عاصمة «الفيب» تحبس الأنفاس أمام حرب أمريكية صينية على المنتج

آخر تحديث: الإثنين 2 ديسمبر 2019 - 11:20 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

رأى الشاب "إدوين وانج" ضالته في تجارة السجائر الإلكترونية؛ حيث يقيم بمدينة شنزهان عاصمة المنتج ليأمن مستقبله وخلال عام أصبح لديه مئات الزبائن الدائمين على موقعه الإلكتروني التجاري كيروبود ولكن كل شيء تغير في ليلة ليحجب موقعه ويخسر 240000 جنيه إسترليني.

ويقول وانج لصحيفة الجارديان "كلنا أقبلنا علي مجال السجائر الإلكترونية دون أن نعلم شيئا عنه فقط رأيناه مجالا ساخنا ومربحا والآن ضاع كل شيء".

عندما كان أحد الناس يبحث فى مواقع التسوق الصينية الأشهر "كتوبو وجي بي" عن كلمة "فيب" تظهر له آلاف النتائج، ولكن في يوم ما اختفت كل تلك النتائج لتضيع أحلام صغار المسوقين للمنتج بينما شاعت أخبار عن إنتحار شخصين من المسوقين الصغار بعد ضياع مشاريعهم.

وكان اليوم المشؤوم على تجار السجائر الإلكترونية بالصين هو 7 نوفمبر الماضي عندما حظرت السلطات الفيب تماما وفرضت على مواقع التسوق الصينية إزالة منتجات الفيب من على صفحاتها وكان ذلك قبيل يوم 11 نوفمبر المعروف بشدة الرواج التجاري فيه للصينيين.

وتعد الصين المصدر والمصنع الأول للسجائر الإلكترونية حيث يعمل بالمجال مليوني عامل صيني وتجلب مبيعاته السنوية داخل الصين 3.7 مليار جنيه استرليني وتجلب صادراته 3.2 مليار جنيها وذلك وفقا لبيان غرفة تجارة الفيب الصينية عام 2018.

وتعد مدينة شينزهان شمال هونج كونج عاصمة الفيب إذ يتواجد فيها 1000 مصنعا متخصصا بمختلف أدوات الفيب ومواده، بينما تعمل آلاف الشركات على تسويق المنتجات بولاية "وواندونج" خاصة وبكافة أرجاء الصين.

وتعرضت الصناعة لضربة كبيرة بعد وفاة 39 أمريكي بالولايات المتحدة بأمراض تنفسية جراء تدخين "الفيب"؛ بينما ذكر مركز الوقاية الأمريكي إن الأمراض قد تكون ناجمة عن مكمل فيتامين إي بالسجارة الإلكترونية إلي جانب زيت "تي إتي سي" المستخلص من الماريجوانا.

ويلتقى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باستمرار بممثلين عن قطاع الصحة والاقتصاد الأمريكي، للتباحث حول تبعات القرار النهائي حيال الفيب وتأثيراته مع العلم بأن سوق الفيب الأمريكي انحسر بنحو الربع خلال الأحداث الأخيرة.

ومنذ أسبوع صدق الكونجرس الأمريكي على اعتماد قرار يمنع تناول النكهة التي تحويها الفيب، وسيدخل القرار حيز التنفيذ شهر يوليو القادم.

وبالنسبة لكبار مستثمري الفيب الصينيون فالعمل يجرى كالمعتاد ولم تعصف بهم الأزمة بعد كشأن المسوقين الصغار فبمدينة شينجينج لا يسهل ملاحظة مصنع "تيسسسسلاسيجس" ذي الـ6 طوابق إذ تحيطه نباتات استوائية ومباني مغبرة.

وداخل المصنع يعكف 400 عامل على إدخال كل من معدات التدخين الإلكتروني حديثة التصنيع لغرف التكييف الخاصة، حيث لا توجد ذرة غبار ودرجات الحرارة تحت التحكم والسيطرة.

ويقول "زايانج جي" مدير مصنع تسلاسيجس لـ"الجارديان" أن عيونه علي التطورات بالساحة الأمريكية فهى ما ستحكم مستقبل استثمار الشركة، مضيفا أنه مهما تصدر من قوانين منع فى الصين فلن تكون الخسارة مساوية لحجم خسارة السوق الأمريكي الأكبر للفيب.

ويضيفز "ايونج جي" مدير المصنع أن الشرق الأوسط من أكثر الأسواق الواعدة لتجارة الفيب.

وما زاد قلق تجار الفيب بالصين هو قرار هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بعمل سلسلة إجراآت طويلة لأى مورد للفيب للسوق الأمريكي، والذي يرجح أنها تكلف التجار نحو 400 ألف دولار.

ويقول أحد تجار الفيب الكبار لـ"الجارديان" دون ذكر اسمه أن القانون الجديد كلفه 10 ملايين دولار حتى الآن.

ويقول قاسم شاه مدير شركة ستيج العالمية التى تنتج شهريا نحو 6 مليون قطعة تدخين إلكترونى يذهب معظمها لأمريكا وأوروبا "ما حدث كان متوقعا فقط لم أكن أعلم أن الأمر قد يصل لحظر بيع الفيب علي المواقع الإلكترونية".

ويضيف شاه أنه لا توجد ملامح واضحة لما تنتويه الصين أو أمريكا من سياسات حيال الفيب.

ويقول "بروس دو" الذي يعمل كمندوب توزيع للفيب أنه يري من وجهة نظره، إن العداء الأمريكي لـ"الفيب" يرجع لكونها منتجا صينيا، وأما الصين فهى تحارب الفيب لأنه يأثر على قطاع التبغ الذي تحصل منه الحكومة على ضرائب باهظة.

ويقول "إيو وينيو" مدير الغرفة التجارية لتجار الفيب الصينيون أن المنتج يتعرض للحرب من قبل الصحف الصفراء، ولكنه يتوقع له مستقبلا مشرقا طالما يلتزم القطاع بجودة المنتج والأمان لمستهلكه، واتباع قوانين الضرائب للحكومة الصينية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved