالي، في خطة واعدة لتطوير كورنيش الإسكندرية.

وأجرت "الشروق" حوارا مع فريق "A+ architects"؛ لاستعراض تفاصيل الخطة الجديدة لتسهيل التواصل البصري بين أهالي الإسكندرية والكورنيش، وحل أزمة هيمنة المقاهي على الواجهة المائية.

الكورنيش السجين.. فريق هندسي يجد الحل لأزمة اختفاء منظر بحر اسكندرية عن العيون خلف المطاعم والكافيهات

يقول المهندس أحمد ناصر، إن انتشار المقاهي والمطاعم على كورنيش الإسكندرية، أصبح ظاهرة سيئة فى الآونة الأخيرة؛ لأنها مع حجبها منظر البحر الذي اعتاده السكندريون، فهي تكلف المواطن، المال، للاستمتاع بالبحر، كما تعيق حركة المتنزهين على الكورنيش، الذي تحول مع الوقت لصف لا ينتهي من المقاهي وعربات الباعة الجائلين.

وأضاف أن الفكرة بدت للفريق مع موجة إزالات قامت بها المحافظة لبعض تلك المقاهي، فكانت رؤيته باستغلال تلك المساحة المستردة من قبضة المقاهي، وتطويرها وجعلها منطقة صالحة للتنزه ورؤية البحر، دون تكاليف مالية أو عوائق للمشي والرؤية.

وتابع أنه يطمح لأن تكون الإسكندرية محط أنظار الحكومة المصرية في الموجة المتنامية مؤخرا من تطوير المساحات المطلة على الواجهات المائية، على غرار التعامل مع كورنيش الأقصر وممشى أهل مصر.

ولفت إلى أن الفريق بدأ في الفكرة، التى يطمح أن يكون بعدها خطوات من قبل الحكومة لتطوير الكورنيش.

ويقول المهندس محمد الأباصيري، من الفريق، إن فكرة تنفيذ التطوير بسيطة وتعتمد على العناصر الموجودة في المتناول؛ ليسهل على الدولة تنفيذها، على غرار مشروعي ممشى أهل مصر وكورنيش الأقصر.

ويضيف أن التصميم الموجود في الخطة، يعتمد أكثر من مرحلة، أولها تهيئة المساحات المفرغة من المقاهي على الكورنيش، بينما تكون المرحلة التالية توفير مرافق تجارية غير معيقة لخدمة المتنزهين، التى تتمثل في الأكشاك المتحركة التى لا تأخذ حيز من المساحة المفتوحة.

وأشار إلى أنه رغم تخوف الكثيرين من أن تبوء الخطة المقترحة لتطوير الكورنيش بالفشل، وتتحول لمجرد تشويه جديد، إلا أن ذلك غير متوقع؛ إذ أن الخطة الجديدة ليس لها أهداف استثمارية، وإنما الهدف الأساسى منها هو توفير التواصل البصري بين الأهالي والبحر، وتحويل مساحات الكورنيش المطلة على الواجهة المائية إلى بقع اجتماعية يستفيد منها الأهالي.

وعن طبيعة إعداد المناطق المستغلة لتكون ملائمة لحاجة الأهالي في التنزه، يقول المهندس شادى منصور، إن تصميم المشروع يعتمد على تقسيم المساحة المستغلة من الكورنيش على مستويين من الارتفاع بشكل مدرج، بحيث يتم استخدام المستوى الأعلى للمشاة، بينما يستغل المستوى الأدنى للجلوس، في حين لا يحجب الجلوس، منظر البحر عن المشاة.

ويضيف أن المواد المقترحة لعمل الجلسات المجانية على البحر، منها مواد تتحمل عوامل الجو المختلفة وقادرة على الاستمرار، مثل الخشب والرخام، كما سيتم توفير إنارة جيدة للمساحات المستغلة؛ نظرا لوجود أزمة إنارة في الوقت الحالي على كورنيش الإسكندرية.

ويتابع أن الخطة تتضمن أيضا إضافة لمسات فنية من التراث السكندري على المساحات المستغلة؛ للإسهام في إعادة الطابع السكندري للمدينة، الذي شوهه انتشار المشاريع الربحية المستغلة على الكورنيش.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved