هجوم إسرائيلي على فيلم أردني يصور مجازر الاحتلال في 48.. وصناعه: لن تُسلب أصواتنا

آخر تحديث: السبت 3 ديسمبر 2022 - 11:27 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق:

عبر مسؤولون إسرائيليون عن غضبهم من إعلان منصة نتفلكس عرض فيلم "فرحة" على المنصة العالمية، وتركز حملة التحريض الإسرائيلية ضد فيلم المخرجة الأردنية دارين سلام، على مزاعك أنه يظهر جنودهم في صورة قَتلة.

ونشرت صحيفة "ذا جورزاليم بوست" تصريحات إسرائيلية تحت عنوان "فيلم نتفلكس يصور مقتل عائلة فلسطينية على يد جيش الدفاع الإسرائيلي"، حيث قال رئيس عضو الكنيست إيتمار بن غفير: "الفيلم الأردني التحريضي الذي سيبث على نتفليكس يثبت مدى النفاق في العالم تجاه إسرائيل التي تتعرض لهجمات إرهابية قاتلة حتى قبل قيامها، يجب أن يتم التعامل مع تلك التكتيكات من قبل وزارة الخارجية بإصرار من خلال إعلام وتقديم الصورة الحقيقية لمن هم القتلة والمتعطشون للدماء الحقيقيون، يجب ألا نمر في صمت على محاولة التشهير بالدم التي ستتردد في جميع أنحاء العالم".

عُرض الفيلم في العديد من المهرجانات حول العالم، منها مهرجان البحر الأحمر في دورته الأولى، ومهرجان تورنتو السينمائي، وقالت المخرجة أن فيلمها مبني على قصص حقيقية.

تدور قصة الفيلم حول فتاة فلسطينية لديها أحلام كبيرة، أن تلتحق بالمدرسة وألا تظل أسيرة فكرة الزواج في عمر صغير فهي لا تزال 14 عاما، تعيش فرحة مع والدها وتحاول أن تقنعه بأحلامها، وقبل أن تحقق حلمها تنقلب الحياة الهادئة بحدوث نكبة عام 1948، ويحبس والد "فرحة" ابنته خوفا عليها من الجنود، فيضعها في غرفة مظلمة، ومن خلال ثقب في هذه الغرفة ترى الفتاة أحداثا مخيفة ومجازر حدثت لمن حولها.

أدان وزير المالية المنتهية ولايته أفيغدور ليبرمان، قرار نتفليكس ببث الفيلم ووصفه أنه يصور الفظائع المزعومة ضد الفلسطينيين خلال حرب عام 1948 التي أحاطت بإنشاء دولة إسرائيل، واقترح ليبرمان، رئيس حزب يسرائيل بيتنو، سحب تمويل الدولة لمسرح يافا الذي خطط لعرض الفيلم، بحسب صحيفة "تايمز أوف اسرائيل".

وقال ليبرمان في بيان: "من الجنون أن نيتفلكس قررت بث فيلم هدفه كله خلق ذريعة كاذبة والتحريض ضد الجنود الإسرائيليين، يجب استخدام جميع الإجراءات المتاحة لمنع هذا العرض الرهيب أو الأفلام المماثلة في المستقبل".

علقت وزيرة الثقافة المنتهية ولايتها تشيلي تروبير، أن الفيلم يظهر "أكاذيب وافتراءات"، أما شاي غليك المصور الإسرائيلي فطالب مدير عام شركة نيتفلكس تيد سراندوس، بوقف بث الفيلم، بزعم أنه "يروج لمؤامرة دم كاذبة سيئة وشريرة ضد إسرائيل"، محذرا أنه مع أول بث للفيلم على المنصة العالمية، فسيتم ترجمته إلى موجة ضخمة من معاداة السامية حول العالم.

وبعد ساعات من هذا الهجوم القوي على الفيلم، أصدرت المخرجة دارين سلام بيانا صحفيا عبر الصفحة الرسمية للفيلم على فيسبوك، وجاء في البيان: "نحن فريق الفيلم ندين كل الاتهامات لتشويه سمعة فرحة وندين الحملة المنظمة ضد الفيلم على موقع IMDb لخفض تقييمه بشكل كبير، ومحاولات وقف عرض الفيلم في مسرح سرايا يافا والتهديدات بإلغاء اشتراكات منصة نتفلكس في حالة بدء عرض الفيلم على المنصة، وندين أيضًا هجوم رسائل الكراهية والمضايقات والاتهامات والتنمر من قبل إسرائيليين والتي استهدفت مخرجة الفيلم على منصات التواصل الاجتماعي وعلى وسائل التواصل الأخرى ولن نتهاون مع أي تهديدات مؤذية ضد أي عضو في فريق فرحة".

أضاف صناع الفيلم في بيانهم: "هذه المحاولات لإسكات أصواتنا كعربيات وكصانعات أفلام ومنعنا من سرد قصصنا وروايتنا وحقيقتنا وتاريخنا وهذا تجريد لإنسانيتنا وضد أي حرية تعبير، وجود الفيلم واقع، ووجودنا واقع سُلِبنا الكثير لكن لن تُسلب أصواتنا".

يذكر أن فيلم "فرحة" نال جائزة أفضل فيلم طويل شبابي في جوائز الأوسكار الآسيوية APSA من بين 78 دولة شاركت حفل توزيع الدورة الخامسة عشر من جوائز آسيا والمحيط الهادئ المرموقة، كما نال جائزة الاتحاد الأوروبي كأفضل فيلم يورو متوسطي يتناول قضايا المرأة ضمن مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته السادسة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved