لماذا يحب بعض الناس رائحة البنزين؟

آخر تحديث: الإثنين 2 ديسمبر 2019 - 7:29 م بتوقيت القاهرة

هاجر أبوبكر

قد تكون رائحة البنزين مثيرة للغثيان لبعض الناس، ولكن بالنسبة لغيرهم قد تكون رائحة طيبة ونفاذة ومثيرة للأنف، بل قد يستمتعون بالوقت الذي يقضونه في محطة البنزين لملء خزان السيارة، وهذا ليس شيئًا غريبًا بل هناك تفسير علمي لذلك، حسب ما نشرته مجلة Discover.

- المكون السحري للبنزين

لفهم حب بعض الناس لرائحة البنزين نحتاج لفهم مكوناته أولًا، والبنزين عبارة عن كوكتيل كيميائي يتكون من مزيل الروائح، ومواد التشحيم، والعوامل المضادة للصدأ، ومئات المركبات الكيميائية المعروفة باسم الهيدروكربونات، وغيرها من المركبات.

وللبنزين رائحة حساسة للأنف بشكل خاص، إنها نفاذة لدرجة أن الأنف البشري يمكن أن يكتشفها إذا كان هناك جزء واحد فقط لكل مليون جزء في الهواء الذي نتنفسه، والبنزين يتبخر أيضًا بسرعة.

- استخدامات البنزين قديمًا

وفي الواقع، ليس غريبًا أن تحب رائحة البنزين فطوال القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20، تمت إضافة البنزين إلى عطور ما بعد الحلاقة وشاور الاستحمام، لإعطاء هذه المنتجات رائحة حلوة، كما تم استخدامه كمحلول لإزالة الكافيين من القهوة.

لكن هذه الاستخدامات لم تستمر لفترة طويلة، بسبب أن البنزين مادة مسرطنة، وخطير عند استنشاقه بتركيزات عالية أو التعرض الطويل له، رغم أنك قد تعجبك الرائحة، إلا أنه يجب عليك تجنبها، وهناك نظريتان حول أسباب إعجاب الناس برائحة البنزين، وهي كالآتي:

- رائحة البنزين تثير الذكريات

يمكن لرائحة البنزين أن تثير ذكرياتنا عن شيء ما، وتسمى هذه العلاقة القوية بين الرائحة والذاكرة أحيانًا ظاهرة بروست، وهي إشارة إلى الكاتب الفرنسي مارسيل بروست، الذي وصف ببلاغة الذكريات قوية عن الطفولة التي أثارتها رائحة البسكويت الغارق في الشاي.

فالشم هي الحاسة الوحيدة التي لا تمر عبر المهاد قبل الوصول إلى الدماغ الأمامي، حيث يعمل المهاد بمثابة لوحة مفاتيح تربط المدخلات الحسية للعيون والآذان واللسان، ولمس الأجزاء الصحيحة من الدماغ حتى نتمكن من تسجيلها وإدراكها.

لكن الرائحة تتجاوز المهاد بالكامل، والأهم من ذلك ، أن حزمة الأعصاب التي تكتشف جزيئات رائحة البنزين، تحتوي على كثافة عالية من الوصلات والتي تشارك في الاستجابة العاطفية وتكوين الذكريات.

- تأثير رائحة البنزين كتأثير المخدرات

وهناك نظرية أخرى تركز بشكل أكبر على التأثير الجسماني للبنزين على مستقبلات الأعصاب التي تكشف الرائحة، وتقول أن للبنزين والمواد الهيدروكربونية الأخرى عند استنشاقها، تأثير قمعي على الجهاز العصبي، ما ينتج عنه شعور نشيط مؤقت، إنه ينتج إحساسًا ممتعًا لا يختلف عن الكحول أو المواد المخدرة.

وذلك لأن العملية البيولوجية لتخدير الأعصاب تعمل على تنشيط المسار الوسطي في المخ، فكلما حصلت الأعصاب المرتبطة بحاسة الشم على هذه الكمية من البنزين، يوفر هذا شحنة من الدوبامين، التي تجعلك تريد استنشاق المزيد من هذه الرائحة.

- رائحة أقلام السبورة والكتب

وربما هذه الأسباب توضح أيضا سبب انجذاب بعض الناس لرائحة أقلام السبورة والكتب وغيرها من الروائح، ربما قمنا بربط بعض الذكريات القوية والممتعة بالرائحة بشكل لا شعوري، أو أن هذه الروائح تؤدي ميكانيكيًا إلى إطلاق شحنة من الدوبامين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved