اعتماد إعلان الرباط لحماية ضحايا الإرهاب في أفريقيا.. وبوريطة يدعو لدعم المبادرات الإفريقية

آخر تحديث: الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 - 6:53 م بتوقيت القاهرة

مروة محمد

اعتمد الشق الوزاري لمؤتمر الضحايا الأفارقة للإرهاب، المنعقد اليوم بالعاصمة المغربية الرباط، "إعلان الرباط"، الذي يجدد التأكيد على المكانة المركزية للضحايا في الاستجابات الوطنية والإقليمية للإرهاب، ويدعو إلى تعزيز الأطر القانونية والمؤسساتية والعملية المخصصة لحمايتهم.

ودعا الإعلان إلى اعتماد مقاربة شمولية وتضامنية ترتكز على حقوق الضحايا وكرامتهم، ومشاركتهم في بلورة وتنفيذ سياسات مكافحة الإرهاب. كما حث الدول الإفريقية على تعزيز منظوماتها الوطنية، وملاءمة أطرها القانونية مع أفضل الممارسات الدولية، وضمان حصول الضحايا على العدالة وصون الذاكرة.

وأكد الإعلان على ضرورة تطوير آليات دعم متعددة الأبعاد تشمل الدعم النفسي والاجتماعي والمواكبة الاقتصادية والمساعدة الطبية والحماية القانونية، مع إيلاء اهتمام خاص للنساء والأطفال والفئات الهشة والمجتمعات الأكثر تضررًا.

التعاون بين الدول الإفريقية وهيئات الأمم المتحدة

وشدد الإعلان على أهمية التعاون بين الدول الإفريقية وهيئات الأمم المتحدة، من خلال تبادل الخبرات والتكوين وتعبئة الشركاء الدوليين. كما أقر بالدور المحوري الذي يضطلع به الضحايا والناجون في الوقاية من التطرف ومكافحة الأيديولوجيات المتطرفة، مؤكدًا ضرورة مشاركتهم الفاعلة في السياسات العمومية، مع التشديد على تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية والهيئات الأممية.

ووجه الشق الوزاري نداء جماعيًا لمواصلة الدينامية التي جرى إطلاقها بالرباط، وتعزيز القدرات الوطنية في مجال دعم الضحايا، وتعزيز المبادرات التي تمكن من إدماج الناجين ضمن استراتيجيات الوقاية ومكافحة التطرف العنيف.

ضرورة دعم المبادرات الإفريقية في مجال مساندة ضحايا الإرهاب

من جانبه، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن المغرب يدعو الشركاء الدوليين إلى دعم المبادرات الإفريقية في مجال مساندة ضحايا الإرهاب، وتمويل الآليات المبتكرة، بما فيها الشبكات القارية والمنصات الرقمية.

وأكد بوريطة، خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الأول للضحايا الأفارقة للإرهاب، الذي تنظمه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بدعم من مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، أن هذا اللقاء يشكل محطة مهمة لاستثمار تنوع التجارب الإفريقية لبلورة فهم أوضح لاحتياجات الضحايا والناجين، بما يسمح تدريجيًا بصياغة إطار إفريقي مشترك تستلهم منه السياسات العمومية.

وشدد بوريطة على ضرورة الانتقال من مجرد الاعتراف بالضحايا، باعتبارهم لا يحتاجون فقط إلى كلمات التضامن، إلى التعامل معهم كفاعلين أساسيين في الوقاية، وكصوت يشارك بفعالية في السياسات الوطنية والإقليمية للدعم الاقتصادي والاجتماعي للضحايا.

وأوضح الوزير أن إفريقيا باتت اليوم المنطقة الأكثر تضررًا من الإرهاب في العالم، حيث شهدت منطقة غرب إفريقيا وحدها في عام 2025 حوالي 450 هجومًا إرهابيًا تسبب في أكثر من 1900 قتيل، في حين أصبحت منطقة الساحل تحديدًا بؤرة رئيسية من حيث عدد الهجمات وحجم الضحايا واتساع رقعة انعدام الأمن والاستقرار، بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء (ماب).

وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر مشاركة الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، رئيس مكتب الرباط لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب بإفريقيا، ألكسندر زوييف، وعدد من الوزراء الأفارقة، لا سيما من دول الساحل، فضلًا عن ممثلين لمنظمات إقليمية وخبراء دوليين، وجمعيات الضحايا الأفارقة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved