فيروس كورونا يثير جدل واسع حول حضانة الأطفال في أمريكا

آخر تحديث: الجمعة 3 أبريل 2020 - 1:40 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي:

لسنوات عديدة ظلت الابنة إريكا لينكرت، البالغة من العمر 14 عامًا، تقضي 4 أيام في الأسبوع بمنزل والدتها في سان فرانسيسكو، بولاية كاليفورنيا الأمريكية، و3 أيام في منزل والدها في مقاطعة مارين، التي تبعد 30 دقيقة من منزل والدتها.

ولكن وسط تفشي فيروس كورونا، باتت حضانة الطفلة بها الكثير من المشاكل، ولذا تحدثت لينكيرت وزوجها السابق، لتعديل اتفاقية الحضانة مؤقتًا، إلى حين انتهاء الأزمة الصحية الحالية، وبخاصة أن والدها يعمل طبيبا في سان فرانسيسكو، وفقا لما ذكرته شبكة CNN.

توضح لينكيرت: "أردنا حماية الطفلة من أي خطر صحي، والتأثير المضاعف الذي يمكن أن يسببه لها الفيروس، وبالرغم من أن الطفلة تفتقد والدها لكنها تتفهم الوضع الصحي الحالي".

وفي جميع أنحاء البلاد، يواجه الآباء المنفصلون مواقف مماثلة وقرارات صعبة بشأن حضانة أطفالهم، بعدما أجبرت إجراءات الحماية وعمليات الإغلاق، الآباء على تعديل جداول حضانتهم المعتادة، كما يتفاقم هذا القلق بعد إغلاق محاكم الأسرة بشكل أساسي بموجب قرار الحظر والإغلاق.

ويقول جودي لازار، محامي الأسرة في أوستن، عاصمة ولاية تكساس الأمريكية، "كانت قضية الطلاق وحضانة الأطفال هي القضية الأولى التي عالجناها في مكتبنا على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية".

* كورونا يجبر الآباء على تغيير روتين حضانة الأطفال

كان العديد من الأزواج المنفصلين الذين يعيشون بالقرب من بعضهم البعض، يتبادلون الأطفال في المدارس أو أماكن العمل، أما الآن فأغلقت جميع الأماكن، كما أن الآباء الذين يعيشون في ولايات مختلفة، يخاطرون بانتهاك قوانين الحظر في حال ذهابهم إلى مكانا بعيدا لرؤية أطفالهم، إضافة إلى ذلك أن بعض الآباء يخشون أن يكون شركائهن لا يتخذن الإجراءات الكافية لحماية أطفالهم من الفيروس.

يقول جيسون شوينفيلدر في شيكاغو: "لست قلقا بشأن تعريض زوجتي السابقة لأطفالنا للخطر، لكن هناك ظروف لا يمكنني التحكم فيها عندما يكونون هناك، وبخاصة أن والدتهم تعمل في مستشفى وهو ما يجعلني أكثر قلقا".

* محاكم الأسرة تصدر قرارات بشأن حضانة الأطفال

وربما كانت العقبة الأكبر للأزواج المنفصلين خلال جائحة فيروس كورونا، أنه تم إغلاق معظم محاكم الأسرة في ولايات أمريكا، ولم تعد تفتح إلا في حالات الطوارئ فقط، وهذا يعني أنه إذا أراد الآباء تعديل اتفاقيات الحضانة الموجودة مسبقًا بشكل رسمي فلن يتمكنوا من ذلك.

يقوال لازار، محامي أوستن المتخصص في قانون الأسرة، إن المحكمة العليا في تكساس أصدرت قرارًا طارئًا يشير إلى أنه يجب على الآباء اتباع أوامر الحضانة الحالية وفقًا للجدول الزمني الذي كان ساريًا قبل الإغلاق.

ويشير إريك برودر، محامي الطلاق في ويستبورت بأمريكا: "ليس هناك شك في أنه سيكون هناك آباء يحاولون استخدام الوباء لمنع شركائهن من قضاء الوقت مع الطفل".

* الخيار الأفضل هو الاتفاق بين الآباء

أدركت جيهونغ لارسون، وهي صينية كندية تعيش في ولاية تكساس، عدم إمكانية تعديل الاتفاقيات من خلال المحاكم، ومن ثم رتبت الحضانة المقسمة مع زوجها السابق، إذ تقول إنهما يقضيان وقتا متساويا مع طفليهما، أحدهما في سن 14 والآخر 11 عامًا، ولكنها طلبت من زوجها الإذن بإعادة أطفالهما إليها إلى حين زوال الوباء، حرصا على سلامتهما.

وكتبت مارسيا زوغ، أستاذة القانون في جامعة كارولينا الجنوبية، بالولايات المتحدة الأمريكية في 24 مارس، أن القضاة قد يقللون من الزيارة والحضانة للآباء الذين لا يلتزمون بحقوق الوصاية السابقة.

وقالت زوغ لشبكة CNN: "لن تحكم المحكمة لصالح أحد الوالدين الذي ينتهك اتفاق الحضانة والزيارة، كما أنه من المحتمل أن تغير المحاكم القوانين بسبب الفيروس".

وربما يكون أفضل خيار في هذه الأوقات العصيبة لترتيب الحضانة، هو الوساطة، حيث راجعت بيتسي كارمودي، بعدما انفصلت عن زوجها في 2019، اتفاقية حضانة ابنتهما البالغة من العمر 12 عامًا، بشكل ودي بدلا من اللجوء إلى المحاكم.

كانت الابنه تقضي وقتًا أكبر مع والدتها كارمودي، بموجب الظروف الحالية، ولكن بعد استياء والدها باتت تقضي وقتا مماثلا معه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved