يضم أعمال كلود مونيه وجوجان ورينوار ومانيه: مختارات من الفن الأوروبى فى قصر عائشة فهمى بالزمالك

آخر تحديث: الجمعة 2 أكتوبر 2020 - 7:47 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ نهال وهبى:

القصر من أبرز المعالم الثقافية والأثرية فى مصر.. يعود تاريخه لعام 1907
خبيرة بدار مزادات كريستز العالمية: عرض ما تمتلكه مصر من أعمال فنية غربية سيضع متاحف مصر على خريطة المؤسسات الفنية العالمية

رأينا فى هذه الأيام فى مصر منظر حضاريا رائعا تمنيناه جميعا حين نراه فى البلاد المتقدمة التى ترعى الفن وتهتم بالتنمية الثقافية للفرد والمجتمع، فيقف على أبواب قصر عائشة فهمى، مجمع الفنون بالزمالك صفوف من شباب مصر الواعى ودارسو الفنون بالإضافة إلى محبى الفن من المصريين والأجانب، ينتظرون أدوارهم فى شغف وفضول لزيارة وتأمل معرض كنوز متاحفنا الفنية الخامس «مختارات من الفن الأوروبى» الذى يتضمن مجموعة من أهم الفنانين الأوروبيين النيو كلاسيكيين والتأثريين وما بعد التأثريين ومنهم كلود مونيه، بول جوجان، بيير أوجست رينوار، إدوارد مانيه، إدجار ديجا، كاميل بيسارو، فرانسوا رودان وغيرهم من رواد الفن الأوروبيين.

يعد قصر «عائشة فهمى» من أهم المعالم الثقافية والأثرية البارزة فى مصر، شيد القصر فى ١٩٠٧على يد المصمم الإيطالى «أنطونيو لاشاك». عائشة فهمى هى زوجة الفنان يوسف وهبى وكريمة على باشا فهمى كبير ياوران الملك فؤاد الأول، وبعد وفاته اشترت عائشة فهمى نصيب أخواتها فى القصر ليكون ملكا لها. وانتقلت ملكية القصر إلى الدولة بعد وفاتها وكان مكتبا لدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة (وزير الثقافة والإرشاد القومى ١٩٥٨ــ ١٩٦٢) سابقا. وقام الكاتب يوسف السباعى وزير الثقافة السابق عام 1975 بضم القصر إلى هيئة الفنون والآداب، قطاع الفنون التشكيلية حاليا وعملت الوزارة على تطوير القصر ليكون مركزا لبث الثقافة والفن للمجتمع.

ويعد متحف محمد محمود خليل من أهم المتاحف فى مصر والمنطقة فى مجال الفنون حيث يضم مجموعة هائلة من رواد الفن العالمى من تصوير ونحت وخزف وجوبلان وغيرها، وتتضمن أعمال التصوير أبرز فنانى المدرسة التأثيرية، وبعض أعمال فنانى المدرسة الرومانسية والمدرسة الكلاسيكية، ومحمد محمود خليل (1877 ــ 1953) سياسى مصرى، عمل وزيرا للزراعة فى عام 1937، ورئيسا لمجلس الشيوخ عام 1939، كما أدى دورا مهما فى الحياة الثقافية فى مصر، حيث كان راعيا للحركة الفنية التشكيلية بها، شارك فى تأسيس جمعية محبى الفنون الجميلة مع الأمير يوسف كمال عام 1924، وتولى رئاستها عام 1925. أهدى محمود خليل وزوجته السيدة أميلين هيكتور لوس القصر ومقتنياته التى لا تقدر بثمن كمتحف للحكومة المصرية وتحول هذا القصر فى 23 يوليو 1962م إلى متحف يحمل اسمه واسم زوجته.

يعتبر متحف الجزيرة واحدا من أهم المتاحف الفنية فى الشرق الأوسط حيث يضم مجموعة رائعة من التحف من مقتنيات العائلة الملكية العلوية والتى تعود لأسرة محمد على باشا ومنهم إبراهيم باشا ومقتنيات البرنس يوسف كمال، بجانب بعض مقتنيات قصر عابدين، ويحتوى متحف الجزيرة على مجموعة فريدة من الأعمال الفنية للفنانين الأوروبيين يرجع بعضها للقرن الخامس عشر الميلادى، تم افتتاحه 25 أغسطس 1957. ويقع متحف الجزيرة داخل سراى النصر بأرض الجزيرة، الأوبرا حاليا.

أما متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية فهو من أهم العلامات الثقافية والفنية البارزة فى مدينة الإسكندرية. يضم المتحف مجموعة كبيرة من أعمال الفنانين المصريين الرواد بالإضافة إلى بعض أعمال المدرسة الأوروبية الرومانسية، الباروك والروكوكو وبعض لوحات المستشرقين تم افتتاحه فى عام 1954م، بدأت فكرة إنشاء المتحف عند إدوارد فريدهايم راعى الفنون الألمانى، الذى أهدى مجموعته الفنية لمدينة الأسكندرية شرط إقامة متحف للفنون ولم تستقر المجموعة فى متحف إلا عند إهداء البارون «شارل دى منشه» أحد التجار من الأجانب الأثرياء بالإسكندرية الذين كانوا يعيشون بالمدينة قصره لإقامة المتحف ولكن تضرر المبنى أثناء الحرب العالمية الثانية وتم إعادة بنائه عام ١٩٤٩ وضم المتحف ثلاثة مجموعات من الأعمال الفنية، المجموعة الأولى وهى مجموعة إدوارد فريد هايم. المجموعة الثانية وهى مجموعة لوحات «المستشرقين» التى أهداها «محمد محمود خليل» لمتحف الفنون الجميلة. المجموعة الثالثة وهى (إهداءات متحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة) بالإضافة لإهداءات فردية من العديد من الفنانين المصريين والأرمن والأجانب.
ويضيف المالكون السابقون لهذه المجموعات أهمية خاصة وقيمة لهذه الأعمال وذلك للبعد التاريخى والثقافى لهم. وتقول خبيرة التأثريين بدار مزادات كريستز العالمية فالرى هس إن هذه المجموعة التى تضم أعمالا من الفن الغربى من القرن التاسع عشر والقرن العشرين تمثل جزءا من تراث مصر الذى يجب إعادة اكتشافه من خلال عرض هذه الأعمال وتوثيقها، فإلقاء الضوء لما تمتلكه مصر من أعمال فنية غربية التى لم يرها الجمهور لأعوام عديدة سيضع متاحف مصر على قدم الوثاق للمتاحف والمؤسسات الفنية العالمية كما سيساهم بزيادة الوعى لتنوعو ثراء تراث مصر الثقافى والفنى.

وتعتبر رقمنة المعلومات فرصة هائلة للتوثيق والانتشار حيث تقوم المتاحف العالمية بنشر وعرض مجموعاتها عبر وسائل التواصل الرقمية المتاحة الآن. نتمنى جميعا أن يتم فتح وتطويرهذه المتاحف المهمة فى أقرب فرصة ممكنة وتجديد متحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة ووضعها فى دائرة الضوء لتكون مصر على خارطة أهم المتاحف الفن التشكيلى فى المنطقة التى شهدت تقدما هائلا فى إقامة المتاحف والمعارض وإدارتها بأعلى تقنيات وأساليب الإدارة الثقافية والفنية فى الفترة الأخيرة وذلك لإبراز دور مصر الثقافى الريادى على مر العصور كمنبر للفن والثقافة ومقصد سياحى وثقافى وفنى هام وتقديرا لجهود الأجيال السابقة وترسيخ الفخر والاعتزاز بتاريخنا العريق ودافعا للأجيال الحديثة والقادمة فى بناء مستقبل واعد. يجسد هذا المعرض ذاكرة فترة تاريخية مهمة لمصر خلال النصف الأول من القرن العشرين شهدت مصر خلالها نهضة ثقافية وفنية فريدةو يتضمن المعرض أهم الإبداعات الإنسانية الفنية العالمية لرواد الفن الغربى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved