الكيف فى روشتة طبيب.. «بريجابالين» بديلا للترامادول

آخر تحديث: السبت 3 مارس 2018 - 12:01 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ عامر عبدالرحمن:

فى رحلته للبحث عن مخدر مؤقت يضبط له إيقاع حياته، عثر محمد عبدالله على «البريجابالين» فى أرفف صيدلية متخمة بالأدوية تقع فى نطاق عمله بمنطقة بولاق الدكرور.. احتاج عبدالله، ذو الـ30 عاما، إلى تناول هذا العقار لتهدئة أعصابه حتى صار أساسيا لا يستطيع الاستغناء عنه.

 

يجتهد المدمنون كثيرا فى البحث عن بدائل المخدرات بأشكالها المختلفة لتحقيق الإحساس نفسه. وهذه المرة الـ«بريجابالين» أكثر البدائل شهرة فى هذه الأوساط، فهى عقاقير غير مدرجة بجدول ومصرح بتداولها فى مصر.
دواء بريجابالين مثل الكثير من الأدوية له اسم تجارى واسم علمى واسم كيميائى والكثير من الأسماء التى بها المادة الفعالة نفسها، والتى تستخدم لعلاج التهابات الأعصاب والصرع كمسكن للألم، وهى تسبب الإدمان لكل من يتناولها دون مرض التهاب الأعصاب.

 

الدكتور عبدالرحمن حماد رئيس وحدة الإدمان بمستشفى العباسية، يقول إن مادة البريجابالين تستخدم فى علاج بعض الأمراض مثل التهاب الأعصاب الناتجة عن السكر، ولكن هذه المادة تساعد على عمل تأثير الإحساس بالنشوة، لذلك لجأ المدمنون لاستخدامها بديلا للترامادول، وأن دول الخليج العربى انتبهت قبلنا لهذه المادة وقامت بحظرها وتجريمها، ولكن فى مصر غير محظورة.

 

وأضاف حماد أن جميع الدراسات أكدت أن مادة البريجابالين تسبب الإدمان، لذلك يجب التعامل مع هذه المادة بحذر شديد، ولا يجب استخدامها بدون استشارة الطبيب.

 

وحذرت دراسة صادرة عن هيئة الدواء والغذاء الأمريكية من أن مريضا من كل ٥٠٠ مريض ممن يتناولون البريجابالين لديه ميول انتحارية كعرض جانبى ناتج عن تناول العقار.

 

رئيس لجنة صناعة الدواء بنقابة الصيادلة، الدكتور محفوظ رمزى يكشف عن طريقة توزيعه ما يقرب من 50 شركة فى مصر تقوم بإنتاج مخدر «البريجابالين»، وتقوم بتوزيعه من خلال 4 شركات معتمدة من وزارة الصحة، والتى تعمل على توزيعه إلى جميع المخازن على مستوى الجمهورية وصولا للصيدليات، بخلاف بعض الشركات التى قامت بتعديل أسعارها وهى قادمة إلى السوق، بالإضافة إلى وجود شركات جديدة ستعمل على إنتاج البريجابالين فى الفترات القادمة، كما وصل حجم توزيعه فى مصر لشركة واحدة فقط نحو 400 مليون جنيه فى عام 2017.

 

وأوضح رمزى أن بعض الدول العربية قامت بحظر البريجابالين وإدراجه فى جداول المحظورات نتيجة لخطورة استعماله بدون استشارة الطبيب، ونأمل من الحكومة أن تتخذ خطوات إيجابية لنشر الوعى للشباب والأطباء والصيادلة بخصوص هذه المادة القوية.

 

وقال الدكتور أحمد دومة المتحدث الإعلامى لنقابة الصيادلة لـ«الشروق»، إن البريجابالين هو مجموعة دوائية كانت تستخدم بأمان لعلاج أمراض الأعصاب المستعصية، حتى بدأ المدمنون فى استعمالها بشكل قوى، وبطريقة مفرطة دون استشارة الطبيب، مشيرا إلى أن هناك مطالبات كثيرة لوزارة الصحة بضرورة إدراجها ضمن الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية نتيجة لآثارها الجانبية على المواطن، وحتى هذه اللحظة لم تدرج.

 

من جانبه، شدد اللواء عصام زناتى مدير إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية سابقا، على أنه فى حالة القبض أو الاشتباه فى شخص يحمل مثل هذه الأدوية يتم إرسالها إلى المعمل الجنائى لتحليلها، وفى حالة إثبات نسبة مخدر فى التحاليل يتم معاقبة حائزها، حتى وإن لم تكن مدرجة فى قوائم المحظورات بوزارة الصحة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved