تصعيد جبهات وتهدئة أخرى.. كورونا فرصة ذهبية للجماعات الإرهابية حول العالم

آخر تحديث: الجمعة 3 أبريل 2020 - 5:33 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

يقر كل من تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين بخطورة كورونا على مقاتليهما ولكنهما لم يغفلا الفرصة الذهبية التي جلبها الوباء لتساعدهما الفوضى على استقطاب المزيد من الأتباع، وفي ظل انشغال القوى الأمنية؛ لتسديد ضربات قوية لم تتح لهم خلال الأشهر الماضية.

وبحسب وكالة أسوشييتد برس للأنباء، جاءت التفاعلات الإعلامية من قبل التنظيمات الإرهابية على انتشار كورونا بمزيج من الفرحة بإصابة غير المسلمين بالمرض ونوع من الخطاب المحرض لأتباع التنظيمات على استغلال الفرصة ورفع وتيرة الهجمات.

وفي بيان له يوم الثلاثاء طالب تنظيم القاعدة أتباعه باستغلال وقت الحجر للتفكر الديني بينما كان تعليق تنظيم داعش على الوباء أخطر بمقال في صحيفة النبأ خاصته منذ أسبوعين إذ طالب المقاتلين بتفعيل الهجمات استغلالا للفجوة الأمنية الناجمة عن فوضى الوباء.

وقالت منظمة إدارة الأزمات الدولية إن الوباء سيضعف التحالف العالمي للحرب على الإرهاب، مشددة في بيانها الثلاثاء على أن تنظيم داعش خاصة سيستفيد من إعاقة الوباء لانتشار القوى الأمنية، بترتيب صفوفه وإعادة توجيه الضربات.

وأتى تفاعل الجماعات الإرهابية سريعا مع كورونا لتشن بوكو حرام النيجيرية أحد أسوأ هجماتها على الجيش التشادي على الحدود بين دول التشاد والنيجر ونيجيريا مخلفة 92 قتيلا.

ورغم بقاء هجمات داعش في شرق سوريا وعموم العراق بنفس طبيعتها المازجة بين الاغتيالات واستهداف المركبات الأمنية، إلا أن قيادة التحالف الدولى تأثرا بالوباء أوقفت تدريباتها مؤقتا بالعراق بينما سحبت قواتها من كثير من القواعد العسكرية ما يحدث فراغًا أمنيًا أمام التنظيم.

وفي إفريقيا قررت القيادة الجيش الأمريكى "أفريكوم" تغيير طبيعة عملياتها وتوزيع جنودها وأعدادهم حفاظا على الأرواح وفقا لمتحدثة القيادة كريستينة جيبسون.

وعلق كلاينيت رولي مدير مركز متابعة الصراعات بالموقع والأحداث في إفريقيا، على تصرف الجيش الأمريكى بقوله إن الانسحابات الأمريكية تمهد لجيش أي دولة أخرى ليخلي مسؤوليتهم أيضا عن توفير الأمن فى إفريقيا.

وأما البعثة العسكرية البريطانية فى كينيا فقد أمرت بترحيل عائلات الجنود لبريطانيا بسبب انتشار كورونا بينما يتوقع أن تكون هناك خطوات إنسحابية أكبر للبعثة تضر بالأمن بالمنطقة.

وفقط الجيش الفرنسي في منطقة الساحل الإفريقي بين مالي والتشاد والنيجر من أبقى على جنوده الذين يزيد عددهم عن الـ5000.

وأما القوات الإفريقية فكانت وتيرة التراجعات لديها أكبر فأما الجيش النيجيرى مثلا الذى يواجه جماعتي بوكو حرام وتنظيم داعش في شمال البلاد الشرقي فقد منع رسميا تجمعات الجنود والعمليات التدريبية بينما أظهر تعميم سري مسرب عن قيادة الجيش النيجيرى إصدارها أوامر لإيقاف استخدام الآليات الحربية فى القتال لتستخدم كسيارات إسعاف لمصابي كورونا وعربات نقل للمتوفين.

وحذر ليث الخورى الباحث بشأن الجماعات المتطرفة الإفريقية من أن تلك الوتيرة من تراجع القوات الحكومية تتزامن مع تعاون غير مسبوق بين مقاتلى تنظيمى داعش والقاعدة في الساحل الإفريقي ليستهدفوا قوات الأمن بينما ستكون السجون هدفهم المقبل.

وذهبت بعض التنظيمات لتصرفات تجلب تعاطف العامة معهم في ظل الوباء إذ قام تنظيم الشباب الموالي لتنظيم القاعدة في الصومال بعقد اجتماع استمر 5 أيام والذي قال متحدث التنظيم الرسمي عنه إنه قريبا سيصدر بيان رسمي قد يسمح بدخول المنظمات الإغاثية لمناطق تواجد الشباب وقد يحوي البيان هدنة مع القوات الحكومية لاستيعاب الأزمة.

وأما حركة طالبان فذهبت لأبعد من ذلك لتنشر مقاطع مصورة لمقاتليها وهم يوزعون المعقمات والصابون على الأهالي في أفغانستان بينما وعدت الحركة بالسماح للمنظمات الإغاثية بالدخول لمناطقها التي تزيد عن 50% من مساحة أفغانستان في تصرف لم تعتد طالبان فعله مع المنظمات الإغاثية.

وقال ذبيح الله مجاهد متحدث طالبان لأسوشييتد برس أنه قد تتوقف الحركة عن القتال مؤقتا للحفاظ على سلامة الجميع أثناء الوباء.

وتلك التحركات من قبل طالبان والشباب هدفها استقطاب الكثيرين نحو سياسات التنظيمين ونيل تأييد الأهالي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved