الجامعة العربية تستضيف ندوة حول معاناة الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية

آخر تحديث: الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 - 5:20 م بتوقيت القاهرة

ليلى محمد

نظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، بمقرها بالتعاون مع مندوبية فلسطين بالجامعة العربية، ندوة حول معاناة الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية وواقع المحررين المبعدين بمشاركة عدد من الأسرى المحررين المتواجدين بمصر وبحضور ممثلي الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية.

جاء ذلك برعاية الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ومشاركة الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام بالجامعة السفير أحمد خطابي، ومندوب دولة فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية السفير مهند العكلوك، بالإضافة إلى عدد من ممثلي الدول العربية الأعضاء.

وتضمنت الندوة ٣ جلسات، هدفت إلى تسليط الضوء على نخبة من الشهادات الحية لعدد من الأسرى حول معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال والانتهاكات المستمرة بحقهم، من خلال تجاربهم ومعاناتهم جراء ممارسات التعذيب الوحشي والتجويع والاهمال الطبي الممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

من جهته، أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير فائد مصطفى، دعم الأمانة العامة والتزامها بقضية الأسرى الفلسطينيين، حتى تحريرهم وإعادة دمجهم في مجتمعهم الفلسطيني بكل السبل والإمكانات السياسية والدبلوماسية والقانونية والإعلامية.

وأوضح الأمين العام المساعد، أن الجامعة العربية تولي قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الإحتلال الإسرائيلية، اهتماما بالغا وكبيرا، من موقع الالتزام القومي وإنطلاقا من كون القضية الفلسطينية، القضية المركزية للعرب جميعا، مهما كانت الظروف التحديات وقد تجسد ذلك في جميع قرارات مجلس الجامعة، في دوراته المتعاقبة على كافة مستوياته والتي تؤكد جميعها أن قضية الأسرى هي قضية حق وعدالة، مؤكدا أن العمل من أجل الأسرى والمعتقلين واجب، لما يمثلونه من شرعية حقيقية للنضال الفلسطيني ومقاومة للاحتلال.

وأشار إلى أن الجامعة العربية وتحديدا قطاع فلسطين يتابع يوميا تفاصيل ومستجدات قضايا الأسرى خاصة المضربين عن الطعام.

وفي الإطار ذاته طالب السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمنظمات الأممية، والهيئات الحقوقية كافة، إلى وقفة حقيقية تتجاوز البيانات والضغط الفوري على إسرائيل لوقف الانتهاكات داخل السجون، والكشف عن أماكن احتجاز المختفين قسرياً وضرورة تأمين حماية دولية للأسرى خاصة الأطفال والنساء والمرضى.

كما أعرب عن رفضه مشروع الإعدام باعتباره مخالفة خطيرة للقانون الدولي، مطالبت المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة إعتقال بحق الوزير الإسرائيلي بن غفير عن جرائمه بحق الأسرى الفلسطينيين باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقاً لنظام المحكمة الأساسي.

وأشار العكلوك إلى تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كافة المناسبات بأنه لا سلام من دون الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين، مع رفض التوقيع على أي اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل من دون تبييض السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين الذي يصفهم دوما بمقاتلي الحرية ويجب أن ينعموا وشعبهم بالحرية المنشودة.

وقال مندوب فلسطين، إن هذا اليوم هو مميز بمعنى الكلمة ومعنا أبطال الحرية يشاركوننا لأول مرة ومن هنا من بيتنا الشامخ جامعة الدول العربية ومن على أرض مصر، سندنا ومصدر قوتنا ورمز وحدتنا القومية، نؤكد للعالم أجمع إننا مصممين على المضي قدما في النضال وتقديم التضحيات، حتى تتحقق الأمنيات بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، معربا عن تقديره لمصر على جهودها بالإفراج عن الأسرى الأبطال ودعم حقوقهم في كافة المحافل ومنظمات حقوق الإنسان.

ومن جانبه، طالب وزير الأسرى السابق هشام عبدالرازق بتبني إستراتيجية عربية لإسناد الأسرى في سجون الإحتلال، موضحاً أن قضية الأسرى تتطلب التعاون من قبل الجميع بوضع خطة عمل حقيقية ترتقي لحجم التحديات التي تواجه الحركة الأسيرة، والتي تعاظمت في عهد الحكومة اليمينية المتطرفة في دولة الإحتلال.

وفي المقابل، روى عدد من الأسرى المحررون و أبرزهم أحمد سليم، نادر صدقة، عمار الزبن ، ماجد اسماعيل المصري، رمزي عبيد، و نهاد صبيح عن واقع الأسرى قبل وبعد السابع من أكتوبر 2023، وكيفية فرض العقوبات بحق الأسرى منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة.

ومن جهته، قال الأسير ماجد المصري: نحن أمام الوجه البشع الإجرامي المتوحش لدولة الاحتلال، فقد خلقت إسرائيل بتعمد خلال عامين بيئة مرضية داخل سجون الاحتلال بسبب الاكتظاظ والإهمال الطبي، مؤكدا ضرورة توحيد كل المسارات للدفاع عن المعتقلين.

فيما تحدث الأسير عمار الزبن، عن أشكال التعذيب والاضطهاد التي يتعرض لها الأسري في سجون الاحتلال، قائلا: إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي شرعنت تعذيب الأسرى وفق قوانين سنتها وجاءت على سبيل التنافس الانتخابي بين الأحزاب الإسرائيلية المختلفة، وكذلك من أجل كسر إرادة الأسرى التي تعبر عن الحالة النضالية الفلسطينية.

كما أكد الأسير رائد عبدالجليل، أن القيادة الفلسطينية تولي قضية الأسرى اهتماماً كبيراً، وخطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة وضع إسرائيل والعالم أمام الأمر الواقع الذي عبر فيه سيادته أن لا سلام ولا إستقرار دون الإفراج عن كافة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهي قضية مركزية لا يمكن التخلي عنها.

وقال الأسير نهاد صبيح، أن كل قضية شهيد أسير تكشف، في تفاصيلها، عن مجموعة من السياسات التي ينتهجها الإحتلال في التعامل مع الشهداء الأسرى، والتي تؤكد أن الاحتلال ماض في نزع صفة الإنسانية عن الفلسطينيين، وانتهاك أبسط حقوقهم، ليس فقط عبر أدوات السيطرة الاستعمارية على حياة الفلسطيني ووجوده واستهدافه، بل أيضا عبر أدوات السيطرة بعد الموت، من خلال إحتجاز جثامين الشهداء، والتمثيل بهم، وسرقة أعضائهم، وحرمان عائلاتهم من مواراتهم الثرى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved