الحرب تشتعل بين جانتس ونتنياهو مجددا.. ما الأسباب والدوافع؟

آخر تحديث: الأربعاء 2 ديسمبر 2020 - 9:01 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي:

تخشى إسرائيل مغبة الدخول في حالة من عدم الاستقرار السياسي مجددا، بسبب الصراع الدائر على أشده بين وزير الدفاع بيني جانتس ورئيس الحكومة الوحدة بنيامين نتنياهو، لتقاسم رئاسة الحكومة.

وكان أعلن متحدث باسم البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، اليوم الأربعاء، أن أغلبية النواب وافقت على مشروع قانون مقدم من جانتس لحل البرلمان، كموافقة أولى، وأنه يتبقى موافقتين اثنتين للحل نهائيا، وهو ما سينتج عنه تفكيك الحكومة الائتلافية، والذهاب لانتخابات عامة رابعة في أقل من عامين.

وكان من المقرر أن يسلم نتنياهو رئاسة الحكومة إلى جانتس في العام المقبل 2021، بحيث يقضى كلا منهما 18 شهرا في السلطة، بحسب اتفاق الفريقين المنعقد لإتمام تشكيل الحكومة الائتلافية في مايو الماضي، لكن خلافات وقعت على إقرار الميزانية، دفعت جانتس لحل الكنيست.

تقول الدكتورة حنان سكين، استاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، إن السبب الظاهر وراء حل الكنيست هو عدم موافقة نتنياهو على إقرار الميزانية لمدة عامين، لكن يوجد دوافع خفية وراء ذلك، تتمثل في تملص نتنياهو من تسليم السلطة لجانتس في الموعد المحدد سلفا لعام 2021.

وتوضح سكين أن موافقة نتنياهو على إقرار الميزانية لمدة عامين تعني وجود حالة كبيرة من الاستقرار للحكومة الائتلافية، وبالتالي ضمان انتقال السلطة لجانتس، بعد انقضاء فترة رئاسة نتنياهو "18 شهرا"، وهو ما لا يريد الأخير، لأن السلطة تحميه من محاكمات الفساد التي تنتظره، كما تؤخر لوائح اتهامه.

وتشير إلى أن حل الكنيست قد يأتي في مصلحة الطرفين (نتنياهو - وجانتس)، موضحة أنه في حال تفكيك الحكومة ستذهب إسرائيل لانتخابات رابعة، قد تأتي بجانتس رئيسا للحكومة بنسبة الأغلبية دون تقاسم السلطة مع نتنياهو، بينما يستفيد الأخير بمد فترة تقلده لرئاسة الحكومة لحين ظهور النتائج وتشكيل حكومة جديدة، وبالتالي تتأخر محاكماته في قصايا الفساد.

وتستكمل أن حل الكنيست كان أمرا متوقعا، بسبب الاحتجاجات اليومية المستمرة ضد نتنياهو، إثر تعامل الحكومة مع جائحة كورونا، خاصة بعدما أصبحت إسرائيل ضمن أكثر الدول الشرق أوسطية إصابة بالفيروس.

* متى يحل الكنيست نفسه؟

توضح سكين أن القانون الإسرائيلي ينص على أن أعضاء الكنيست الإسرائيلي يسمح لهم التصويت على الحل، في حال لم يقروا الميزانية الجديدة لمدة عام أو عامين، على أن يجرى الحل بعد 3 موافقات بالأغلبية.

وتم تقديم مشروع قانون الحل، من المعارضة في الكنيست، بتحالف بين جانتس وزعيم المعارضة يائير لبيد، وحصل على 61 صوتا مؤيدا مقابل 54 صوتا معارضا، من أصل 120 عضوا بالكنيست، وذلك بعد إعلان جانتس المنافس السياسي لنتنياهو أن حزبه "أزرق أبيض" سينسحب من الحكومة الائتلافية، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

* أزمة سياسية غير مسبوقة

يذكر أن إسرائيل تعيش أسوأ أزمة سياسية في تاريخها، منذ العام الماضي 2019، بعد حل الكنيست وإجراء 3 انتخابات عامة متصلة، بسبب فشل تشكيل حكومة ائتلافية بين المتعادلين في الانتخابات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved