عزت القمحاوي: حفل افتتاح المتحف الكبير محبط والموسيقى والإخراج كانا مملين
آخر تحديث: الأحد 2 نوفمبر 2025 - 11:54 ص بتوقيت القاهرة
شيماء شناوي
هنأ الكاتب والروائي عزت القمحاوي المصريين بافتتاح المتحف المصري الكبير، وقال: "مبروك لنا افتتاح المتحف الكبير، وعلينا أن ننتبه أن المتحف غير الافتتاح غير الحضارة غير الرؤية الثقافية والسياسية للدولة، لكن كل هذه العناصر يجب أن تتحد، ليصبح للحياة معنى".
وأضاف القمحاوي، في تدوينة عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك، أن "الافتتاح محبط، لأن الفنون جميعها تتعلم الإيقاع من الموسيقى، وموسيقى الليلة وإخراجها كانا مملين، وواضح أن هذا التقييم اتفاق بين الجميع".
وتابع: "بدا العرض كأنه لن ينتهي أبدًا، لأنه بلا بناء، شيء مثل الموسيقى الخفيفة التي يضعها البرنامج الموسيقي في الراديو لإكمال السهرة. لم يكن من الممكن في أية لحظة من العرض معرفة ما سيأتي لاحقًا، ولا لماذا كان هذا المشهد قبل ذاك وليس العكس، حتى لحظة الختام لم يعرف أحد أنها الختام".
وقال القمحاوي: "كان بوسع فرقة صغيرة مثل "طبلة الست" أن تمنح الناس فرحة وتشعرهم بأن هذا الحدث يخصهم، وكان من الممكن استحضار أم كلثوم في دقائق هلوجرام، وهناك عشرات الأغنيات التي تجمع الفرقاء. من كان بوسعه ألا يهتز ويطرب مع دقيقتين من شادية يا حبيبتي يا مصر؟ لكن الإخراج جاء مناسبًا لحفل حضره أصحاب سوابق، ما كان يجب أن يظهروا لو رزقنا الله بشلن كياسة سياسية".
وأشار إلى أنه من المهم أن يتعلم الجمهور ما يصح أن يقال وما لا يقال بالمعايير الإنسانية والأخلاقية، قائلاً: "كل ما نشر من تعليقات شخصية ساخرة من أحمد عز على صفحات التواصل غير لائق، ولكن يمكن الحديث عن صوابية ظهوره، وهل الحضارة التي علمت البشرية معنى العدالة وأرست واحدًا من أوائل القوانين يجب أن يُحتفل بها في حضور أحمد عز وهشام طلعت مصطفى؟".
وأضاف القمحاوي: "بصرف النظر عن الاحتفال الذي جاء بقدر النية، فالمتحف عمل كبير باقٍ يليق بالحضارة المصرية ويفرج عن الآثار المتروكة في المخازن". وذكر أنه عارض إقامة المتحف عندما كان فكرة لأنه طُرح كبديل للمتحف المصري في التحرير، وقال: "كتبت كثيرًا بتلك المناسبة وفي مناسبات أخرى ضد تفريغ قلب المدينة من الثقافة كلما استشعرت الدولة الزحام، لأن المعالم الثقافية يجب أن تكون في قلب المدينة من باب العدالة؛ حيث يكون المتحف على مسافة واحدة من سكان كل أطرافها، كما أن وسط القاهرة يضم أكبر تجمع فنادق".
وتابع، اقتراحه السابق لتوسعة المتحف المصري بالتحرير، قائلا: "كان مقترحي بسيطًا وممكنًا، لو كانت هناك رؤية ثقافية وسياسية: أن يمتد المتحف شرقًا معلقًا فوق الشارع بإضافة عمارة الآثار المقابلة له، وأن يمتد غربًا ليصل إلى النيل. وقد جاءت الفرصة بهدم الحزب الوطني، لكن الأرض مطروحة للاستثمار العقاري والفندقي".
واختتم القمحاوي تدوينته بقوله: "المتحف الكبير بمنطقة الهرم جميل ومبهر لمن استطاع إليه سبيلًا، لكنه لا يغني عن متحف التحرير، ولا يجب أن يُهمل المتحف العريق هذا الإهمال الذي وصل إليه اليوم، زرته من شهرين وصافحت خيوط العنكبوت وجهي بينما أصعد السلالم".
وأكد، أن "الحضارة المصرية عظيمة وبحاجة إلى كل المتاحف، ويجب ألا يبقى المتحف الكبير أسير لقطة افتتاح أو رقم من الأرقام القياسية التي تعشقها هذه الإدارة، بل جزء من رؤية لمعنى المدينة، ومعنى وجود الأثر في المتحف والتمثال في الميدان، والأوبرا ودور السينما والمسارح، وكل ما يحافظ للقاهرة على رأسمالها الرمزي ويحافظ لسكانها على شيء من المتعة والثقافة".