مسئول أممي ينتقد التأخر في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة رغم التدهور الاقتصادي

آخر تحديث: الإثنين 2 ديسمبر 2019 - 8:58 م بتوقيت القاهرة

أ ش أ

وجه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، انتقادا بصورة غير مباشرة للزعماء السياسيين اللبنانيين جراء تأخرهم وعدم توافقهم على تشكيل الحكومة الجديدة على الرغم من التدهور الاقتصادي والمعيشي الحاد الذي تشهده البلاد، وذلك بعد انتحار أحد المواطنين اللبنانيين شنقا لعجزه عن سداد ديونه وتوفير الطعام لطفلته.

وقال المنسق الأممي في تصريح له مساء اليوم: "كم من ناجي الفليطي آخر يحتاج قادة لبنان حتى يمكن لهم البدء في التعامل بصورة فعالة مع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد؟.. كم من الوقت سيمنحونه لأنفسهم حتى يتفقوا على تكليف رئيس الوزراء الجديد وتشكيل حكومة تستجيب لصرخات المواطنين اللبنانيين ومخاوفهم ومطالبهم؟".

وأحدثت واقعة انتحار المواطن اللبناني ناجي الفليطي (40 عاما) من مدينة عرسال (بمحافظة بعلبك الهرمل – شمالي شرق البلاد) ضجة كبيرة في عموم لبنان، حيث كان قد عُثر بالمس على جثته مشنوقا خلف منزله باستخدام حبل.

وتبين أن "الفليطي" قد تراكمت عليه الديون لمحلات بيع المواد الغذائية بقيمة 700 ألف ليرة (أقل من 400 دولار) غير أن ما دفعه لإنهاء حياته كان عجزه عن توفير 1000 ليرة (نحو نصف دولار) كانت قد طلبتها منه طفلته لشراء "منقوشة زعتر" لكي تسد جوعها.

ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية حادة وغير مسبوقة في تاريخ البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990 ، حيث تراجعت كافة المؤشرات المالية والاقتصادية للبلاد بصورة كبيرة، مع تزايد كبير في حجم الدين العام الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة تبلغ نحو 90 مليار دولار، فضلا عن أن نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي تبلغ نحو 160% ، ونسبة بطالة بنحو 35% ،
وانخفاض الاحتياطي النقدي من الدولار الأمريكي إلى نحو 30 مليار دولار، علاوة على تراجع كبير في كفاءة وقدرات البنى التحتية للبلاد والأداء الاقتصادي العام.

وتسبب النقص الحاد في الدولار الأمريكي بالسوق اللبنانية إلى حدوث أزمات كبيرة في قطاعات الدواء والوقود والقمح، فضلا عن حدوث ارتفاعات في أسعار المنتجات والسلع بنحو 30 % في غضون شهر واحد منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في 17 أكتوبر الماضي.

وكان رئيس الوزراء سعد الحريري قد تقدم باستقالته والحكومة بالكامل في 29 أكتوبر الماضي تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية العارمة، في حين لم تتوافق القوى السياسية على تشكيل حكومة جديدة حتى الآن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved