باحثون: تراجع كميات الجليد الجديد القادم من روسيا للقطب الشمالي
آخر تحديث: الأربعاء 3 أبريل 2019 - 12:17 م بتوقيت القاهرة
بريمرهافن (ألمانيا) - د ب أ
قال باحثون من ألمانيا إن هناك تزايدا في كميات الجليد الذي يذوب وهو في طريقه لمنطقة القطب الشمالي، وذلك بعد تكونه قبالة سواحل روسيا.
وحذر باحثو معهد ألفريد فاجنر للدراسات القطبية وأبحاث البحار بمدينة بريمرهافن، شمال ألمانيا، من تداعيات تراجع كميات الجليد الجديد في القطب الشمالي، وذلك لأنه عندما يذوب الجليد مبكرا بسبب التغير المناخي فإن المواد الغذائية الموجودة داخل الجليد لا توزع في المحيط المتجمد الشمالي، حسبما أوضح الباحثون في دراستهم التي نشرت أمس الثلاثاء في مجلة "ساينتيفيك ريبورتس".
قالت ايفا نوتيج، من فريق الدراسة، إنه من المتوقع على المدى البعيد أن يتسبب ذلك في تغير القطب الشمالي، ليس فقط فيزيائيا، بل من الناحية الأحيائية والكيميائية، مضيفة: "لا نعرف حتى الآن حجم هذه المشكلة على وجه التحديد".
حسب الباحثين فإن ثلوجا بحرية تنشأ في الشتاء بشكل مستمر فيما يعرف ببحار أطراف المحيط القطبي الشمالي، وذلك لانخفاض درجة حرارة الجو هناك بشكل شديد للغاية أيضا، حيث تتدنى درجات الحرارة إلى سالب 40 درجة مئوية، ثم تدفع رياح بحرية قوية الجليد الذي تكون حديثا في المياه الضحلة باتجاه البحر.
ويتجول جزء من هذا الجليد ضمن الجليد الطافي وكأنه يسير فوق سير ناقل يسير ببطء، ويمر على مدى عامين إلى ثلاثة أعوام عبر منطقة وسط القطب الشمالي حتى يصل إلى مضيق فرام، قبل أن يذوب في النهاية في المنطقة البحرية الواقعة بين جزيرة جرينلاند و أرخبيل سفالبارد النرويجي في القطب الشمالي.
كان نحو نصف الجليد الذي يتكون في بحار الأطراف يصل قبل نحو 20 عاما إلى منطقة وسط القطب الشمالي، ولكن هذا الجليد انخفض الآن إلى قرابة 20%، حسبما أوضح الباحثون، مشيرين إلى أن الجزء الأكبر من هذا الجليد يذوب مبكرا.
وحيث تتراجع بشكل مستمر كميات الجليد التي تصل طريق فرام بعد تكونها في المناطق الساحلية المسطحة، فإنه يتراجع معها أيضا المواد الغذائية العالقة والمعادن التي تحتبس داخل الجليد بعد تجمد مياه البحر، وهو ما كشفته التحليلات التي يقوم بها باحثو معهد ألفريد فاجنر الألماني منذ عقدين من الزمان في طريق فرام.
وأوضح الباحثون أن الذوبان المبكر لجليد البحار يؤدي لرسو الجسيمات الغذائية العالقة به مبكرا.
وأشار الباحثون إلى أنهم أصبحوا يعثرون على معادن سيبيرية أقل في مصائد الرواسب التي يضعونها في طريق الثلوج إلى طريق فرام.
تابع الباحثون تحرك جليد البحر بمساعدة بيانات للأقمار الاصطناعية تعود لعام 1998، "حيث إن الجزء الأكبر من الجليد الذي يصل طريق فرام اليوم، لم يعد يتكون في بحار الأطراف، بل مصدره منطقة وسط القطب الشمالي" حسبما أوضح توماس كرومبن، أحد معدي الدراسة، مضيفا: "أصبحنا اليوم شهودا على كيفية انقطاع تيار نقل مهم وعلى اقتراب العالم خطوة كبيرة من صيف بلا جليد بحري في القطب الشمالي".
أكد الباحثون أن نتائج دراستهم تؤكدها قياسات لسمك طبقة جليد البحر في طريق فرام، "حيث إن الجليد الذي يغادر القطب الشمالي اليوم من خلال طريق فرام أقل سمكا بنسبة 30% مقارنة بما كان عليه قبل 15 عاما" حسبما أوضح كرومبن.
وبرر كرومبن ذلك بارتفاع درجات الحرارة في الشتاء و بدء موسم ذوبان الثلوج مبكرا في الصيف.